قصة قصيدة ولي كبد مقروحة من يبيعني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ولي كبد مقروحة من يبيعني:

بالنسبة لمناسبة قصيدة “ولي كبد مقروحة من يبيعني”، فيروى بأن إبراهيم الموصلي في يوم دخل إلى مجلس هارون الرشيد، ووقف بين يديه، وطلب منه أن يعطيه يومًا يخلو به بنفسه، فقال له هارون الرشيد: إني استثقل يوم السبت، فخذه وافعل به ما شئت، ففرح بذلك وفي السبت التالي جلس في بيته، وأغلق على نفسه الأبواب، وأمر البواب أن لا يدخل عليه أحد، وجلس مع نفسه بين خدمه وجواريه، وبينما هو جالس وإذ بشيخ جميل الهيئة، ثيابه حسنة، رائحته كالمسك، ملأت جميع البيت، وعندما رآه إبراهيم الموصلي غضب غضبًا شديدًا من البواب الذي سمح له بالدخول، وقرر أن يعاقبه.

ردّ الشيخ السلام، فجاوبه إبراهيم وأمره بالجلوس، فجلس وأخذ يتكلم في أحاديث العرب، وذكر أيامهم وأشعارهم، ففرح إبراهيم الموصلي بحديثه، وقال في نفسه: لعل البواب عرف ما عنده من أحاديث وأراد أن يفرحني، وعفا عنه، فقال للشيخ: هل تريد تناول الطعام؟، ولكن الشيخ رفض أن يأكل، فقال له إبراهيم: وهل لك في الشراب: فوافق الرجل، فأمر إبراهيم بأن يحضر الشراب، وأخذا يشربان، وبينما هما كذلك، قال الشيخ: يا أبا إسحاق غنّي لنا شيئًا من صنعك، فغنى، وبينما هو يغني كان الشيخ يقول له أحسنت يا سيدي، وعندما أكمل، طلب منه الشيخ أن يغني هو، فسمح له إبراهيم، فأخذ العود، وبدأ ينشد قائلًا:

وَلي كَبِدٌ مَقروحَةٌ مَن يَبيعُني
بِها كَبِداً لَيسَت بِذاتِ قُروحِ

أَبيعُ وَيَأبى الناسُ لا يَشتَرونَها
وَمَن يَشتَري ذا عِلَّةٍ بِصَحيحِ

أَإِنُّ مِنَ الشَوقِ الَّذي في جَوانِبي
أَنينَ غَصيصٍ بِالشَرابِ جَريحِ

وبينما هو ينشد هذه الأبيات كأن كأنما كل ما في المنزل ينشد معه، ثم أنشد قائلًا:

أَلا يا حَماماتِ الحِمى عُدنَ عَودَةً
فَإِنّي إِلى أَصواتِكُنَّ حَنونُ

فَعُدنَ فَلَمّا عُدنَ عُدنَ لِشِقوَتي
وَكِدتُ بِأَسرارٍ لَهُنَّ أُبينُ

وَعُدنَ بِقَرقارِ الهَديرِ كَأَنَّما
شَرِبنَ مُداماً أَو بِهِنَّ جُنونُ

فَلَم تَرَ عَيني مِثلَهُنَّ حَمائِماً
بَكَينَ فَلَم تَدمَع لَهُنَّ عُيونُ

وعندما أكمل قال لإبراهيم: هذا الشعر لك، أنشده لجواريك وعلمه لهنّ، فقال له إبراهيم: أعده علي حتى أحفظه، فقال له الشيخ: لا تحتاج لذلك، ثم قام وخرج من البيت، فخاف إبراهيم وأخرج سيفه ولحق به، ولكنه لم يدركه ووجد البوابة مغلقة، وكأنما لم يدخل منها أحد، فسأل البواب، وقال له البواب بأن أحدًا لم يدخل من عنده، فذهب من فوره إلى مجلس هارون الرشيد، وأخبره بخبر ذلك، فأمره هارون الرشيد بأن ينشد عليه ما أنشد عليه الشيخ، فأنشده وطرب هارون الرشيد من الأبيات التي سمعها، وأمر لإبراهيم الموصلي بشيء من المال.

نبذة عن قيس بن الملوح:

أما عن شاعر هذه القصيدة فهو قيس بن الملوح شاعر من شعراء العصر جاهلي، لقب بمجنون ليلى.

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: