قصة قضية تشارلز نغ العجيبة

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول أحد القتلة والمجرمين الذين لمع اسمهم في جرائم القتل في الولايات المتحدة، ولكن تم المماطلة في محاكمة إلى أن رُفعت تكاليف عمليات البحث عنه والتخفيف من محاكمته.

الشخصيات

  • القاتل تشارلز نغ
  • الزوجة السابقة كلارالين ليونارد ليك

قصة قضية تشارلز نغ العجيبة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام اكتشف مجموعة من أشهر المحققين العديد من الجرائم المروعة، وفي ذات الوقت كان هناك واحد من الأشخاص ويدعى تشارلز هارب خارج البلاد، وحينما قام المحققون بعمل زيارة إلى زوجته السابقة والتي تدعى كلارالين ليونارد ليك وسؤالها حوله أخبرتهم أنه اتصل بها في وقت سابق وقد كان ذلك قبل أيام قليلة من هروبه، وفي ذلك الاتصال طلب منها أن يحضر إلى شقتها ويقوم بالبحث عن بطاقة شيك كان قد نسيها قبل أن يتم الانفصال بينهما في إحدى ملابسه ذات يوم.

وفي تلك الأثناء وافقت على اللقاء به والسماح له بدخول شقتها والتفيش في ملابسه القديمة، وقد أوضحت كلارالين في وقتها أنه حينما قدم إلى شقتها كان يحمل بندقية على كتفة وبحوزته ذخيرة لا بأس بها، وفي نهاية حديثها مع المحققين أشارت إلى أنها خرجت معه من الشقة وسارت معه إلى أن وصل إلى واحد من المطارات والذي يعرف باسم مطار سان فرانسيسكو، وفي تلك المرة كانت قد شاهدته للمرة الأخيرة، ولكنها لم تكن تعرف إلى أين توجه.

ومن هنا تتبّع المحققون حركة الطيران في ذلك اليوم الذي غادر به تشارلز سان فرانسيسكو، كما هموا بالبحث في سجلات المطار، إذ توصلوا إلى أنه في البداية توجه نحو ولاية شيكاغو ومن ثم توجه نحو ولاية ديترويت ومن هناك انطلق خارج البلاد وسافر إلى دولة كندا، وفي تلك الأثناء كان هناك العديد من عناصر الشرطة التي تقوم بالتحقيق بجرائم القتل التي حدثت، وقد اكتشفوا في نهاية بحثهم أن هناك مجموعة من الأدلة الكافية ضد تشارلز.

وعلى إثر تلك الأدلة تم نسب اثنا عشر تهمة قتل، وقد أمضى ما يقارب على الشهر في الهروب والاختفاء عن أنظار عناصر الشرطة، إلا أنهم في نهاية المطاف قد تمكنوا من العثور عليه وإلقاء القبض عليه وزجه في السجن، ولكن في اللحظات التي كان يتم بها إلقاء القبض عليه قام بالهروب من بين أيديهم والاختباء في واحدة من كبائن الهواتف وقام بإطلاق النار عليهم وتمكن من إصابة أحدهم في ذراعه، وهذا ما دفع بهم إلى وضع تشارلز في أحد السجون الفردية في دولة كندا وقد أسند إليه تهمة السرقة وحيازة سلاح ناري ومحاولة القتل العمد.

وفي يوم من الأيام وصل خبر إلى السلطات الأمريكية أنه تم العثور على تشارلز واعتقاله، ولكن جراء إلغاء كندا لعقوبة الإعدام، فقد تم رفض تسليم السفاح إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه تم السماح للسلطات الأمريكية بمقابلته في السجن، وفي تلك المقابلة اعترف بتورطه في جرائم القتل وأنه في كل جريمة قتل كان يقوم بها كان يتخلص على الفور من الجثث، وقد أسفرت محاكمته عن اتهامات عديدة بالسرقة والاعتداء في كندا، ولكن حكمه كان مخفف، فقد أصدر بحقه حكم بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف فقط على كافة الجرائم التي ارتكبها، والتي أمضاها في تعلم القوانين الأمريكية.

وخلال فترة مكوثه في السجن كان السفاح يمضي وقته في التسلية من خلال رسم رسوم كاريكاتورية، وقد كانت كل رسمة من تلك الرسومات تصور مشاهد جرائم القتل التي كان يقوم بها، وقد كان البعض منها يحتوي على تفاصيل دقيقة لجرائم القتل التي قام بها تلك التي حدثت في مدينة ويلسيفيل، والتي لم يكن يتقن تلك الرسومات سوى شخص متورط في جرائم القتل، كما أن من أبرز العوامل التي لم تحسم الشك في تورط تشارلز في جرائم القتل، أنه هناك كان أحد الشهود الذين تركهم تشارلز يصارعون الموت نجا وأشار إلى أن تشارلز هو الرجل الذي حاول قتله.

وبعد خلافات عديدة دامت لمدة تقارب على الست سنوات دارت بين وزارة العدل الأمريكية ودولة كندا، تم تسليم السفاح إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك حتى تتم إعادة محاكمة بناءً على الجرائم التي قام بارتكابها في أمريكا، وقد وقع ضحيتها اثنا عشر شخص، وفي ذلك الوقت كان تشارلز على علم ودراية بكافة القوانين الأمريكية، وقد عمل جاهداً من أجل أن تتم تأجيل محاكمته وتأخيرها، وفي نهاية المطاف أصبحت قضية تشارلز واحدة من أكثر القضايا التي حصدت مبالغ عالية بسبب تكاليفها في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كلفت دافعي الضرائب مبلغ يقدر بحوالي مليون دولار جراء الجهود التي بذلت من أجل أن تتم عملية تسليمه بسلام.

وحينما تم نقل تشارلز إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ تلك اللحظة بدأ هو وفريق كبير من المحامين في التلاعب بالأنظمة والقوانين من خلال التكنيك من أجل التأخير إلى ما لا نهاية، وفي تلك الأثناء كانت هناك العديد من الشكاوي التي تم تقديمها والتي كانت تشتمل على شكاوى رسمية حول تلقيه للطعام السيء وأنه على الدوام يتم تقديم المعالجة السيئة له، وذات مرة أقام تشارلز دعوى قضائية ضد سوء التصرف والتعامل معه كسجين.

وقد قدرت بمليون دولار ضد محامين، والذي تم طردهم في أوقات مختلفة خلال جلسات الاستماع السابقة على المحاكمة، كما أراد تشارلز أن يتم نقل محاكمته إلى إحدى المقاطعات والتي تعرف باسم مقاطعة أورانج، وهو طلب سوف يتم تقديمه إلى المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا على الأقل لخمس مرات قبل أن يتم تأييده وتنفيذه.

وبعد مرور ما يقارب على الثلاث عشرة سنة من التأخيرات المختلفة وازدياد تكاليف المحاكمة والتي قدرت بحوالي عشرة مليون دولار، بدأت محاكمة تشارلز وفي تلك الأثناء قدم فريق دفاعه دعوة على أنه شخص مشارك غير راغب وأجبر على المشاركة في فورة القتل السادية، وفي لحظة من اللحظات قدم ممثلو الادعاء أحد الفيديوهات، والذي أشير به في تورط تشارلز بالعديد من الجرائم، كما أظهر أنه كان يقوم بالتهديد إلى العديد من الأشخاص تحت تهديد السكين، ولكنه أصر على اعترافه بأنه مجرد مشارك في الجرائم.

وفي النهاية انتهت مدة عقود من المحاكمة وضياع الملايين من الدولارات، وانتهت محاكمة تشارلز بمناقشة هيئة المحلفين للقضية لعدة ساعات وعادت بحكم أنه مذنب في قتل ستة رجال وثلاث نساء وطفلين، وأوصت هيئة المحلفين بعقوبة الإعدام بحقه.

العبرة من القصة أنه لدى القتلة والمجرمين العديد من الأساليب الملتوية من أجل إخراج أنفسهم من تلك الجرائم التي يقومون بارتكابها، ولكن مهما بلغت تلك الأساليب لا بد أن يسود القانون والعدل في النهاية.

المصدر: كتاب ألوان في القصة القصيرة من الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963م


شارك المقالة: