ملخص كتاب الأيام لطه حسين

اقرأ في هذا المقال


كتاب الأيام لطه حسين

كتاب الأيام هو كتاب يسرد لنا قصة حياة الأديب والمفكر العربي طه حسين، حيث تضمن ثلاثة أجزاء في كل جزء عشرين فصلا تطرق فيها لجميع مراحل حياته منذ أن أصيب بمرض في عينيه وفقدانه للبصر وكيف للجهل أن يصنع بالناس، وبعدها الحديث عن مرحلة دراسته في الأزهر، وكيف كان على خلاف دائم مع الشيوخ الذين تولوا مسألة تدريسه.

كما يتحدث فيه عن الترهل وعدم صلاحية مناهج التدريس التي كان يدرسها، ثم ينتقل للحديث في الجزء الثالث عن دراسته الجامعية وسفره لفرنسا والدراسة فيها وكيف تمكن من الإحاطة بالكثير من التراث والأدب العالمي، ثم التخرج والعودة لمصر بعد أن أنهى متطلبات الحصول على شهادة الدكتوراه والعمل في الجامعة كعميد لإحدى الكليات.

المواضيع التي تضمنها هذا الكتاب

  •  الجزء الأول يتكلم عن طفولة طه حسين وعن المآسي التي عاشها من مرضه وفقدانه للبصر، كما يتكلم في هذا الجزء عن الجهل المعرفي والثقافي الذي يعاني منه الريف المصري، كما يتكلم فيه أيضاً عن العادات والتقاليد التي تسود الريف سواء كانت حسنة أو سيئة، كما يتكلم فيه عن حلم والده الذي كان يتمنى أن يراه أستاذاً وشيخاً يقوم بتدريس الأطفال الصغار على معرفة أمور دينهم ودنياهم، وكيف لهذا الحلم ان يتحقق في ظل وجوده في تلك البيئة.
  • الجزء الثاني يتكلم فيه عميد الأدب العربي عن الفترة التي التحق فيها بمدارس الأزهر وكيف كان يرفض الكثير من المناهج التي كانت تدرس هناك، كما تكلم في هذا الجزء عن الشيوخ الذين تولوا عملية تدريسه وكيف كان على خلاف دائم معهم بسبب أسلوبهم في التدريس وطبيعة المناهج التي يدرسونها، وتستمر هذه المرحلة حتى تخرجه من الأزهر و دخوله الجامعة الأهلية.
  • الجزء الثالث يتكلم فيه عن المرحلة الجامعية التي درسها في الجامعة الأهلية وكيف لهذه السنوات الأربع التي قضاها بين جدرانها مرت علية وكأنها أربعين عاما، وكيف قامت الجامعة ابتعاثه لاستكمال دراسته في فرنسا، حيث تحصل على الشهادات العليا، وبعدها عودته لمصر والعمل في الجامعة كأستاذ ومحاضراً فيها.

ملخص الكتاب

يعد كتاب الأيام للأديب والمفكر المصري طه حسين من أجمل الكتب وأروعها في مجال السير والتكلم عن الذات، فكيف لا يكون ذلك وهو يحمل في طياته سيرة عميد الأدب العربي الذي عادته الدنيا منذ أن كان صغيراً، ففي هذا الكتاب يتناول طه حسين سيرة حياته منذ أن كان صغيراً وما رافقها من إصابته برمد العيون وكيف أدى العلاج الذي أعطاه إياه حلاق القرية إلى فقدانه لبصره وللأبد.

وبعدها كيف انتقل للدراسة في كُتاب القرية وكيف درس هنالك وكيف حفظ القرآن الكريم في فترة قصيرة، وهكذا فقد تسلسل في ذكر مراحل حياته حتى تخرج من مدرسة الأزهر حاملاً شهادته التي تمكنه من الالتحاق بالجامعة، ثم انتقل للكلام والحديث عن دراسته الجامعية في الجامعة الأهلية، وكيف أنّه لم يحب تلك السنوات الأربعة التي درسها في هذه الجامعة، حيث يذكر أنها ليست أربع أعوام بالنسبة له وإنما ما يزيد عن أربعين عاما.

كما تناول مسألة سفره إلى فرنسا لاستكمال دراسته فيها، وكيف تمكن من الاستفادة من كل العلوم التي درسها هنالك، حيث درس وقرأ واستمع للعديد من الكتب والروايات الأجنبية فزاد المخزون المعرفي والثقافي لديه، وبعدها يتطرق لمسألة العودة إلى مصر وكيف دَرَسَ مادة التاريخ ومادة اللغة العربية قبل أن يتم تعيينه عميداً لكلية الأدب العربي، كل هذا وهو ضرير فاقد لنور بصره.

كما يتكلم طه حسين في هذا الكتاب عن سيرته و إسهاماته الأدبية والفكرية التي حظيت بها المكتبة العربية، وكيف لغيره أن يستفيد من التجربة التي مر بها منذ أن كان صغيراً حتى بلوغه عمر الأربعين عاما، فهي تجربة تستحق أن تحظى بالمزيد من الاهتمام، حيث أنّه مسيرة عجز عن مجاراتها وتحقيق الذي تمكن من تحقيقه الملايين من الناس الذين لم يفقدوا أي شيء من حواسهم ولكنهم فقدوا الإرادة والمثابرة والإصرار على تنمية الذات وتطويرها، كل هذا وغيره هو ما تضمنه هذا الكتاب.

مؤلف الكتاب

أتم الأديب المصري طه حسين دراسة المراحل الأولى في جامع الأزهر الشريف، وكان ذلك من أجل نيل المزيد من العلوم الدينية والعربية والحياتية، فتمكن من تحقيق ما يريد، حيث كان من المتفوقين والأوائل الذين نالوا شرف التكريم، وبعدها انتقل لاستكمال دراسته الجامعية في الجامعة الأهلية، ولكنه لم يحب الدراسة في هذه الجامعة، حيث ذاق ذرعا فيها، والسبب في ذلك الروتين الممل والمنهج العقيم والقدم في طرق وأساليب التعليم والتعلم.

أشهر الاقتباسات في الكتاب

1- “لم يكن يقدر هذا كله، وإنما كان يعلم يقينًا لا يُخالطه الظن، أن هذه القناة عالَم آخر مستقل عن العالم الذي كان يعيش فيه، تعمره كائنات غريبة مختلفة لا تكاد تحصى؛ منها: التماسيح التي تزدرد الناس ازدراداً، ومنها المسحورون الذين يعيشون تحت الماء بياض النهار وسواد الليل، حتى إذا أشرقت الشمس أو غربت طفوا يتنسمون الهواء”.

2- “على أنه لم يلبث أن تبني َّ سبب هذا كله، فقد أحس ً أن لغريه من الناس عليه فضلاً، وأن إخوته وأخواته يستطيعون ما لا يستطيع، وينهضون من الأمر ما لا ينهض له، وأحس أن أمه تأذن لإخوته وأخواته في أشياء تحظرها عليه، لم تلبث هذه الحفيظة أن استحالت إلى حزن صامت عميق؛ ذلك أنه سمع إخوته يصفون ما لا علم له به، فعلم أنهم يرون ما لا يرى”.

3- “ومضى يوم ويوم آخر، وأخذ الشيخ الفتى كتابًا من الحاج فريوز ففضه ونظر فيه ثم قال لأخيه وقد وضع يده على كتفه، وامتلأ صوته حنانًا ورفقاً: «لن تكون وحدك في الغرفة منذ غد، فسيحضر ابن خالتك طالباً للعلم، وستجد منه مؤنساً ورفيقاً”.

4- “وما يمنعهما إذا كانا في شارع سيدنا الحسني أن يعطفا على هذا البائع أو ذاك فيجلسا على مجلس ضيق من الخشب قد أَلقي عليه حصري ضيق أحيانًا، ولم يُلق عليه شيء أحيانًا أخرى، ولكنه كان وثريًا على كل حال؛ لأن الجلوس عليه كان يصحبه انتظار لذة كانا يحبانها ويقدرانها؛ لذة هذا اتيني المرطب الذي يُقدم إليهما في إناء صغير”.

5- “وغضبت أمه وزجرته، واعتذرت إلى سيدنا وقصت الأمر على الشيخ حني عاد فصلى المغرب وجلس للعشاء، فهز رأسه وضحك ضحكة سريعة في ازدراء للقصة كلها وشماتة بسيدنا؛ فلم يكن يحب سيدنا ولا يعطف عليه”.

المصدر: طه حسين، الأيام، مؤسسة الهنداوي، القاهرة، 2013.


شارك المقالة: