أشعار بشار بن برد في الغزل

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن بشار بن برد

هو بشار بن برد العقيلي ويلقب بالمرعث وهو من الشعراء المخضرمين؛ لأنه عاصر الدولة الاموية وبداية الدولة العباسية.

أشعار بشار بن برد في الغزل

يُعرف الغزل عند بشار بن برد أنّه يتسم بالرقة والبساطة حيث كان يذهب إلى مجالس اللهو والغناء؛ لكي يتغزل بالمغنيات وكان يطلب منهم أن يتغنى شعره في المجالس؛ لأن بشار بن برد يحب الشهرة، والقصيدة (ذات دل كان البدر صورتها) اشتهرت في العصر العباسي وتغنت على ألسن الشعراء؛ لأنها كانت تناسب الإيقاع والموسيقى.

هذه القصيدة كتبها بشار بن برد لأنه أعجب بجمال المغنية وذكاءها وإضافةً إلى ذلك أنها كانت تجيد الحوار والمؤانسة، طلب بشار بن برد من المغنية أن تغني شعره؛ لأنها ذات صوت جميل وتجيد الغناء وقد طلبت منه أن لا يذكر اسمها في شعره.

في هذه القصيدة صوّر بن برد المغنية بصورةٍ جميلة، حيث أنّه صور البدر بصورة المغنية لشدة جمالها، فقد قال هذه القصيدة:

وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُها
باتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكرانا


إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا


فَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي
فَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانا


يا حَبَّذا جَبلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍ
وَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كانا


قالَت فَهَلّا فَدَتكَ النَفسُ أَحسَنَ مِن
هَذا لِمَن كانَ صَبَّ القَلبِ حَيرانا

يا قَومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ
وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا

فَقُلتُ أَحسَنتِ أَنتِ الشَمسُ طالِعَةٌ
أَضرَمتِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ نيرانا


فَأَسمِعينِيَ صَوتاً مُطرِباً هَزَجاً
يَزيدُ صَبّاً مُحِبّاً فيكِ أَشجانا


يا لَيتَني كُنتُ تُفّاحاً مُفَلَّجَةً
أَو كُنتُ مِن قُضَبِ الرَيحانِ رَيحانا


حَتّى إِذا وَجَدَت ريحي فَأَعجَبَها
وَنَحنُ في خَلوَةٍ مُثِّلتُ إِنسانا

فَحَرَّكَت عودَها ثُمَّ اِنثَنَت طَرَباً
تَشدو بِهِ ثُمَّ لا تُخفيهِ كِتمانا

أَصبحتُ أَطوَعَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
لأَكثَرِ الخَلقِ لي في الحُبِّ عِصيانا

فَقُلتُ أَطرَبتِنا يا زَينَ مِجلِسِنا
فَهاتِ إِنَّكِ بِالإِحسانِ أَولانا
لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ يَقتُلُني
أَعدَدتُ لي قَبلَ أَن أَلقاكِ أَكفانا
فَغَنَّتِ الشَربَ صَوتاً مُؤنِقاً رَمَلاً
يُذكي السُرورَ وَيُبكي العَينَ أَلوانا
لا يَقتُلُ اللَهُ مَن دامَت مَوَدَّتُهُ
وَاللَهُ يَقتُلُ أَهلَ الغَدرِ أَحيانا
لا تَعذِلوني فَإِنّي مِن تَذَكُّرِها
نَشوانُ هَل يَعذِلُ الصاحونَ نَشوانا
لَم أَدرِ ما وَصفُها يَقظانَ قَد عَلِمَت
وَقَد لَهَوتُ بِها في النَومِ أَحيانا
باتَتَ تُناوِلُني فاهاً فَأَلثُمُهُ
جِنِّيَّةٌ زُوِّجَت في النَومِ إِنسانا

كما نظم بن برد قصيدة لإمرأة أحبها وعشقها، حيث كتب أجمل الأبيات وأروعها وذكر اسم محبوبته وهي عبدة، ويقول فيها:

يزهدني في حب عبدة معشرٌ
قلوبُهم فيها مخالفَة ُ قَلبي
فقلتُ دعوا قلبي بما اختارَ وارتَضى
فبالقلبِ لا بالعينِ يبصرُ ذو اللبِّ
وما تبصر العينان في موضعِ الهوى
ولا تسمع الأذنان إلا من القلب
وما الحسنُ إلاّ كل حسنٍ دعا الصبا
وألف بين العشق والعاشق الصبِّ

خصائص غزل بشار بن برد

  • الصدق والواقعية: عبّر بشار عن مشاعره الصادقة تجاه محبوبته دون مبالغة أو تكلف.
  • الوصف الدقيق: تميّز غزله بوصف دقيق لمحبوبته، مع التركيز على جمالها الخارجي والصفات الشخصية.
  • التنوع: تنوّعت أساليب بشار في غزله بين العفة والماجن، مع استخدام مختلف الصور والأخيلة.
  • الذكاء والفكاهة: تميّز غزله أحيانًا بالذكاء والفكاهة، خاصةً في غزله الماجن.

تأثير غزل بشار بن برد

  • أثر غزل بشار بن برد على شعراء عصره واللاحقين.
  • تميّز غزله بالصدق والواقعية، ممّا جعله أقرب إلى مشاعر الناس.
  • ساهم غزله في تطور فنّ الغزل العربيّ.

شارك المقالة: