قصة مغامرة إبهام المهندس

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من القصص القصيرة التي صدرت عن الكاتب آرثر كونان دويل، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول جريمة حصلت مع أحد الشاب والذي يعمل كمهندس، حيث تم استدراجه بحجة القيام بتصليح أداة معينة، إلا أنه أدرك في النهاية أنه يتعرض لمحاولة قتل.

قصة مغامرة إبهام المهندس

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية وهو رجل يدعى فكتور هاثرلي، وقد كان ذلك الرجل يعمل في مجال الهندسة، وفي يوم من الأيام تعرض ذلك المهندس إلى حادثة تم بها قطع أحد أصابع يده، وهذا ما دفع به بالبحث عن أشهر الأطباء المشهورين في المنطقة إلى أن توصل إلى طبيب يدعى واتسون، وأول ما وصل إلى العيادة الخاصة لذلك الطبيب طلب منه أن يقوم بتقديم الإسعافات له بسرعة، ثم بعد ذلك دخل المهندس في حالة غيبوبة؛ وذلك بسبب قطع إبهامه منذ فترة ليست بقصيرة وأنه منذ لحظة قطعه إلى هذا الوقت والإصبع ينزف بغزارة.

وكان يبدو أن الحالة التي كان بها المهندس هي حالة غريبة بعض الشيء، كما كانت تبدو ملامحه أنها في حالة من الخوف والهلع المزريين، وأنه من المؤكد أنه تعرض لحدث ما، وهنا شكك الطبيب كون المهندس يعمل في مجال الهندسة الهيدروليكية في إحدى الشركات الكبيرة المتواجدة في مدينة هيلثي تاون، فإنه من المحتمل أن يكون قد تعرض إلى حادثة في تلك الشركة تسببت في قطع إصبع يده.

وفي ذلك الوقت حين بدأ الطبيب في إعداد الأدوات العلاجية وقيامه بإسعافه وتضميد جراحه، وهنا بقي يجلس بجانبه ينتظر أن يفيق المهندس من غيبوبته، وبالفعل لم يمضي المهندس طويلاً في حالة الإغماء التي أصيب بها، وحينما استيقظ من غيبوبته سأله الطبيب واتسون ما السبب الذي كان خلف قطع إصبعه، وفي حال أنه كان أحد الأشخاص الذي قام بفعل ذلك فمن هو؟ وكيف أنه نجا من تلك الحادثة؟ في بداية الأمر تردد المهندس في أن يقوم بإخبار الطبيب عن السبب الذي يكمن خلف خوفه ورعبه، ولكن بعد أن فكر بماذا ينبغي عليه أن يفعل بعد ذلك توصل في النهاية إلى أن يتحدث إلى الطبيب عن الأمر الذي تسبب بقطع أصبعه، وأوصل به إلى تلك الحالة، كما أنه تضرع للطبيب أن يحاول جاهداً في تقديم المساعدة له.

وفي تلك الأثناء قال المهندس أن ما حدث معه هو ليس حادثة عابرة على الإطلاق، وإنما كان عمل إجرامي مخطط له من قِبل، ولكن على الرغم من الأذى والضرر التي تسبب به ذلك العمل الإجرامي، فإنه لا يتمكن من الذهاب إلى مركز الشرطة والإخبار عن تلك الجريمة البشعة التي حصلت بحقه، وقد كان ذلك بسبب أنه لا يوجد هناك بين يديه أي دليل مادي ملموس حول من قام بتلك الجريمة، وهنا من المؤكد أن عناصر الشرطة لا يصدقوا مجرد الأقوال في الإخبار عن الحوادث، بل تحتاج إلى أدلة كافية لإدانة المجرم.

وبعد أن سمع الطبيب هذا الحديث رغب الطبيب في أن يقدم له المساعدة بأي طريقة كانت، وهنا أول ما فكر به الطبيب اللجوء إلى محقق من أجل المساعدة في التحقيق في تلك الجريمة، وبالفعل كان أحد الأصدقاء المقربين منه والذي يدعى السيد هولمز يعمل في ذلك المجال وهو من المبدعين فيه، وهنا سرعان ما اتصل بالمحقق وطلب منه مساعدة ذلك المهندس والذي يبدو أنه شاب مسكين.

وأول ما وصل المحقق شرح له المهندس ما حدث معه بالتفصيل الكامل، فقال: في يوم أمس بينما كان ذلك الوقت بعد الظهر وقد حان موعد خروجه من العمل، قام بتمام كامل أمور العمل وذرف بالخروج من مكتب العمل وأثناء عودة في الطريق إلى المنزل أوقفه أحد الرجال وقد ادعى ذلك الرجل أنه يعرف باسم الكولونيل ليساندر ستراك، وفي تلك الأثناء قام الكولونيل بعرض وظيفة عليه مقابل أن يتقاضى أجر عالي جداً عليها.

كما أخبر المهندس المحقق أنه منذ عدة سنوات قريبة قد اشترى قطعة من أرض، وفي تلك الأرض اكتشف في يوم من الأيام أنه يوجد بها العديد من الترسبات لأحد المساحيق المشهورة، وأن هذا النوع من المساحيق يتم استخدمه من قِبل العديد من الشركات العالمية من أجل القيام بتبيض الثياب، وحين وصل هذا الخبر إلى مسامع الكولونيل قرر أن يقوم بشراء مكبس هيدروليكى؛ وذلك من أجل أن يستخرج من خلاله ذلك المسحوق، ولكن هذا المكبس حدث به عطل وقد أراد الكولونيل إصلاحه.

وحينما سمع المهندس بالمبلغ المادي الكبير قرر أن يقدم على قبول العمل على تصليح ذلك المكبس، وبالغفل ذهب برفقة الكولونيل إلى إحدى المناطق الريفية، حيث أشار الكولونيل أنه هناك يوجد ذلك المكبس الذي يعتقد أنه من خلالها سوف يحصل على ذلك المسحوق، ولكن خلال ذهابهم إلى ذلك المكان حدثت بعض الأمور الغريبة والتي جعلت فيكتور يشك بالأمر؛ ومن بين تلك الأمور هو أن استخراج المسحوق من الأرض يتم عن طريق الحفر في باطن الأرض فقط، وليس باستخدام المكبس الهيدروليكي.

وعند وصوله إلى منزل الكولونيل عثر بمنزله على وعاء حديدي واسع، وقد كان ذلك الوعاء مغطى من جميع الجوانب بالعديد من القشور والرواسب المعدنية، وفي تلك اللحظة أدرك أن الكولونيل قد خدعه وكذب عليه، وأنه يرغب في استخدام المكبس من أجل أمر أخر، وحين علم أن المهندس عرف حقيقته حاول أن يقوم بقتله، ولكن المهندس نجح في الهروب من خلال نافذة المنزل.

وفي لحظة هروبه كان الكولونيل يحمل بين يديه سكيناً، وسرعان ما همّ بقطع أحد أصابع يد المهندس ولكن لم يتمكن من قتله، وهنا خرج المهندس مسرعًا إلى سيارته، ثم توجه بعد ذلك توجه إلى الطبيب واتسون من أجل أن يقدم له المعالجة والمساعدة، وبعد أن أنهى المهندس سرد قصته، قام المحقق بمجموعة من التحقيقات حول الحادثة، حيث ذهب متخفيًا في ظلام الليل إلى منزل الكولونيل؛ وهناك اكتشف السر بوجود بعض العملات النقدية المزورة.

وفي النهاية اكتشف المحقق أن الكولونيل ما هو في الحقيقة سوى مزور للقطع نقدية، وكان الغرض الحقيقي من وراء استخدامه للمكبس الهيدروليكي، هو المساعدة في تحضير خليط من المعادن من أجل تسهيل صناعة تلك العملات النقدية المزورة، وأنه حاول قتل المهندس عندما علم بحقيقته، وأخيراً أعد إليه المحقق كمين داخل منزله، وبالفعل نجح الكمين وتم إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى مركز الشرطة، كما زودهم المحقق بكل الأدلة التي تدينه، وبعض العملات المزورة التي صنعها بنفسه والتي تم العثور عليها في منزله.

المصدر: كتاب مغامرات شرلوك هولمز - آرثر كونان دويل - 1892


شارك المقالة: