قصة قصيدة ولقد سئمت من الحياة وطولها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ولقد سئمت من الحياة وطولها

على الرغم من أن معظم الناس في هذه الأيام لا يعمرون طويلًا إلا أن الناس في العصر الجاهلي اعتادوا على أن يعمر رجالهم حتى يدركون المائة من عمرهم، إن لم يدركوا أكثر من ذلك بكثير، وعندما يدرك المرؤ من عمره ما يزيد عن المائة فمن الطبيعي أن يسأم من الحياة، ومن هؤلاء المعمرين الشاعر الملقب بالمستوغر الذي عاش ثلاثمائة وعشرين عامًا.

أما عن مناسبة قصيدة “ولقد سئمت من الحياة وطولها” فيروى بأن عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم الملقب بالمستوغر كان واحدًا من شعراء العرب وفرسانها في العصر الجاهلي، وهو الذي لقب بالمستوغر بسبب قوله في بيت من شعره:

تنِشُّ الماء في الربلات منها
نشيش الرَّصف في اللبن الوغير

ويروى بأن المستوغر كان من المعمرين في العصر الجاهلي، حتى أن الأصمعي قال بأنه عاش ثلاثمائة وعشرون سنة، وعندما شاب وأصبح كبيرًا في العمر أنشد المستوغر قائلًا:

وَلَقَد سَئِمتُ مِنَ الحَياةِ وَطولِها
وَعَمَرتُ مِن عَدَدِ السِنينَ مِئينا

مِئَةٌ أَتَت مِن بَعدِها مِئَتانِ لي
وَاِزدَدتُ مِن عَدَدِ الشُهورِ سِنينا

يقول الشاعر في هذين البيتين بأنه قد ضجر من الحياة التي كانت طويلة عليه، وهو من المعمرين، ويذكر في البيت الثاني بأنه قد عاش مائة عام، ومن بعدها عاش مائتان، كما أن السنين أصبحت كالشهور بسبب عددها الكبير.

هَل ما بَقى إِلّا كَما قَد فاتَنا
يَومٌ يَمُرُّ وَلَيلَةٌ تَحدونا

هَل تَرقُبُ الأَرواحُ إِلّا ساعَةً
تَلقى سَقاماً عِندَها وَمَنونا

فَاِنظُر لِما قَدَّمتَ سَوفَ تَزورُهُ
حَتماً وَتُمسي عِندَهُ مَرهونا

ويروى بأن المستوغر قد أدرك الإسلام، وأسلم، وحسن إسلامه، وعده ابن حجر العسقلاني من صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، وهو الذي قام بهدم صنم بني كعب بن ربيعة بعد أن أسلم.

نبذة عن المستوغر

هو عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، لقب بالمستوغر، وهو أحد الفرسان المشهورين في العصر الجاهلي، وكان شاعرًا جيد الشعر على الرغم من قلة شعره.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديد كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: