قصة هارون الرشيد مع أبي نواس والبيضة

اقرأ في هذا المقال


هارون الرشيد هو من أبرز وأشهر خلفاء الإسلام رحمه الله، وسمي بهذا الاسم نسبة لرشده وبراعته القتالية، فكان للخليفة هارون الرشيد الكثير من القصص والحكايات مع شاعر يدعى أبا نواس وهو شاعر عربي عباسي، ولقد سمي بهذا الاسم لذؤابة كانت تتدلى من رأسه.

قصة هارون الرشيد مع أبي نواس والبيضة

في يوم من الأيام قيل: عندما كان أمير المؤمنين جالسا في مجلسه، وكان العظماء من سكان مدينته وأهل الشور والمشورة عنده، قدم عليه حاجبه ليخبره عن قدوم أبي نواس، فأمر هارون الرشيد بأن ينتظر قليلا، ثم نظر إلى الجالسين وقال لهم: هذه فرصة لا تعوض لنستهزء فيها على أبي نواس، ويلزم أن يأخذ كل واحد منكم بيضة تخفونها داخل ملابسكم، حتّى إذا دخل أبا نواس، فليتحدث كلّ واحد من المتواجدين، فشخص منكم يتحدث كلمة أجنّ وأغضب عليكم عند سماعها.

ثم أقول لكم: يا لكم من جبناء مثل الدجاج، تالله إذا لم تصنعوا مثل ما يصنع الدّجاج ويبيض كلُّ واحد منكم بيضة لأجز رقابكم ولن أرحمكم أبدا، فقالوا: سمعاً وطاعة أيها الخليفة فلنفعل ما تأمر، أمر الخليفة حاجبه بأن يحضر ست بيضات، وأن يحرص على أن لا يلاحظك شخص ما، وبالأخصّ أبا نواس، فخرج الحاجب لينفذ أوامر الخليفة وأعطى لكل أحد من الحاضرين بيضة خبأها بين ثيابه، وجلسوا ينتظرون قدوم أبي نواس.

جاء أبو نواس وألقى السلام على الخليفة سلاما يليق بخلافته، أظهر الخليفة اهتمامه أثناء الجلسة إلى أحاديث جلسائه، وتحدث واحد منهم بكلمة تثير غضب الخليفة فغضب منها غضباً شديداً فصرخ بهم: ويلكم أيها الجبناء، إنكم مثل الدجاج، ولا أجد وجه اختلاف بينكم وبينها، والله إن لم يبض كل واحد من الجالسين منكم بيضة لأجزّ رقابكم وأقضي عليكم جميعا، فبدأ التوتر والقلق أمام أبي نواس، وأخذوا يفعلون كما يفعل الدجاج، وبعد قليل أظهر واحد من الجالسين بيضة وقال: تلك بيضتي يا أمير المؤمنين وتبعه الثاني والثالث والرابع إلى السادس.

كان الخليفة يخبر لكل أحد يظهر بيضته: قد نفذت بروحك يا هذا، ولما جاء الدور إلى أبي نواس ونهض على قدميه وسار حتى توسط الجميع فأصبح وجهه مقابلاً لوجه هارون الرشيد ثم قال: كاك… كاك ..كاك كما يصنعه الديك وهو بين زوجاته الفراخ ثم قام يخبط إبطيه على بعضهما البعض، وصاح بأعلى صوت له كما يصيح الديك تماما، حيث قال: كوكو… كو..

دهش أمير المؤمنين من تصرف أبي نواس حيث قال له الخليفة بتعجب: ما هذا يا أبا نواس! فقال للخليفة: عجباً لك يا أيها الخليفة! هل شاهدت فراخاً تبيض بدون وجود ديك؟ هؤلاء فراخك يا أمير المؤمنين، وأنا ديكهم، ضحك الخليفة حتى أوشك بأن يسقط عن كرسيّه من شدة الضحك، وقال له الخليفة: يا لكَ من ماكر، تالله لو لم تكن فعلتَ هذا لأمرت بأن تعاقب، ثم أمر له بهدية وبعض من المال، وهو متعجب من نباهته وسرعة تداركه للموقف.

وهنا نروي لكم قصة من قصص الخليفة هارون الرشيد مع أبي نواس، فقد تعامل أبو نواس بكل فطنة وذكاء، وسرعان ما تدارك الموقف، وأنقذ نفسه من عقاب كان يظن بأنه هلاكه.


شارك المقالة: