قصة قصيدة يا ليث احذر أن تكون جزوعا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا ليث احذر أن تكون جزوعا

أمّا عن مناسبة قصيدة “يا ليث احذر أن تكون جزوعا” فيروى بأنه في يوم من الأيام حصلت حرب بين الفرس والعرب، وكان أحد المقاتلين بين صفوف العرب عنترة بن شداد، وفي تلك الحرب تمكنت جيوش الفرس من أسر عنترة، واقتادوه إلى ملكهم كسرى، وعندما أتوا به إلى كسرى، وأدخلوه إليه، فرح بأسره فرحًا شديدًا، وأمرهم بأن يضعوه في السجن، ولكنه لم يتمكن من أخذ قرار فيما سيفعل به، فقام بطلب وزرائه، وعندما أتوه، أجلسهم، واستشارهم في أمر عنترة، فأشاروا عليه بقتله، فقرر أن يفعل ذلك.

وفي اليوم التالي أمر كسرى بإحضار أسد كان عنده، وكان قد وضعه عنده لمثل هذه الحال، وأراد أن يدخله إلى عنترة في قفص، وبينما كان عنترة بن شداد ينتظر ذلك الأسد وإذ بهم يحضرونه وهو مكبل بالحبال، ومن حوله عدد كبير من الرجال يقودنه صوب عنترة، وفي اللحظة التي أدخلوا الأسد فيها إلى القفص، هجم عليه عنترة مشهرًا سيفه، وهو ينشد قائلًا:

يا ليث احذر أن تكون جزوعًا
واحمل عليَّ فلست منك مروعا

أقبل إليَّ فإنني لا أنثني
عن قتل مثلك أو أكون هلوعا

إن كنت تزعم أن وجهك عابسٌ
فأنا العبوس ولا أكون شنيعا

اليوم تضحى في الفلات مجندلًا
وتخرُّ في هذا المكان سريعا

وبقي عنترة بن شداد يجاول ذلك الأسد حتى تمكن منه، وهجم عليه بسيفه، فضربه به ضربة، خر من أثرها الأسد صريعًا على الأرض، وعندما رأى كسرى ما صنع عنترة بن شداد بذلك الأسد تعجب من شجاعته، وأمر رجاله بأن يخرجوه من القفص وإحضاره إليه، فأخرجوه وقادوه نحو كسرى، فوقف كسرى وأمسك به، وقبله بين عينيه، وأمر رجاله بإطلاق سراحه، كما أمر له بأفخر التحف وأفضل الهدايا.

نبذة عن عنترة بن شداد

هو عنترة بن شداد بن قراد العبسي، وهو فارس من فرسان العرب، وأحد أشهر الشعراء في العصر الجاهلي، ولد في عام خمسمائة وخمسة وعشرين في نجد في شبه الجزيرة العربية، واشتهر بشعر الفروسية، وبشعر الغزل العفيف، وهو من شعراء المعلقات.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديد كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: