قصة قصيدة ولما رأيت الدهر يؤذن صرفه

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم ما كان من خبر الشاعر العباسي ابن الرومي مع التطير، وكيفية تركه لهذه العادة.

قصة قصيدة ولما رأيت الدهر يؤذن صرفه

أما عن مناسبة قصيدة “ولما رأيت الدهر يؤذن صرفه” فيروى بأن ابن الرومي كان قد اشتهر بكونه أحد كبار الشعراء في العصر العباسي، فقد تنوعت أشعاره ما بين المدح والهجاء والفخر والرثاء، ولكنه وبالإضافة إلى موهبته الشعرية التي قل نظيرها في زمانه إلا أنه كان قد اشتهر في تطيره أيضًا، أي أنه كان يتطير كثيرًا.

ويروى بأنه في يوم من الأيام وبينما كان ابن الرومي في بيته أتى إليه شاعر من شعراء عصره يقال له برذعة الموسوس، ودخل إلى مجلسه، وبينما كان الاثنان جالسان يتحادثان، قص برذعة على ابن الرومي قصيدة كان قد قالها في معاناته مع التطير، وينصح ابن الرومي فيها أن يتركه، وقد قال فيها:

وَلمَّـا رَأيْتُ الدَّهـرَ يُؤذِنُ صَرفُـهُ
بِتَفْرِيقِ مَـا بَيْني وَبَينَ الحَبَائِبِ

رَجِعتُ عَلىٰ نَفْسِي فَوَطَّنْتُهَـا عَلىٰ
رُكوبِ جَمِيل الصَّبْرِ عِنْـدَ النَّوَائِبِ

يقول الشاعر في هذه الأبيات بأنه عندما رأى بأن الدهر يفرق بينه وبين من يحب، عاد على نفسه وأدبها على أن تصبر عند الشدائد.

وَمَنْ صَحِبَ الدُّنْيَـا عَلىٰ جَـوْرِ حُكْمِهَـا
فَأيَّامُـهُ مَحفُوفَـةٌ بِالمَصَائِبِ

فَخُـذْ خِلْسَةً مِنْ كُلِّ يَومٍ تَعِيشُهُ
وَكُـنْ حَـذِراً مِنْ كَامِنَـاتِ العَوَاقِبِ

وَدَع عَنْكَ ذِكْـرَ : الفَـألِ وَالزَّجـرِ وَاطَّرِح
تَطَيُّـرَ دَارٍ أوْ تَفَـاؤُلَ صَاحِبِ .؟!

وبعد أن سمع ابن الرومي كلمات هذه لقصيدة، خاصة ما جاء فيها من ضرورة أن يطرح عنه التطير وأن يقوم باستراق اللحظات الجميلة في كل يوم يعيشه، صمت لبرهة من الوقت، ومن ثم أقسم أن لا يتطير بعد ذلك اليوم أبدًا، حيث قال: والله ما تطيرت بعد هذا أبدًا.

المصدر: كتاب "زهر الآداب وثمر الألباب" تأليف إبراهيم بن علي بن تميم الأنصاريكتاب " الموازنة بين الشعراء" تأليف زكي مبارككتاب "ديوان ابن الرومي" تأليف ابن الرومي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: