قصة نوفمبر الحلو Sweet November

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الأمريكي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول فتاة ورجل وقعا في حب بعضهما البعض، ولكن انتهى الأمر بعلاقتهما إلى موت الفتاة، إذ كانت في الأصل تعاني من أحد الأمراض الخطيرة وتدرك ذلك تماماً، وقد حاولت إبعاد حبيبها عنها رغبةً منها في أن لا يراها وهي مُشرفة على الموت.

قصة نوفمبر الحلو

في البداية كانت تدور وقائع وأحدث القصة في إحدى المقاطعات التي تعرف باسم مقاطعة سان فرانسيسكو التابعة لولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه هناك في تلك المقاطعة كان قد قدم أحد المستثمرين والذي يدعى تشارلي بليك من فترة لا بأس بها، وأول ما وصل إلى تلك المقاطعة عزم على إنشاء مصنع، وقد كان مشروعه ذلك قد أصبح من أهم وأكبر المشاريع الناجحة في تلك المقاطعة.

وفي يوم من الأيام قد رغب السيد تشارلي في الحصول على رخصة القيادة، وبعد أن قدم طلب بشأن ذلك جاءه الرد أنه تم تحديد له موعد من أجل الحضور والخضوع إلى اختبار القيادة في مدينة نيويورك، وبالفعل في تاريخ ذلك اليوم ذهب السيد تشارلي من أجل الاختبار وهناك في ذلك المكان التقى بفتاة تدعى ساندي، وهي كانت تلك الفتاة قادمة من أجل الخضوع لاختبار القيادة كذلك، وجلسا كلاهما على ذات المقعد في ساحة الانتظار وقد دار بينهما حديث، وفي أثناء ذلك الحديث حاولت ساندي أن تحصل على بعض الإجابات في اختبار القيادة.

وبعد أن دخلا قاعة الاختبار حاول أن يقدم بعض المعلومات إلى ساندي التي كانت تقوم بالاختبار على مقعد قريب منه، وهنا لاحظ المراقبون عليهما ذلك الأمر وبعد الاطلاع على إجابات كليهما تم اتهامهما بالغش، وعلى إثر ذلك تم طردهما من قاعة الاختبار، وبعد أن خرجا من تلك القاعة والتقيا في الساحة اتفقا على موعد آخر يلتقيان به، وقد تم الاتفاق على المكان على أن يكون في منزل ساندي.

وفي ذلك اليوم الذي جاء به الموعد المقرر ذهب تشارلي إلى منزل ساندي التي كانت قد كتبت عنوانه له في ورقة، وأول ما التقى بها في منزلها وبدأ بينهما الحوار أدرك السيد تشارلي أن ساندي نباتية وأنها ذات شخصية غريبة الأطوار إلى حد ما، وفي لحظة من اللحظات دق باب المنزل وأول ما فتحت ساندي الباب وجدت صديقها الذي يدعى ريتشارد، ومن على شرفة الباب قام بالتوسل إليها أن تسمح له أن يبقى معها في منزلها.

لكن ساندي رفضت ذلك رفضاً قطعياً، وقام بالإمساك بحقيبة ملابسه التي كانت معه ورمت بها إلى خارج الحديقة، وقد كان ريتشارد قبل أيام قليلة مقيم عند ساندي لفترة،وهي من طلبت منه أن يغادر منزلها على الفور، وبعد مغادرته سألها السيد تشارلي حول السبب الذي جعلها أن تطلب من ريتشارد مغادرة منزلها.

وفي تلك الأثناء أوضحت له ساندي أنها في تلك الفترة لديها برنامج علاج خاص، وهذا البرنامج سوف يستغرق أكثر من شهر؛ حيث أنه يطول أمر التشخيص وتقديم العلاج المناسب، كما أشارت إلى أن تلك الخطة العلاجية سوف تبدأ في شهر أكتوبر، وفي تلك الأثناء اقترحت ساندي على السيد تشارلي أن يقوم بقضاء شهر نوفمبر بأكمله برفقتها؛ وقد نصحته أن يعتبر تلك الفترة هي بمثابة فترة نقاهة واسترخاء من ضغوطات العمل، وافق السيد تشارلي على طلب ساندي، ولكنه كان من الأشخاص الشغوفين جداً بعملهم، وهذا ما دفعه إلى أن يطلب من أحد موظفيه أن يقوم بإرسال له برقية مستعجلة بعد انقضاء أول أسبوع من شهر نوفمبر؛ وذلك من أجل أن يلقى حجة ويعود إلى عمله.

ولكن قبل ذلك طلب منها السيد تشارلي أن تسمح له بالعودة إلى منزله وجلب بعض الأغراض الضرورية له والتي لا يمكنه الاستغناء عنها، وبالفعل ذهب السيد تشارلي إلى منزله وحزم أغراض ومجموعة من ملابسه التي تكفية إلى أسبوع واحد فقط، فقد أكد على ذلك الموظف أن يقوم بإرسال تلك البرقية له واستدعاه للعمل والكتابة على الظرف الذي تحوية البرقية بداعي الضرورة، وأثناء عودة السيد تشارلي إلى منزل ساندي، وبينما كان في طريقه نزل إلى أحد المحلات التجارية وقام بشراء مجموعة كبيرة من الحاجيات التي من الممكن أن يحتاجونها أثناء فترة النقاهة، إذ كان يخجل أن يكون إنسان في مثل عمره أن يعتمد في كل أمر على فتاة في مثل سن ساندي وأن تؤمن بمفردها كافة الاحتياجات.

ومن ثم توجه نحو منزل ساندي وأول ما وصل إلى هناك قام بترتيب كافة الاحتياجات ومن ثم بدأت الأيام من شهر نوفمبر تسير، وفي يوم من تلك الأيام بدأ السيد تشارلي يشعر بأحاسيس ومشاعر مختلفة تجاه ساندي، وبعد تحليله لتلك المشاعر أدرك أنه وقع في حب تلك الفتاة، وبالنسبة إلى السيد تشارلي كان ذلك الأمر صدمة كبيرة للغاية، إذ لم يكن في يوم من الأيام قد أحب فتاة، وهنا بدأت تطغى وتسيطر عليه السعادة بشكل كبير، وأكثر ما كان يجذبه إلى شخصية ساندي هي أنها كانت فتاة غير تقليدية.

وبعد مضي أول أسبوع وصلت تلك البرقية التي أوصى بها السيد تشارلي إلى أحد موظفيه أن يرسلها له، ولكن هنا رد تشارلي على تلك البرقية بأنه اتصل بالموظف وطلب منه أن يقوم هو بذاته بالتعامل مع كافة الاجتماعات المهمة والمقرر العمل بها بذاته دون انتظار عودته في هذا الوقت، ومع مرور أيام قليلة ظهر مرة أخرى من جديد أحد الأصدقاء القدامى لساندي والذي يدعى كليم، وأول ما حضر ذلك الشاب اشتعلت الغيرة بداخل تشارلي، فقد اعتقد أنه حبيبها السابق، وحينما لاحظ ساندي أن تشارلي قد انزعج من قدوم كليم أخبرته أنه كان قد مر من هنا من باب الصدفة وجاء إلى منزلها فقد من أجل أن يعرفها على خطيبته التي تدعى كارول، وأنه سوف يغادر على الفور.

وبعد أن غادر كليم أخذ تشارلي يتجول في المنزل هنا وهناك وذلك حتى يهدأ قليلاً، ومن ثم عاد وجلس إلى جانب ساندي وفي تلك اللحظة لاحظ تشارلي أن هناك بعض الأعراض التي تظهر على ساندي والتي تدل على أنها من الممكن أن تكون مريضة، وهنا فكر تشارلي أنه من الأجدر به إلى أن يلجأ إلى أحد أصدقائها وسؤاله عن ماضيها، وبالفعل توجه نحو أحد أصدقائها المقربين منها وذلك الصديق أخبره بأسوأ خبر ممكن أن يسمعه في حياته، وهو أنه لم يتبقى سوى القليل من الأيام في حياة ساندي، فهي تعيش حياتها كما لو أنها غير مريضة حتى تترك ذكرى جميلة بعد رحيلها.

ومنذ تلك اللحظة عزم تشارلي على أن يجعلها بكل ما يستطيع فعله من أجل أن تكسر ذلك الحكم الذي فرضته على نفسها، وبعد مرور أيام قليلة اعتقد تشارلي أنه نجح في هذا الأمر؛ وذلك لأنه غير بها الكثير من الأمور، وفي يوم من الأيام حينما جاء أحد أصدقائها إلى زيارتها اعترفت ساندي له أن علاقتها مع تشارلي على العكس تماماً مما سبقها من علاقات مع الآخرين، فهي في الحقيقة قد وقعت في حب تشارلي، ولكنها تريد أن يتذكرها كما هي في الوقت الحالي وليست وهي على فراش الموت.

وبعد أن انتهى شهر نوفمبر ووصل شهر ديسمبر قامت ساندي بتحضير حقيبة أغراض السيد تشارلي في وقت متأخر من الليل ثم بعد ذلك قامت بمغادرة المنزل دون أن يراها، وفي صباح اليوم التالي حينما استيقظ تشارلي من نومه ولم يجدها به غادر المنزل وقد أقسم أنه لن ينساها مدى حياته.

المصدر: كتاب ألوان في القصص القصيرة من الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: