قصة قصيدة وقلت لعراف اليمامة دواني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وقلت لعراف اليمامة دواني

أمّا عن مناسبة قصيدة “وقلت لعراف اليمامة دواني” فيروى بأن عروة بن حزام كان يحب فتاة يقال لها عفراء، وأراد أن يتزوج منها، ولكن والدها رفض أن يزوجه منها، ولكنه لم يخبره برفضه له، بل أنه قد قام بطلب مهر عال، فخرج عروة لكي يجمع مهرها، وخلال ذلك زوجها والدها من رجل غيره، وعندما عاد إلى دياره، ووجد بأنها قد تزوجت من غيره، لحق بها، ودخل ضيفًا عند زوجها، وهو الذي كان ابن عمها.

فأضافه زوجها، وخرج وتركه يتحدث مع زوجته، ولكن أمر الخادمة أن تستمع لحديثهما، وتخبره بما تسمع منهما، وبعد أن خرج أخذ الاثنان يشكوان ألم الفراق، وشدة الاشتياق، وطالت الشكوى فيما بينهما، وأخذ يبكي، فقامت وأحضرت له شرابًا، ولكنه رفض، وأقسم بأنه لم يدخل جوفه حرام من قبل قط، ومن ثم أخبرها بأنه يستحي من زوجها، كونه قد أكرمه، ومن ثم وقف، وأراد أن يخرج، وبينما هو خارج، قال لها بأنه يعلم بأنه خارج من عندها إلى منيته، فبكى الاثنان، وانصرف.

وعندما أتى زوجها، أخبرته الخادمة بما سمعت منهما، فأخبر زوجته بأن تمنعه من الخروج، فقالت له: إنه أكرم وأشد حياءً من أن يبقى، فطلبه، وقال له بأنه يعلم خبره، ومن ثم قال له: إن خرجت من هنا فإنك ميت، وأنا على استعداد أن أطلقها، وأتنازل عنها لك، ولكن عروة رفض ذلك، وقال له: إني تعودت على اليأس والصبر، ومن ثم خرج عائدًا إلى دياره.

وبينما هو في طريق العودة إلى دياره، بقيه عراف اليمامة، فجلس الاثنان سوية، وكان عروة في كثير من الأحيان ما يغمى عليه، فيقومون بإلقاء خمار لعفراء، فيفيق، فسأله العراف إن كان به خبل أو جنون، فقال له: وهل تعرف بالأوجاع، فقال له العراف: نعم، فأخذ عروة ينشد قائلًا:

وَقُلْتُ لِعَرِّافِ اليَمامَةِ دوانِي
فَإِنَّكَ إِنْ أَبْرَأْتَني لَطبيبُ

فما بِيَ من سُقْمٍ ولا طَيْفِ جِنَّةٍ
ولكنَّ عَمِّي الحِمْيَريِّ كَذوبُ

عَشِيَّةَ لا عفراءُ دانٍ ضرارُها
فَتُرجى ولا عفراءُ مِنْكَ قريبُ

فَلَسْتُ بِرائي الشمسَ إِلاّ ذَكَرْتُها
وآل إليَّ من هواكِ نصيبُ

ولا تُذْكَرُ الأَهْواءُ إلاّ ذكرتُها
ولا البُخْلُ إلاّ قلتُ سوف تُثيبُ

وآخِرُ عَهْدي من عُفَيْراءَ أَنَّها
تُديرُ بَناناً كُلَّهُنَّ خضيبُ

عَشيَّةَ لا أَقْضي لِنَفْسي حاجةً
ولم أَدْرِ إِنْ نُوديتُ كيف أُجيبُ

نبذة عن عروة بن حزام

هو عروة بن حزام بن مهاجر الضني، شاعر من متيمي العرب، ولد في الحجاز، وتوفي بالقرب من المدينة المنورة، ودفن هنالك.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: