كيف تجيد فن كتابة النصوص الأدبية؟

اقرأ في هذا المقال


نرى كثير من الكتّاب الذين يبدعون في مجال كتابة النصوص الأدبية، ولهم أعمال وأسماء يكون لها الأثر الكبير على نفس جمهور القرّاء، وهذا لم يكن بالأمر السهل فأي شخص يريد أن يبدع في مجال ما، فمن الطبيعي أن يكون قد واجه صعوبات وبذل الكثير من الجهد وأمضى سنوات في العمل الجاد؛ حتّى وإن كان الشخص موهوباً في الكتابة فإنّه كذلك يحتاج للكثير من التدريب والممارسة في هذا المجال من أجل صقل هذه الموهبة، وسنتحّدث في هذا المقال عن أهم الأمور التي تساعد الشخص في إجادة الكتابة في هذا الفن.

أهم الطرق لإجادة فن الكتابة الأدبية:

  • الاطّلاع والمطالعة ليس فقط في مجال الأدب بل بجميع ما يتم الكتابة عنه مثل: العلوم، الفلسفة، الطب، علم النفس، حتى يستطيع الكاتب جمع ثروة من الأفكار تساعده في إثراء نصوصه الأدبية.
  • يجب على الكاتب أن يحتفظ بدفتر لتدوين أي خاطرة تلمع في ذهنه سواء كانت فجأة أو أنّه استلهمها من موقف معيّن حدث معه أو من معلومة حصل عليها.
  • صناعة جو معيّن وخاصّ للكتابة؛ وهذا لأنّ كل كاتب يفضّل الكتابة في أوقات وأجواء معيّنة فمنهم من يفضل الكتابة في الصباح أو المساء، ومنهم من يفضل الكتابة في أجواء الهدوء مثلاً ومنهم من يحب الكتابة وسط ضجيج عارم، فيضع لكل منهم جوّه الخاص الذي يساعده على الإبداع والانطلاق في الكتابة.
  • أن تكون الكتابة الأدبية تجربة خاصّة بالكاتب، بمعنى ليس شرطاً أن يكتب موضوع معيّن بل يطلق العنان لنفسه أن يكتب عن نفسه وعن المواقف التي حدثت معه والخبرات التي حصّلها في حياته، وحتّى إن أراد أن يكتب عن أناس من محيطه فعليه استخدام مفرداته وعباراته الخاصّة به.
  • يجب أن يكون هدف الكاتب بالكتابة شخصي، بمعنى أن يكتب لأجل متعته الشخصية ولا تكون أولويته آراء القراء، فيقتحم هذا المجال ويقوم بكتابة مواضيع تثير الجدل والغضب أحياناً ولا يلتفت كثيراً لردود الأفعال، فللكاتب الحق في إطلاق العنان لنفسه، مما لا يعرفه الكثيرون في الكتابة الأدبية أنّ إرضاء الكاتب نفسه أهم من إرضاء القرّاء.
  • أن لا يجعل الكاتب اهتمامه بكتابة جمل رنّانة وطويلة فقط ممّا يشغله عن أهمّية مضمون هذه الجمل، فالوصف يبدأ من خيال الكاتب وينتهي عند القارئ، بمعنى يتخيّل الكاتب الصورة التي يريد إيصالها وكيف سيحوّلها إلى كلمات على ورق ولكن بأسلوب واضح، وهذا يكون بالبساطة والاختصار وعدم الاسترسال الذي قد يضع القارئ في توهان عن الموضوع الأساسي، ولا مانع من مراجعة النص لأكثر من مرة ومحاولة تحديد ما سيفهمه القارئ فور إتمام قراءته لهذا النص.
  • كتابة النصوص الأدبية يجب أن تبدأ بقوّة وتنتهي بقوّة، وهذا يعني أن تكون مقدمة ما سيكتبه الكاتب جاذبة من أجل أن يتحمّس القارئ لتكملة القراءة، وكذلك النهاية تكون مثيرة وقويّة لأجل أن يتحمّس لقراءة المزيد من كتابات الكاتب.
  • يجب على الكاتب أيضاً تقبّل جميع الآراء النقدية، فهو سيتعرّض للمدح والذم والكثير من الملاحظات، يجب عليه أن يتقبّلها بما يفيده ويطوّر مهارته وأن لا يقف عليها ويجعلها  عثرة في طريق إبداعه.
  • يجب على الكاتب اختبار أشياء جديدة باستمرار، فالكتابة هي عصارة التجارب والخبرات في الحياة، فلا مانع من تجربة السفر إلى مكان جديد والتعرّف على أشياء جديدة، زيارة متاحف ومعارض لوحات فنية، مشاهدة أفلام جديدة، السماع لموسيقى، مشاهدة مسرحيات بجميع أنواعها، أيضاً الاستماع كثيراً لقصص وشكاوى الناس من حوله، هذا كلّه من شأنه أن يلهم الكاتب بكل ما هو مفيد وجديد وتفتح له آفاق جديدة في الكتابة وتجعل له بصمة خاصّة في الكتابة.

المصدر: فنيات الكتابة الأدبية/سيد غيث/2017الكتابة الأدبية/عبد الكريم غلاب/2003دراسات في النقد الأدبي/حسيب إلياس حديد/2013الأدب العربي عبر العصور/هدى التميمي/2017


شارك المقالة: