قصة مقتل الطفلة كاي أنطوني

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول أم قامت بقتل طفلتها، وقد أخفت ذلك الأمر عن الجميع لفترة كما أنها كانت في كل مرة يتم التحقيق معها كانت تدخل عناصر الشرطة في متاهات وتعرقل عملهم، تابع معنا عزيزي القارئ القصة للنهاية لنرى ما هو الدافع الذي يجعل أم تقوم بقتل طفلتها.

قصة مقتل الطفلة كاي أنطوني

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في واحدة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام كانت طفلة تدعى كاي، وقد كانت تلك الطفلة هي من مواليد شهر أغسطس من عام 2005م، كانت والدة الطفلة منفصلة عن والدها وهذا ما جعل الطفلة في هذا السن المبكر تقيم مع والدتها والتي تدعى السيدة كيسي أنتوني في منزل أجدادها من والدتها وهما من يدعيان الجد جورج والجدة سيدني أنتوني.

في البداية كانت تلك العائلة تعيش حياة هادئة وساكنة ولا يشوبها أي مشاكل، وفي أحد الأيام وعلى وجه التحديد في منتصف شهر يوليو من عام 2008م قامت الجدة سيدني بإجراء مكالمة هاتفية مع وحدات الطوارئ وقد أبلغت في تلك المكالمة أنها لم تشاهد حفيدتها الطفلة كاي منذ ما يقارب على الواحد والثلاثون يوماً، كما أوضحت الجدة للضابط الذي رد على مكالمتها أن رائحة سيارة ابنتها كيسي كانت تفوح منها رائحة كريهة جداً وتبدو كما لو كانت جثة شخص متوفي بداخلها.

وفي ذلك الوقت بعد أن انتهت الجدة من مكالمتها لم تمضي ساعات قليلة حتى جاءت عناصر الشرطة إلى المنزل وأول ما جلس المحقق مع الجدة أخبرته أنها إضافة على كلامها المسبق كل ما كانت تسأل ابنتها عن سبب اختفاء الطفلة كانت تقدم لها تفسيرات مختلفة في كل مرة حول مكان وجودها، وأنه بعد إصرار الجدة لمرات عدة في السؤال عن الطفلة أخبرتها أنها لم تشاهد الطفلة منذ عدة أسابيع، وحينما استدعى المحقق كيسي من أجل سؤالها حول اختفاء الطفلة ادعت أنها الطفلة كاي قد تعرضت لعملية اختطاف من قِبل المربية، وقد حدث ذلك في التاسع من شهر يونيو، وأنها في الكثير من الأحيان كانت تحاول العثور على المربية والوصول إلى طفلتها، ولكن دون جدوى فلم تجدي محاولاتها شيئاً.

كما أضافت أنه ما منعها من إخبار المركز الأمني حول ذلك الأمر هو أن تغضب المربية منها وتهم بقتل ابنتها وتفقدها للأبد، ومن هنا بدأت تدور في ذهن المحقق العديد من الشكوك حول كلام السيدة كيسي، وهذا ما دفعه إلى التعمق في البحث والتحري، وفي التقارير الأولية تبين أن السيدة كيسي كامل ما ادعته كذب، إذ لم يوجد مربية من الأصل لتلك الطفلة، وهنا على الفور تم توجيه أصابع الاتهام بها في قضية اختفاء الطفلة وتم إلقاء القبض عليها وتوجه تهمة لها بالقتل من الدرجة الأولى مع سبق الإصرار والترصد، وعلى إثر ذلك تم زجها بالسجن، ولكن بعد مرور شهرين على وضع السيدة كيسي في السجن وجدت المحكمة أنها غير مذنبة وقامت بإطلاق سراحها.

وفي ذلك الوقت كان من المحتمل أن يتم إغلاق القضية تمامًا عند هذا الحد ويذهب سر اختفاء الطفلة لغزًا إلى الأبد، لولا أنه في أحد الأيام من شهر ديسمبر من ذات العام أي بعد أقل من شهرين على إطلاق سراح كيسي اتصل أحد الأشخاص ويدعى روي كرونك وهو ما كان يعمل كقارئ لعدادات الكهرباء بالمركز الأمني وقام بإخبارهم أنه عثر على جسد مشبوه في إحدى المناطق من الغابة التي تبعد مسافة بسيطة جداً عن منزل عائلة أنتوني.

في المرة الأولى التي قام به روي بالاتصال تجاهل مكتب مأمور المركز هذا الاتصال، ولم يولي له أي اهتمام كما أنه لم يحاول معاودة الاتصال بالمتصل والاستفسار عن الأمر منه، ولكن روي لم يقف هكذا ويتناسى الأمر، بل أنها عاود الاتصال مجدداً مع المركز وفي هذه المرة أصر على قدوم عناصر من الشرطة والاطلاع على الجسد المشبوه، وبالفعل من شدة إصراره أخذوا منه العنوان بالكامل وبقي على اتصال مع اثنين من الشرطة حتى وصلوا للمكان.

وأول ما التقى بهم أخبرهم أنه شاهد جمجمة إلى جانب حقيبة ذات لون رمادي، وهنا قام الضابط بعمل بحث قصير المدى ثم انصرف على الفور، ولكن هنا شاط الغضب بروي من عدم الاهتمام بذلك الأمر الخطير، وحينما عاود الاتصال مع عناصر الشرطة مرة أخرى من جديد، وفي هذه المرة حينما بحثت الشرطة بشكل أطول عثرت على بقايا هيكل عظمي لفتاة تبلغ من العمر عامين ملفوفة في بطانية وموضوعة داخل كيس من الأكياس المخصصة للنفايات.

وبعد فترة من البحث توصلت عناصر الشرطة إلى جمجمة الفتاة وشريط لاصق وبعض من بقايا شعرها، وهنا ازداد اهتمام الشرطة في التعمق بالتحري أكثر بعد، وعندها قامت بعمل مسح للمنطقة بأكملها وبالفعل عثرت على المزيد من العظام، وبعد الانتهاء من عمليات البحث تم القيام بعرض العظام على مجموعة من أطباء الطب الشرعي، والذين بدورهم أكدوا على أن الجثة تعود للطفلة كاي، ومن هنا بدأت يلاحظ أن هناك تفاوت بين كل من تقارير التحقيقات وشهادة المحكمة، كما أن ظهور الشريط اللاصق يشير إلى أن المجرم قام بإغلاق فم الطفلة لحظة الجريمة وهذا يدل على القتل المتعمد للطفلة، ولكنه ما تم تدوينه في الأوراق الرسمية هو أنها جريمة غير محددة الوسيلة.

وفي تلك الأثناء تم إلقاء القبض على والدة الطفلة مرة أخرى، ولكن في هذه المرة طالب الادعاء بأن تحصل على عقوبة الإعدام؛ وذلك لأنها سعت جاهدة من أجل تحرير نفسها من مسؤوليات الأمومة وقتلت طفلتها، إذ تبين أنها قامت في البداية بتخديرها من خلال مادة الكلوروفورم، ثم بعد ذلك قامت بوضع شريط لاصق على وجهها، ولكن دفاع كيسي ادعى أن الطفلة قد غرقت في حمام السباحة عن طريق الخطأ، وأن كيسي قامت بالكذب في التحقيقات الأولية بسبب التنشئة الخاطئة لها، والتي سببها هو تعرضها لحادثة اعتداء عليها من قِبل والدها.

ولكن الادعاء لم يكن مكتمل، إذ أنه لم يتم تقديم أدلة كافية على الطريقة التي توفيت بها الطفلة ولا حتى عن أي دليل على تعرض كيسي لحادثة اعتداء في طفولتها، استمرت محاكمة كيسي لمدة تقارب على ستة أسابيع، وفي النهاية تم إسقاط تهمة القتل المتعمد والقتل الخطأ عن الأم، ولكن تم إدانتها بتهمة الكذب وعرقلة السلطات أربعة مرات متتالية وحكم عليها بالغرامة المالية، وتم إطلاق سراحها بعد ذلك.

ولكن قوبل حكم البراءة لوالدة الطفلة باستهجان كبير وتمت مهاجمتها ومهاجمة المحكمة، وقال البعض أن المحكمة أخطأت في تفسير الشك لصالح براءة المتهمة، وفي ذلك الوقت أكثر ما ثار الجدل هو أن وسائل الإعلام وصفت القضية بأنها قضية محكمة اجتماعية.

المصدر: كتاب ألوان من القصص القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963م


شارك المقالة: