قصة قلب شجاع Brave Heart Story

اقرأ في هذا المقال


تناولت القصة في مضمونها الحديث حول أحد الأبطال من دولة اسكتلندا وهو من المحاربين الذين قاتلوا ببسالة منقطعة النظير شهد له العالم بها، حيث دافع عن موطنه ضد القوات الإنجليزية، وقد كان ذلك في فترة العصور الوسطى، وقد تم تجسيد هذه القصة في واحد من أشهر الأفلام السينمائية العالمية في عام 1995م.

قصة قلب شجاع

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة اسكتلندا، حيث أنه في يوم من الأيام حدث في طفولة السير ويليام واقعة لم تفارق تفكيره ولو للحظة، وتلك الواقعة هي أنه كان شاهد على مقتل أبيه وشقيقه، وقد كان السبب في مقتلهما هو اعتراضهما على تولي الحاكم إدوار الأول وهو من دولة إنجلترا أمور العرش والانتصار عليه، وأنهما قاما بالتمرد على ذلك الحاكم من خلال وضع العديد من الخطط من أجل الاستيلاء على العرش في مملكة اسكتلندا، بينما هو كان قد رحل إلى خارج البلاد ونشأ وترعرع مع عمه هناك.

وبعد مضي عدة سنوات قرر العودة إلى موطنه، ولكن حينما عاد إلى بلده لم يكن تحت ذات الاسم، وإنما عاد كمزارع بسيط، وفي تلك الأثناء لم يخبر أي أحد باسمه الحقيقي وكنيته سوى محبوبته التي كان قد وقع في حبها منذ صغره، وقد بقي متخفي لفترة لا بأس بها، وفي أحد الأيام اتفق مع محبوبته على الزواج، ولكن أصر على أن يبقي زواجهم بشكل سري؛ وذلك حتى لا يعلم أحد بكنيته الحقيقة حينما يتم العقد.

وبعد مرور فترة وجيزة على زواجهم وصل خبر قصتهم إلى الحاكم، فأوعز إلى اعتقالهم على الفور، وخلال محاولة الاعتقال تم إطلاق النار عليهما مما تسبب في مقتل الزوجة، بينما الشاب الاسكتلندي بقي على قيد الحياة وكانت تتم محاولة اعتقاله، إلا أنه في تلك اللحظة تمكن ويليام من الفرار من بين أيديهم وأخذ بالتفكير في الانتقام على الفور ما دام كل شيء قد تم كشفه أمام الجميع، وأول خطوة قام بها هو قتل أحد الشرفاء من الإنجليز، وعلى إثر تلك الحادثة التف حوله العديد من السكان الاسكتلنديين، وأخذوا بالحرب معه ضد قوات الجيش الإنجليزي، وفي نهاية معركتهم والتي وقعت في مدينة سترلينج كان النصر حليفهم.

ولكن ما لبث إليهم أن يعتزوا بهذا النصر حتى خذلوا بسبب هجوم القوات الإنجليزية عليهم؛ وقد حدث ذلك جراء الخيانة التي تسبب بها بعض قادة العشائر الاسكتلندية، ومنذ تلك المعركة بدأت الأحداث تتوالى وتتصاعد ويستمر ويليام في الانتقام منهم بمساعدة جيشه من الاسكتلنديين، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي يتم الإيقاع به وتسلميه إلى الجيش الإنجليزي، وبعد أن امتثل أمام المحكمة تم الحكم عليه بالإعدام، ولم يلبث كثيراً حتى تم سحبه إلى ساحة الميدان العام الواقعة في مدينة لندن، وأول ما تم صعوده على وضعه على منصة الإعدام قاموا الحراس ببقر بطنه وإخراج كافة أحشاءه، وقد كان ذلك المنظر من المناظر المروعة لجميع الشاهدين على تلك الواقعة، وفي تلك اللحظة سألوه فيما إذا يريد أن يكون موته بطريقة رحيمة، إلا أنه رفض وصرخ بأعلى صوته بكلمة الحرية.

وفي ذلك الوقت كان لتلك الواقعة أثر كبير على العديد من الأشخاص الفذين من بين الأسكتلنديين، وهي الفتيل الذي أشعل روح المقاومة داخل الكثير من المواطنين الأسكتلنديين والذين على الفور هاجوا وقاموا بفكه من حبل المشنقة، وعلى إثر تلك الحادثة تمكن ويليام من قيادة العديد من الجموع والحشود الاسكتلندية بالتجمع والتخطيط لما يمكن فعله، وتمكن بعد فترة وجيزة من تشكيل جيش اسكتلندي من أجل الاستعداد لشن حرب على المحتل الإنجليزي، فقاد ويليام الجنود الاسكتلنديون إلى حرب كانت نتائجها هو الاستقلال الأول بإسكتلندا، وهذا الدور البارز الذي قام به ويليام لا يمكن لأحد أن ينكره أو يتجاهله في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الدولة.

وفي الحقيقة ما تمت الإشارة له في تلك الأثناء أن السيد ويليام كانت خلال فترة الحرب إنسان مختلف تماماً، فبعد أن جاء إلى موطنه المحتل ودخل كمزارع بسيط إلى البلد أصبح في الوقت الحالي وبعد انتصاره يحوز في ملكيته العديد من القطاعات الزراعية الواسعة، كما أنه بعد أن كانت تطغو عليه الرومانسية أصبح بمثابة وحش غائر مفترس، وبعد أن كان في السابق محارب شهم أصبح تماماً مثل محاربي العصور الوسطى، كما أنه أصبحت العديد من المؤلفات والقصائد الشعرية تنظم في مدحه والثناء على ما أوصل الدولة إليه.

وفي كل مرة كان القائد يخوض معركة كان يعود من تلك المعركة ورائحة الدخان تنبعث من ثيابه وكأنه وحش مفترس، ويوماً بعد يوم أصبح لا ينفك عن قتل البشر من المدنيين في بلاد خصومه دون رحمة أو رأفة بهم، وبعد مرور فترة وجيزة كانت حال القائد تزداد ثراءً، فبعد أن كان ضابط في صفوف الجيش الاسكتلندي أصبح حاكم على البلاد بأكملها ويمتلك من المال والثراء ما يصل إلى حد الفحش.

وفي يوم من الأيام بينما كان ويليام يخطط من أجل إلقاء خطاب على الشعب الاسكتلندي، ولكن في تلك الأثناء طلب من العديد من حاشيته أن يقوموا بالحراسة المشددة أثناء إلقاءه إلى الخطاب؛ وذلك لأنه في ذلك الوقت كان يعلم أنه أصبح شخص متغير عما عرفوه به الشعب الاسكتلندي، وأنه من المؤكد أن أصبح له أعداء من عامة الشعب ولا بد أن أحدهم يفكر في إزاحته عن العرش.

وفي ذلك الخطاب أشار إلى أن يجاهد من أجل المحافظة على العرش، وقد عانا على مدار عدة سنوات من أجل إيصال البلاد إلى ما هي عليه، وبالتالي فإنه لا يمكنه أي يقوم بتوكيل ولي للعهد، كما أشار في ذلك الخطاب إلى أنه يريد أن يصلح العلاقات بين كل من إنجلترا واسكتلندا، وأنه ينبغي أن تكون العلاقات قوية ومتينة بين تلك الدولتين، ولكن كان ذلك الأمر قد ثار غضب أعداد هائلة بين الشعب مما دفع القبائل الاسكتلندية للحرب فيما بينها؛ وذلك طمعًا في العرش الذي سوف يقومون بإزاحة ويليام عنه، وهذا الأمر قد دفع الملك إدوارد الأول ملك إنجلترا للتدخل من أجل إيجاد حل للمشكلة، وعلى إثر ذلك تمكن من الاستيلاء على العرش مرة أخرى من جديد، وهذا الحدث تبعه العديد من الغزوات والحروب على مدار ثلاثة عقود متتالية.

وفي نهاية الأحداث تمت الإشارة إلى أن ويليام كان يقوم بذات الأعمال الإجرامية التي كان يقوم بممارستها الملك إدوارد عليهم، حيث كان كلاهما وجهان لعملة واحدة، فقد أزهقا الكثير من أرواح الأبرياء في القرى من الفلاحين والبسطاء ولم يكن لهم أهدافًا سوى إثبات النفوذ والقوة مهما كان الثمن.


شارك المقالة: