ما هو المقصود بشعر الحكمة في العصر العباسي؟

اقرأ في هذا المقال


يمكن تعريف شعر الحكمة على أنَّه ذلك الغرض من الأغراض الشعرية التي تكون رائجة عند العرب، كما ويتم تعريفه على أنَّه:” أحد الأنواع الشعرية التي من خلالها يُحاول الشاعر أو الكاتب للقصيدة الشعرية أن يعمل على توصيل التجارب العصارة من حياته التي قد واجهها وهذا ما بين البشر”، حيث يعتبر التاريخ المتعلق بشعر الحكمة طويل وهذا في الأدب العربي، حيث أنَّ شعر الحكمة قد ظهر وهذا منذ العصر الجاهلي وهذا من خلال القصائد المختلفة للشعراء المختلفين ومن بينهم الشاعر” زهير بن أبي سلمى“.

ما الفرق ما بين شعر الحكمة وشعر الزهد

هنالك الفرق ما بين كل من شعر الحكمة والزهد، حيث أنَّ شعر الحكمة هو عبارة عن ذلك الشعر الفعلي الذي يعمل على أن يلتمس العديد من النصائح وكذلك الوعظ المختلفة، حيث يحاول هذا النوع من الشعر أن يعمل على تصحيح السلوك الذي يملكه القارئ.

أمَّا بالنسبة لشعر الزهد فيعتبر شعر ذاتي ونفسي كما وأنَّه عبارة عن شعر الروح تحن وهذا من أجل معرفة الخالق الذي يعتبر المصدر الأول لها، وبالتالي فإنَّنا نجد أنَّ الشاعر يزهد بالدنيا إلى جانب أنَّه يبتعد كل البعد الرغبة بها، حيث نجد أنَّ الشاعر يذهب في شعره إلى استخدام العديد من  عبارات الورع إلى جانب عبارات طلب التقرُّب وهذا من الخالق، إلى جانب النيل من النعيم وهذا في الآخرة.

شعر الحكمة في العصر العباسي

توافرت الحكمة وهذا في الكثير من الأشعار التي عمد إلى كتابتها العديد من الشعراء الجاهليين، ولكننا نجد أنَّ هذا النوع من الشعر قد توسع ظهوره وهذا في العصر العباسي بشكل كبير، ومن أبرز الشعراء الذين كتبوا في الحكمة في العصر العباسي هم:

  • الشاعر بشّار بن برد.
  • الشاعر صالح عبد القدوس.

أمَّا بالنسبة لحركة الترجمة فقد أثَّرت بدرجة كبيرة وهذا على شعر الحكمة، حيث أنَّه يُلاحظ أنَّ الشعراء في العصر العباسي أو شعراء بنو عباس قد استوعبوا الحكم اليوناني والحكم الفارسي وكذلك الحكم الذي كان من قِبل كليلة ودمنة الهندية، التي تم ترجمتها إلى الفارسية، ومن ثم عمل ابن المقفع على تقلها وهذا إلى اللغة العربية، حيث أنَّهم تمثلوا كل هذا شعراً، كما وأنَّهم قد قام بعضهم بضم هذه الأشعار إلى شعرهم الخاص.

حيث أنَّ حكم العصور الأدبية القديمة أو السابقة تبدوا منثورة وهذا في القصائد المختلفة ومنها قصيدة المديح إلى جانب قصائد الهجاء وقصائد الرثاء والغزل كذلك؛ وهذا من أجل أن تلخص تلك التجربة وهذا في حكمة أو حكتين وهذا في القصيدة المكتوبة، فنجد الشاعر زهير بن أبي سلمى قد قام بتضمين قصيدته البعض من التجارب التي تعمل على خدمة الغرض والهدف من القصيدة الشعرية.

حيث أنَّ شعر الحكمة في العصر العباسي تميز وتفرد وهذا بإفراد القصائد الشعرية المختلفة أو تلك المقطوعات التي تتكون منها القصيدة الشعرية كاملة للحكمة، ومن خلالها نجد أنَّ الشاعر ينتقل وهذا من عرش الشاعر ذو الطابع العفوي وهذا إلى الكرسي الناظم وكذلك المُعلِّم، وبالتالي يعمل فيها على الجمع كل شيء قد توافق مع الوزن والثمن الخاص بالمعنى.

ما هي أهم الخصائص التي يتمتع بها شعر الحكمة في العصر العباسي

يتميز شعر الحكمة في العصر العباسي بالعديد من السمات والمميزات، ولعلَّ أهمها نذكرها في هذا المقال على النحو الآتي:

  • إفساح المجال الكبير والواسع وهذا أما الأخلاق الحميدة وبالتالي العمل على تصويرها، وهذا كأخلاق الكرم، والحياء، والعفَّة إلى جانب الصبر كذلك.
  • يتم من خلال هذا النوع من الشعر التعبير عن التجارب والخبرات التي مرَّ فيها الشاعر وذا في الحياة الخاصة به، وهذا من خلال التنوع، إلى جانب استخدام العديد من المحسنات ذات الطابع البديعي وكذلك اللفظي.
  • يتم طرح المواضيع التي تعمل على حمل المادة الطريفة وإتاحتها وهذا من أجل تأديب الناشئة، إلى جانب حث الناشئة هؤلاء على التحلي بالأخلاق الفاضلة.
  • يعتمد الشاعر في شعر الحكمة على المقدمة الطلليّة، حيث أنَّه يتطرق إلى ذكر الحنين إلى الماضي، ومن خلاله يعمل الشاعر على التعبير عن الخبرات التي حصل عليها من الحياة.
  • في هذا النوع من الشعر يتم تصوير الطبيعة والعناصر التي تتكون منها، إلى جانب العمل على وصف الصحراء وهذا من ضمن المقدمات الطلليّة.
  • يعمل شعر الحكمة على استخدام وتوظيف الكثير من الصور الشعرية إلى جانب التشبيهات التي تعمل على تعميق الفكرة من النص، وفي البعض من الأحيان فإنَّ هذا الأمر يعمل على جعل الشعر غامض وهذا كاستخدام الرمز في الشعر على سبيل المثال.
  • يتمتع شعر الحكمة بخلوه من كل من التكلُّف وكذلك البعد تماماً عن الألفاظ الصعبة إلى جانب البعد عن التعقيدات؛ ويعود السبب في هذا إلى الشعر الواضح، فإنَّ ألفاظه تبعاً لهذا واضحة وبالتالي لا نجد اللبس من حيث فهمها.

المصدر: الأدب العربي عبر العصور، هدى التميمي, ‏دار الساقي، 2017.مقالاتنا في الأدب العربي، بدر حلمي حلمي بدير، 1987.الطير في الأدب العربي، محمد أحمد أبو زبيد، 1998.الادب العربي بين البادية والحضر، إبراهيم عواين، 1981.


شارك المقالة: