ما و المقصود بظاهرة الانزياح؟

اقرأ في هذا المقال


تتعدد المفاهيم التي تتعلق بظاهرة الانزياح وكذلك الآليات التي تنشغل فيها، حيث يعد الانزياح من بين أشهر المفاهيم، حيث أنَّه قد ظهر وهذا مع ظهور الشعرية الحديثة؛ ويعود السبب في هذا إلى أنَّ اللغة الشعرية تختلف اختلاف كامل عن غيرها، ولهذا تعتبر اللغة العلمية من حيث الأسلوب بأنَّها أسلوب تقريري يتم بطريقة مُباشرة، وبالتالي فإنَّه لا يوجد فيه أي مجال للتأويل، حيث يكون المستقبل واقف أمام دلالة واحدة فقط، وهذا على الرغم من اختلاف المستويات الثقافية وهذا للقُراء.

أمَّا بالنسبة للشعر على الرغم من أنَّه يعتمد على تلك اللغة التي يتوافر فيها شيء من التقرير، إلّا أنَّ الحظ الذي تمتلكه من الإحياء كبير جداً، وبالتالي فإنَّه يجب التنويه إلى أنَّ الانزياح تعتبر أحد الطرق أو الوسائل التي يتميز بها النص الأدبي بشكل عام، والنصوص الشعرية بشكل خاص؛ ويعود السبب في هذا إلى ما يمتلكه النص الشعري وهذا من العديد من المميزات التي تتعلق بتجاوز المألوف وكذلك تخطيه.

ما هو المقصود بالانزياح لغة

الانزياح من حيث اللغة يمكن تعريفه على أنَّه:” هو عبارة عن زوال الشيء وبالتالي ابتعاده أو تنحيه، وبهذا يكون قد بَعُد وذهب، ولهذا فإنَّه في اللغة يكون له العلاقة الكامنة وهذا بالذهاب وكذلك بالتباعد إلى جانب التنحي على حدٍ سواء، بمعنى تغير الأحوال المحددة وبالتالي عدم الالتزام بها بتاتاً، كما وأنَّ قد ترتبط من حيث الدلالة اللغوية وهذا بالشيء غير الأماكن.

ما هو المقصود بالانزياح اصطلاحاً

الانزياح من حيث الاصطلاح يمكن تعريفه على أنَّه:” يُشبه تلك الدلالة ذات الطابع اللغوي، فهو يُعني الخروج تماماً وهذا عم الشيء الذي تم الاعتياد عليه أو عن ذلك الشيء المألوف، إلى جانب الابتعاد أو النتحِ عن ذلك الأمر السائد والذي يعتبر من الأمور المتعارف عليها، كما وأنَّ الانزياح يُعني بأنَّه تلك الإضافة ذات الطابع الجمالي الذي يتم قوله للمُبدع وهذا من خلال التجارب الشعورية التي يمتلكها المستقبل وبالتالي فإنَّه يعمل على زرع الأثر الكبير فيه.

ولهذا فإنَّ الانزياح إذا عمل على تحقيق القيم ذات المنحى الجماليوالتعبيري يُعبر ذلك الأمر الخارج عن المألوف والمعتاد، إلى جانب تجاوز أو الابتعاد وهذا عن الأمور السائدة، إلى جانب أنَّ الانزياح يعتبر آنذاك خارقاً للأمور المتعارف عليها، فنجد أنَّ الانحراف من الناحية اللغوية ترتبط ارتباطاً تاماً بالنص، ولهذا السبب فإنِّه من الممكن أن يتم تجزئته أو تقسيمه إلى النوعين الظاهرين والواضحين وهما على النحو الآتي:

  • الانزياح الدلالي: حيث يكون هذا الانزياح في كل من الصور، البلاغة، المجاز، التشبيه، ويعتبر أحد الأنواع التي تعمل على غرس الأثر الكبير وهذا لدى المتلقين أو القُراء.
  • الانزياح التركيبي: حيث أنَّ هذا النوع يرتبط ارتباطاً تاماً وهذا بالقوانين التي تخص اللغة وكذلك النظم، إلى جانب تركيب العبارات المختلفة وعلى سبيل المثال عمل خاصية التقديم والتأخير في النص الأدبي.

ما هو المقصود الانزياح والأسلوبية

يعتبر الأسلوب هو ذلك الأمر الذي يعمل على عكس الفكر الذي يتبناه الكاتب وتلك الشخصية كذلك التي وهذا تبعاً على الاختيارات الواعية التي تتعلق بالكاتب؛ ولهذا السبب فإنَّنا نجد أنَّ الكاتب بشكل رئيس يعمد إلى مراعاة الاختيارات المختلفة وهذا تبعاً للأصناف التي يتكون منها المتلقين الذين يعمل في النهاية على مخاطبتهم، كما وأنَّه يسعى كذلك من أجل إثارة وجذب الانتباه الخاص بهم إليه، والاختيارات في أغلبها تكون مُزاحة عن ذلك الأصل وهذا من خلال:

  • التقديم والتأخير.
  • الحذف والذكر.

وبهذا الأمر فإنَّ الكاتب يكون بهذا قد خالف الأمور التي تم الاعتياد عليها أو تمت أُلفتها وبالتالي قد توجه إلى التفنن وهذا فيما يخص الابداع في نصه الذي عمد إلى تأليفه.

كما وأنَّ الكثير من الأبحاث والدراسات الذي تم من خلالها بالبحث وهذا فيما يخص علم الأسلوب قد وصلت في النهاية أو استنتجت بأنَّ هذا العلم يقوم على مبدأ الانزياح، أو الانحراف كما يُطلق عليه في الكثير من الأحيان، حتى أنَّنا نجد أنَّ كثيراً من الباحثين قد عمدوا إلى ربط الأسلوب من حيث مفهومه وهذا على اعتبار أنَّه ذلك الانحراف عن القواعد ذات الطابع العام وكذلك بين التصوير القصيد الذي يقوم بشكل رئيس على تلك الطبقة ذات المنحى الزخرفي والجمالي التي تعمل في النهاية على تزيين النصوص وهذا بالأساليب البلاغية المختلفة.

وهذا الأمر فقد ساعد في النهاية على القدرة على التمييز وهذا ما بين المحسنات البديعية المختلفة التي من الممكن أن تتوافر في النصوص الأدبية المختلفة، وما بين الأساس العادي الذي يعتبر أساساً مألوفاً لتلك اللغة المستخدمة.

ونستنتج مما سبق بأنَّ علم الأسلوب هو ذلك الانحراف عن القاعدة المتعارف عليها أو المعتاد عليها، إلى جانب المحاولة في العثور على العديد من الانحرافات وكذلك تعيين المستوى الخاص بها إلى جانب تحليلها.

المصدر: الأدب العربي عبر العصور، هدى التميمي ‏دار الساقي، 2017.مقالاتنا في الأدب العربي، بدر حليمي، 1987.الأدب العربي بين البادية والحضر، إبراهيم عوادين، 1981.الادب العربي بين الدلالة والتاريخ - صفحة 46، علي، عدنان عبيد، 2000.


شارك المقالة: