قصة قصيدة وأبى أن يطوف بالبيت إذ لم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وأبى أن يطوف بالبيت إذ لم

أمّا عن مناسبة قصيدة “وأبى أن يطوف بالبيت إذ لم” فيروى بأن الرسول صل الله عليه وسلم أراد أن يبعث بواحد من الصحابة إلى مكة المكرمة، لكي يتفاوض مع قريش على دخول المسلمين إليها لكي يؤدوا العمرة، فبعث في طلب عمر بن الخطاب، وأخبره بذلك، ولكن عمر قال له بأنه يخاف قريش على نفسه، وبأن قريش تعرف بعداوته وكرهه لهم، وبأن عليه أن يبعث عثمان بن عفان بدلًا منه، فبعث الرسول في طلب عثمان، وأخبره بما يريد منه، فخرج عثمان من المدينة المنورة، وخرج إلى مكة، وهنالك أجاره رجل يقال له أبان بن سعيد بن العاص في بيته.

وانطلق عثمان إلى أبي سفيان بن حرب، وأشراف مكة، وأخبرهم بان المسلمين يريدون القدوم إلى مكة لأداء العمرة، وبأنهم لم يأتوا للقتال، فقالوا له: إن أردت أن تطوف بالبيت فلك ذلك، فقال لهم: لا أقوم بذلك حتى يطوف الرسول به، فحبسوه لمدة ثلاثة أيام، ووصل المسلمين بأنه قد قتل، فقال الرسول للصحابة: لا نبرح حتى نناجز القوم.

ومن ثم قام الرسول بدعوة المسلمين إلى البيعة للقتال حتى الموت، ونادى عمر على المسلمين لكي يبايعوا رسول الله على ذلك، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، وبايع الرسول يومها ألف وأربعمائة من الصحابة، وفي خبر لك أنشد البوصيري قائلًا:

وَأبَى أنْ يَطُوفَ بالبيتِ إذْ لمْ
يَدْنُ منه إلى النبيِّ فِناءُ

فَجَزَتْهُ عنها بِبِيعَةِ رِضْوانٍ
يَدٌ مِنْ نَبِيِّهِ بَيْضَاءُ

أدَبٌ عنده تَضَاعَفَتِ الأعمالُ
بالترْكِ حَبَّذَا الأُدَباءُ

وَعَلِيٍّ صِنْوِ النبيّ وَمَنْ دِينُ
فُؤادِي وِدادُهُ وَالوَلاءُ

وَوَزيرِ ابن عَمِّه في المعالي
ومِنَ الأهلِ تُسْعَدُ الوُزَراءُ

لم يَزِدْهُ كَشْفُ الغِطاءِ يَقِيناً
بَل هُوَ الشمْسُ ما عليه غِطاءُ

وبباقِي أصحابِكَ المُظْهِرِ التَّرْتيبِ
فينا تَفْضِيلُهم والولاءُ

طَلْحَةِ الخَيْرِ المُرْتَضِيهِ رَفيقاً
وَاحداً يومَ فَرَّت الرُّفَقَاءُ

وَحَوارِيِّكَ الزُّبَيْرِ أبي القَرْمِ
الذي أَنْجَبَتْ بِهِ أسماءُ

وَالصَّفِيَّيْنِ تَوْأَمِ الفضل سَعْدٍ
وسَعِيدٍ إنْ عُدَّتِ الأصْفياءُ

نبذة عن البوصيري

محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، شاعر صنهاجي اشتهر بمدائحه النبوية، ومن أشهر قصائده في مدح الرسول صل الله عليه وسلم قصيدة البردة.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: