قصة قصيدة - إذا كشف الزمان لك القناع

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرف عن قصيدة “إذا كشف الزمان لك القناع”:

أمَّا عن قصيدة “إذا كشف الزمان لك القناع” كتب الشاعر عنترة بن شداد في مطلع قصيدة بقوله: ﺇﺫﺍ رأيت من ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ في ﻳﻮم من الأيام، ﻣﺼﺎﺋباً ﻭﻫﻤﻮماً كبيرة، وكانت السبب في أن تصبح في حالة تؤدي بك إلى ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ فلا ﺗﺨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ وقابل هذه الصعاب بقلب قوي، ﻭلا ترمي بنفسك إلى التهلكة ﻻ ﺗﻜﻦ ﻓﺘﻰ أﺣﻤﻖ ﻳﻔﻀﻞ أن يموت ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺑﺪﻻً من أن تموت وأنت تقاتل في المعارك.
ويبكي عليك أحبتك، فعندما تموت وأنت على الفراش تبكي عليك النساء ويمزقن ثيابهن وقبل ذلك يكون الناس من حولك خائفين عليك ويأتيك الطبيب ويوهمك أنك سوف تشفى ولن تموت، ولكنه يكذب عليك فلو كان صادقًا لمنع الموت من أن يأتيه هو ولكنه لا يستطيع ذلك.

ثم يقوم الشاعر بالتكلم عن الحرب ويشبهها بالسوق والرماح التي تترامى فيها كالنقود والمقاتلين هم أشبه بالأمتعة التي تباع في هذا السوق، فكلما كان المقاتل أشجع وأقوى يكون متاعه (عدد قتلاه) أكثر.

ووصف حصانه بأنه تاجر بهذا السوق، وكان يمشي فيه فلم يترك مكانًا إلا وصله؛ وبهذا تمكن عنترة بن شداد من أن يقتل عددًا كبيرًا من الأعداء، وكان سيفه في هذه المعركة كالطبيب وكانوا أعدائه هم المرضى الذين يعانون من الصداع وكان سيفه هو من يريحهم من هذا الصداع بقتلهم.

وقد كانت القبائل تتناقل بأن عنترة ما هو إلا عبد حبشي ويقول عنترة بأنه هو كذلك كما يقولون ولكنه أيضًا فارس الفرسان ولذلك عندما يصل إلى أعدائه في المعارك فيجب عليهم أن ينسوا ما يقال عنه ويبارزوه لكي يدركوا مدى قوة رمحه وسيفه وهما معروفان عند كل العرب.

وينهي قصيدته بقوله أن جميع الفرسان الشجعان قد ملئت قلوبهم خوفًا من سيفه ورمحه، ومن مدى خوفهم ورعبهم من عنترة يهربون منه فتصبح الأرض ضيقة عليهم وذلك لإرتباكهم وفزعهم فتصبح قدر ذراع.

إِذا كَشَفَ الزَمانُ لَكَ القِناع
وَمَدَّ إِلَيكَ صَرفُ الدَهرِ باعا

فَلا تَخشَ المَنيَّةَ وَاِلقَيَنه
وَدافِع ما اِستَطَعتَ لَها دِفاعا

وَلا تَختَر فِراشاً مِن حَريرٍ
وَلا تَبكِ المَنازِلَ وَالبِقاعا

وَحَولَكَ نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزن
وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِفاعا

يَقولُ لَكَ الطَبيبُ دَواكَ عِندي
إِذا ما جَسَّ كَفَّكَ وَالذِراعا

وَلَو عَرَفَ الطَبيبُ دَواءَ داءٍ
يَرُدُّ المَوتَ ما قاسى النِزاعا

وَفي يَومِ المَصانِعِ قَد تَرَكن
لَنا بِفِعالِنا خَبَراً مُشاعا

أَقَمنا بِالذَوابِلِ سوقَ حَربٍ
وَصَيَّرنا النُفوسَ لَهَ مَتاعا

حِصاني كانَ دَلّالَ المَناي
فَخاضَ غُبارَها وَشَرى وَباعَ

وَسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيب
يُداوي رَأسَ مَن يَشكو الصُداعا

أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتَ عَنهُ
وَقَد عايَنتَني فَدَعِ السَماعا

وَلَو أَرسَلتُ رُمحي مَع جَبانٍ
لَكانَ بِهَيبَتي يَلقى السِباعا

مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي
وَخَصمي لَم يَجِد فيها اِتِّساعا

إِذا الأَبطالُ فَرَّت خَوفَ بَأسي
تَرى الأَقطارَ باعاً أَو ذِراعا

المصدر: كتاب " قصائد قتلت أصحابها " تأليف عائض القرنيكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب " مجنون ليلى " تأليف أحمد شوقي


شارك المقالة: