قصة مفتاح كوخ العم توم

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من الروائع الأدبية التي صدرت عن الكاتبة هارييت بيتشر، وقد تضمنت في محتواها الحديث عن حياة العبودية والعنف والقسوة التي كان يعيشها العبيد.

قصة مفتاح كوخ العم توم

في البداية تدور وقائع وأحداث القصة في تلك اللحظة كان يدور بها نقاش وحوار بين رجل يعرف باسم شيلي وأحد التجار الذي يُعنون بتجارة العبيد ويدعى السيد هاجلي، وقد كان مضمون الحوار بينهم يرتكز حول مجموعة العبيد الذين بسبب الظروف السيئة التي حلت بالسيد شيلي اضطرته لبيعهم، ومن أهم تلك الظروف هو أنه تراكمت عليه الديون، وقد أراد من خلال بيع العبيد تصفية كامل الديون وإلقاء عبها عن كاهله، وقد كان من بين هؤلاء العبيد عبد يدعى توم، وهذا العبد كان من أكثر العبيد الوفيين والمخلصين له، ولهذا كان متردد في بيعه مع باقي العبيد، بالإضافة إلى عبد يدعى هاري وهو ابن الخادمة المفضلة لزوجته التي تدعى إلايزا، إلا أن الظروف أجبرته على بيعهم.

وبينما كان النقاش يدور بين السيد شيلي والتاجر سمعت الخادمة إلايزا حديثهم، وفي تلك اللحظة قررت أنه حين يعم الظلام سوف تأخذ ابنها وتهرب به باتجاه دولة كندا، وقبل أن تهم بتجهيز أغراضها أخبرها زوجها والذي يدعى جورج في تلك الأثناء أنه يخطط من أجل القيام بترك سيده، وهنا صرحت إلايزا أنه بإمكانهم الفرار كلاهما، إلا أنه ينبغي على كل منهم الفرار باتجاه مغاير في البداية؛ وذلك من أجل أن لا يلاحظ أحد هروبهم، وتم تحديد مكان وموعد من أجل أن يجتمع شملهما في كندا.

وحينما حلّ الظلام كان التاجر لا يزال في ضيافة سيد المنزل، وهنا استغلت الخادمة انشغالهم وهمت بالهروب، ولكن في تلك الأثناء أمسك بها التاجر، إلا أنها تمكنت من الإفلات منه والهروب باتجاه مدينة أوهايو، وذلك من خلال قيامها بعبور النهر باستخدام قطعة طافية من الجليد، ولكن تاجر العبيد لم يقف مكتوف الأيدي، بل سرعان ما أرسل خلفها مطاردي العبيد، وقام هو بالتوجه إلى غرفة العبد توم وأخذه معه، بعد أن اتفق مع سيد المنزل على بيعه.

وفي ذلك الوقت غادر توم برفقة التاجر وتوجه به التاجر نحو المناطق الجنوبية من البلاد، وأثناء طريقهم وقعت حادثة غرق لفتاة صغيرة، وقد همّ توم بإنقاذها، وعلى إثر تلك الواقعة قرر والد الفتاة شراء توم من التاجر؛ وذلك حتى يكون الخادم الخاص لابنته، وفي تلك الأثناء من حسن حظ توم أن والد تلك الفتاة والذي يدعى السيد أوغسطينوس كان مشهور بين الجميع بأنه يعامل عبيده معاملة جيدة، كما أن تلك الفتاة والتي تدعى إيفا كانت من الفتيات اللطيفات للغاية، وما يعرف عنها أنها مخلصة ووفية لعائلتها وتحب خادميها جداً.

وكما أن يوجد بهذه الحياة الجانب الجيد والجانب السيء، فإن حظ توم كذلك، حيث أن والدة تلك الفتاة كانت تعرف بشدة قسوتها وحدتها في التعامل مع العبيد والخدم وتدعى السيدة ماري، وقد استمرت في تلك المعاملة لفترة طويلة مع الخدم، على الرغم من أنهم كانوا باستمرار يقومون بمحاولات مضنية لإرضاء وتلبية رغباتها التي لا تنتهي طوال الوقت.

وبعد مرور فترة من الوقت أصبح توم مغرم بالفتاة وفي كل يوم يجلسان يتسامران سوياً ويناقشان عقيدتهما المشتركة، حتى أن إيفا تمكنت أن تغير عقيدة فتاة مستعبدة ومعدمة تدعى توبسي، كما أنها بدأت في تعليم إحدى خادماتها التي تدعى مامي القراءة والكتابة.

ومع مرور الوقت أصيبت الفتاة إيفا بأحد أنواع الأمراض الخطيرة وهو ما يعرف باسم مرض السل، وقد تدهورت حالتها الصحية إلى أن اقتربت من الموت، وفي يوم من الأيام قررت أن تجمع كافة العبيد سوياً؛ وذلك من أجل الحديث لهم عن حب الله ومدى حبها هي كذلك لهم، وفي ذلك الاجتماع قامت بتقديم لكل عبد منهم خصلة من شعرها ذو اللون الأشقر؛ حتى يتذكرها بعد وفاتها، ثم بعد ذلك لم تمر أيام طويلة حتى توفيت.

ومن هنا توجه الكاتب للحديث عما حصل للخادمة وزوجها، إذ أنه في تلك الأثناء كان قد اجتمع شمل الخادمة إلايزا وزوجها جورج في أحد المعسكرات التي تم الاتفاق على اللقاء بها، والذي يعرف باسم معسكر الكويكري، ومن ذلك المعسكر فرا إلى كندا، وعلى الرغم من العديد من المطاردات خلفهم من قِبل مطاردي العبيد، إلا أنهم تمكنا من النجاة بأنفسهم.

وهنا عاد الكاتب بالأحداث إلى توم، حيث أنه في منزل السيد أوغسطينوس أصبح كل من والد إيفا والعبيد جميعهم مفطري الفؤاد على إثر وفاة إيفا، وفي لحظة ما وعد السيد أوغسطينوس توم أن يمنحه حريته قريباً جداً، لكن قبل أن يتمكن من إنهاء أوراق إطلاق سراح توم تم قتل أوغسطينوس أثناء مشاجرة حدثت في المقهى، وقد انعكس ذلك الأمر على توم بشكل سيء، إذ أنه تم بيعه مع جموع العبيد في المزاد العلني.

ومن هنا قام رجل يدعى السيد سيمون بشراء توم وقد أصبح مالك توم الجديد، وما كان يعرف عنه أنه رجل شرير وعنيف إلى الحد الذي كان يجبر به العبيد أن يقوموا بأعمال مهلكة وتوصل بهم للموت، وبعد وفاتهم يقوم بشراء عبيد آخرين بأثمان بخيسة، لكن توم حافظ على إخلاصه وتصرفه المهذب واللطيف على الرغم من عنف وقسوة سيمون، وحين لاحظ السيد سيمون ذلك بذل أسوأ ما بوسعه من أجل أن يقوم بتغيير توم ويجعله أكثر صلابة وقسوة وشدة؛ وذلك لأنه رغب في يسلمه مسؤولية وإدارة مزرعته، إنما توم رفض أن يتغير مهما عامله سيمون بقسوة أو ضربه.

وبعد مرور بضعة أيام حرّض توم فتاتين كان السيد سيمون يستخدمهما لغايات غير أخلاقية على الفرار، وحين وصل هذا الخبر إلى السيد سيمون همّ بضرب توم حتى أوشك على الموت، وبالفعل لم تمضي أيام قليلة حتى توفي توم، وبعد مرور أيام وصل ابن سيد توم القديم الذي يدعى جورج شيليي؛ إذ كان يبحث عن توم من أجل تحريره، إلا أنه اكتشف أنه قد تأخر تأخيراً، فتوم أصبح تحت التراب، وعوضاً عن تحريره جلس فوق قبره لوداعه ثم غادر.

كما اتضح فيما بعد أن الفتاتان اللتان هربتا من منزل سيمون واللتان تدعيان الأولى كاسي والأخرى إيميلين قد حطّا على ذات السفينة التي اعتلاها جورج، وبعد أن تعرفتا عليه الفتاتان سردت كاسي قصتها لجورج، وما دفعها لذلك أنها أدركت أن جورج رجل طيب القلب ومتساهل مع العبيد الفارين، ثم همت الفتاة الأخرى بسرد قصتها له كذلك، ومن خلال سرد قصتها على مسامعه اتضح أنها شقيقة السيد جورج زوج إلايزا، والتي بيعت منذ عدة سنوات للعبودية في الجنوب.

وفي النهاية أخبرها جورج أن السيد جورج قد تزوج إلايزا وهربا إلى كندا، وحينما سمعت كاسي تلك القصة ادركت إن إلايزا هي في الحقيقة ابنتها التي تم أخذها منها منذ سنوات طويلة، وأخيراً سافرت السيدتان إلى كندا سوياً وتم جمع شملهما بعائلتهما، وعلى الرغم من أن حياة توم انتهت بشكل مأسوي، إلا أنه سرت السعادة بين هؤلاء العبيد الذين نجوا بأنفسهم وهربوا من عذاب العبودية، سواء عن طريق تحريرهم أو بالفرار إلى كندا.

المصدر: كتاب كوخ العم توم - هيريت ستو - 1853


شارك المقالة: