ما هو دور العلاقات العامة كوظيفة إدارية اتصالية إقناعية؟

اقرأ في هذا المقال


دور العلاقات العامة كوظيفة إدارية اتصالية إقناعية:

تُمارس العلاقات العامة في المجتمعات، من خلال إدارة متخصصة داخل كل منظمة من منظماتها التي تنظم حياتها الاجتماعية، أو من خلال وكالة استشارية مستقلة عن هذه المنظمات ومرتبطة بها. وفي الحالة الأولى تكون وظيفة إدارية، أمّا الحالة الثانية عمل استشاري يقدم إلى المنظمات كعملاء يحتاجون إلى خدمات مقابل أجر تدفعه، إلى هذه الوكالات الاستشارية وفي الحالتين تعتبر العلاقات العامة.
والعلاقات العامة كمهنة متخصصة في المجتمعات المعاصرة، حيث ينطبق عليها ما ينطبق على المهن المتخصصة مع تميز في تخصصها وفروق بين طبائعها، فمعظم المهن المتخصصة في المجتمعات الإنسانية تتعامل مع أشياء مادية ملموسة، كالمحاماة والطب، بينما العلاقات العامة تتعمل مع أشياء معنوية غير ملموسة، فهي تتعامل مع الاتجاهات والآراء التي تسود بين جماهير منظمة معينة.
وهذه الأشياء المعنوية غير ملموسة تكون بالغة التعقيد، فقد تتعرَّض لتغيرات مستمرة بفعل عوامل ليس للعلاقات العامة أو المنظمات التي تخدمها القدرة على التحكم، أو وقف حدوثها أو إبطال مفعولها. ولعل هذه الصفة للأشياء المعنوية التي تتعامل مع العلاقات العامة من الصعوبات التي تقف حائلاً، دون وصول العلاقات العامة إلى نتائج ملموسة تمكّننا من الحكم لها أو عليها.
ومن ناحية أخرى نجد أن معظم المهن في التجمعات الإنسانية، يغلب عليها المجهود الفردي وإن كان الأسلوب الجماعي قد عرف طريقه إلى بعضها، أمّا العلاقات العامة فهي مهنة تقوم على العمل الجماعي التكاملي؛ لأنها تحتاج إلى تنوّع في المواهب والمهارات والإمكانات وإن كان يستثنى من ذلك ممارسة العلاقات العامة، من خلال المكاتب الاستشارية التي لها وضعها الخاص الذي يفرض عليها الاعتماد على المجهود الفردي.
ورغم هذه الاختلافات بين مهنة العلاقات والمهن الأخرى، إلا أن العلاقات العامة لها أركانها الأساسية التي تقوم عليها كمهنة متخصصة، شأنها شأن المهن المتخصصة الأخرى؛ ممّا يؤكد دخولها إلى مفهوم المهن المتخصصة في المجتمع؛ ذلك لأن الاختلافات بين المهن المختلفة تعني أن لكل مهنة طبيعتها الخاصة في المجتمع. وهذا لا يتناسب إطلاقاً مع وجود أسس عامة تجمع بين هذه المهن جميعها، لكن تكون معالم مميزة.

المصدر: أسس العلاقات العامة،علي عجوةالعلاقات العامة،علي عجوةالعلاقات العامة سمير حسين


شارك المقالة: