قصة وصية عائلة موسغريف

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من القصص القصيرة التي صدرت عن أشهر الكتاب وهو الأديب آرثر كونان دويل، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول وصية مكونة من أبيات شعرية، إلا أن تلك الوصية كانت تحمل بين أبياتها لغز توصل إليه أحد المحققين المشهورين، والتي في النهاية أدت إلى وفاة أحد الأشخاص الذي أدرك حقيقتها.

قصة وصية عائلة موسغريف

في البداية تدور القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهو واحد من أهم وأبرز المحققين في ذلك الوقت وهو يدعى السيد هولمز، حيث أنه في أحد الأيام قام المحقق بسرد بعض الوقائع حول إحدى الجرائم والقضايا التي واجهها في يوم ما إلى أحد الأصدقاء المقربين منه جداً وهو طبيب يدعى السيد واتسون، وقد كانت تلك الحادثة من أصعب القضايا التي واجهها، كما تحدث وهي قضية اختفاء لأشخاص اثنين، إذ أن هؤلاء الأشخاص كانا يعملان في خدمة أحد الأصدقاء القدامى له ويدعى السيد ريغنالد موسغريف.

وقد كانا هذان الخادمان هم فتاة تدعى راشيل والخادم الثاني شاب يدعى ريتشارد، وقد حصلت حادثة الاختفاء تلك بعد أن حدث في ليلة من الليالي أن سيد المنزل قام بالإمساك بالجرم المشهود بالخادم ريتشارد بينما كان يقوم بمحاولة من أجل فتح الخزنة الخاصة به، وقد كان السيد يحتفظ بتلك الخزنة في غرفة المكتب الخاصة به، كما كان الوقت الذي أمسك به ذلك الخادم هو بعد أن ذهب جميع من في المنزل وخلدوا إلى النوم بعد منتصف الليل، وإذ كان ذلك يدل على شيء، فإنه يدل على أن لذلك الخادم غاية من فتح تلك الخزنة.

وفي تلك الأثناء حين أمسك به السيد بالخادم وجد أنه كان قد تمكن من فتح الخزنة، كما وجد بين يديه إحدى الأوراق الرسمية التي تدل على وصية مكتوبة، وقد كانت تلك الوصية قد توارثتها عائلة السيد منذ عدة أجيال، بالإضافة إلى تلك الوصية كان بين يدي الخادم ورقة مدون عليها شيء يشبه الخريطة، وأول ما شاهد الخادم أن السيد قد أمسك به تلعثم وأصيب بحالة من الاضطراب والتوتر، وهنا سرعان ما قام سيد المنزل بطرده من العمل والمنزل بأكمله؛ وذلك لأنه رأى أنه قد خان الأمانة وخان ثقته باستغلاله وفتح خزنته.

ولكن في تلك اللحظة تضرع وتوسل الخادم إلى السيد كثيراً؛ وذلك من أجل أن لا يقوم بكشف سرّه أمام جميع من بالمنزل، كما أنه أراد أن يمهله ما مدته شهر على الأقل من أجل أن يفتعل سبب ويبرر تركه للعمل في ذلك المنزل أمام العاملين وأهله كذلك، حيث أشار إلى أن طرده بهذه الطريقة قد يسبب له العار مدى الحياة، وسوف يبقى كل من يعرفه يشير إليه بتهمة الخيانة.

وحينما سمع السيد حجته وافق على طلبه، ولكن قال له لن يتمكن من الصبر عليه مدة شهر؛ وذلك لأنه منذ تلك اللحظة لن يكون محط ثقته أبداً، وأن كل ما يمكنه تقديمه له هو مدة أسبوع واحد فقط، وقد أشار إليه سيد المنزل أنه منذ زمن طويل وهو يعمل في ذلك المنزل وهو لا يرغب أن يكون تسريحه من العمل بهذه الطريقة المؤسفة، كما أنه لا يريد أن يتسبب له بالإهانة أمام زملاؤه من الخدم، ولكن منذ ذلك الوقت يتغير مجرى الأحداث بالكامل؛ وذلك بسبب اختفاء الخادم ريتشارد بشكل مفاجئ بعد بضعة أيام، وحين اختفى كان قد ترك خلفه كافة احتياجاته وأغراضه ومقتنياته، ولم يأخذ معه ولو شيء بسيط منها، وقد كان ذلك الأمر من أكثر ما تسبب في حالة قلق للجميع سواء كانوا زملاءه من الخدم أو للسيد.

وعلى إثر حالة الاختفاء المفاجئة تلك له أصيبت إحدى الخادمات المقربات منه جداً والتي تدعى راشيل بحالة من الهيستيريا في ذات الوقت الذي اختفى به، وقد كانت تلك الحالة التي أصيبت بها راشيل دون أي سبب معروف لجميع من بالمنزل، وكلما حاول أحد الخدم سؤالها عن السبب الذي يكمن خلف اختفاء صديقها ريتشارد، كانت لا ترد بأي كلمة على الاطلاق، ويوماً بعد يوم تبدأ حالة راشيل تتدهور أكثر فأكثر، ولهذا السبب اضطر السيد على أمر إحدى الخادمات بأن تبقى على الدوام برفقتها ومتابعة حالتها وتسهر على راحتها إلى أن تتخطى هذه الحالة وتصبح في حالة جيدة.

ولكن ما قامت به راشيل هو أنها في يوم من الأيام تمكنت من الفرار والقفز من نافذة غرفتها، وقد تمكنت من ذلك بعد أن قامت بتوجيه ضربة قوية على رأس الخادمة المرافقة لها، ثم بعد تلك اللحظة كانت راشيل بعد ذلك قد اختفت للأبد، وهنا لجأ السيد إلى أحد أهم المحققين والذي يدعى السيد هولمز من أجل مساعدة في حل لغز اختفاء كل من الخادمين، وبعد أن تم سرد جميع تفاصيل ما حدث على المحقق أول ما دار في ذهنه أن لتلك الوصية علاقة بذلك الاختفاء المفاجئ لكل من الخادم والخادمة، ولهذا طلب أن يقوم بالاطلاع عليها، وحين شاهدها وجد أنها مكتوبة على هيئة أبيات شعرية، وأن تاريخ تلك الوصية يعود إلى القرن السابع عشر.

وفي تلك الأثناء أشار السيد إلى المحقق أن تلك الوصية مجرد أبيات شعرية وهي مجرد تحفة تاريخية تتوارثها أجيال العائلة ولا يوجد بها أي أمر مهم، ولكنه على الرغم من ذلك لا يمكنه التفريط بها، فهو يشعر أنها من تراث الآباء والأجداد، لكن المحقق بسبب حسه البوليسي شعر أن خلف تلك الوصية لغز كبير، ولهذا حاول وضعها إلى جانب الخريطة ومحاولة التفكر والتأمل بهما سوياً، وعند حلل الأبيات الشعرية رأى أن الوصية تطلب من قارئها أن يقوم بالمسير لبضع خطوات في الحديقة التابعة للمنزل، إلى أن يصل إلى أحد الأنفاق السرية الموجودة بها.

ثم بعد ذلك على قارئ الوصية أن يقوم يقوم برفع إحدى البلاطات الموجودة فوق أعلى الحفرة السرية والتي تم تغطيتها بها، وبالفعل قام المحقق بتلك الخطوات وحينما همّ برفع البلاطة عثر على الخادم ريتشارد، إلا أنه أصبح جسده جثة هامدة بالأسفل، وهنا علم أن ريتشارد كان شخص شديد الذكاء والفطنة، وأنه تمكن من حل اللغز والوصول إلى الكنز الدفين في أسفل ذلك النفق السري، ولكن ما أودى به إلى تلك الموت هو أن البلاطة التي كانت موجودة كانت ثقيلة جداً عليه، لذلك لم يتمكن من رفعها بمفرده.

وهذا ما جعله يستعين بصديقته الخادمة راشيل من أجل مساعدته في حمل البلاطة معه، ولكن حين نزل إلى قاع النفق سقطت البلاطة الكبيرة فوقه، وبذلك تم احتباسه في ذلك النفق، وكان سبب سقوط البلاطة هي راشيل، وقد كان ذلك السبب خلف حالة الهستيريا التي أصيبت بها، وأخيراً تمكن المحقق من حل لغز الوصية.

المصدر: كتاب مغامرات شرلوك هولمز - آرثر كونان دويل - 1892


شارك المقالة: