صورة المرأة في الأدب العربي المعاصر وتمثيل ذلك في الإعلام

اقرأ في هذا المقال


هنالك دراسات الترجمة مع النسوية وعددًا من الدراسات المعنية بكيفية التعبير عن الاختلافات الاجتماعية والجنسية والتاريخية في اللغة والطرق التي يمكن بها نقلها عبر اللغات، بينما يظهر عدد من هذه الدراسات أن اللغة والترجمة تلعبان دورًا مهمًا في طريقة تمثيل المرأة في الأدب، وتجادل بأن هذا التمثيل لا يمكن فصله عن المجتمع والثقافة التي تنتجها، إلا أنه لم يتم عمل سوى القليل في الأدب العربي، فجوة تسعى العديد من الدراسات ولأبحاث إلى معالجتها.

تمثل المرأة العربية في الأدب العربي من حيث صورها النمطية

يتم استخدام التحليل النصي الكمي الذي يركز على 10 روايات كتبها كاتبات عربيات وأدوات المدونة، توضح الدراسة أن المرأة العربية لا تزال ممثلة في الأدب العربي من حيث الصور النمطية على أنها مضطهدة وضحية، حتى في الأدب الذي كتبته النساء العربيات، في المقابل، يتم اختيار هذه النصوص للترجمة إلى اللغة الإنجليزية وتؤكد الترجمات نفسها على إيذاء الشخصيات النسائية الممثلة في النص المصدر، وبالتالي تشارك الترجمة في بناء الصور النمطية عن المرأة العربية.

هذه الأنواع موجودة بلا شك في العالم العربي، وكذلك النساء المتعلمات تعليماً عالياً والمتحررات والمهنيات اللائي ما زلن يكافحن ضد القيم الاجتماعية التقييدية

  •  السينما: من الواضح أن صانعي الأفلام لم يبدعوا هذه الصور بل ورثوا وزينوا الصور النمطية العربية الموجودة مسبقًا في أوروبا، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، قدم الفنانون والكتاب الأوروبيون عمليات خيالية للنساء، أصبحت الصورة النمطية مقبولة، وأصبحت جزءًا لا يمحى من الثقافة الشعبية الأوروبية، لاحظ شاهين في كتابه ريل العرب الأشرار أنه في خيالات الليالي العربية مثل الشيخ والفتاة العبد، وجون غولدفارب، تبدو النساء العربيات بصورة غير ملائمة وتؤثر السينما بذلك على تصورات الغربيين ومواقفهم تجاه مختلف القضايا المختصة بالنساء العربيات.
  •  الصحف: ورقة بحثية تهدف إلى تحليل المقالات الصحفية الأمريكية والدولية حول النساء العربيات والمسلمات من 9/11/01 حتى 9/11/05، بهدف فهم أفضل لكيفية تمثيل النساء، وسائل الإعلام، وجدت أن هناك فترات زمنية قصيرة حيث نظر المراسلون إلى ما وراء الصورة النمطية وتعرفوا على النساء العربيات والسماح لهن بالتحدث سواء مظلومة أو ضحية أو تحولت إلى امرأة قوية، تلك المرأة في الأخبار في كثير من الأحيان ليست كاريكاتورية للمرأة العربية والمسلمة في الحياة الواقعية.

لم يتمكن القراء بعد من الحصول على تمثيل ثابت ودقيق لمختلف الشخصيات والحياة والآراء لهؤلاء النساء، بالإضافة إلى أن البرامج التلفزيونية تؤثر البرامج التلفزيونية على تصورات الغربيين ومواقفهم تجاه مختلف القضايا، لذا، فإن معظم المفاهيم الخاطئة تجاه المرأة العربية ناتجة عن تدفق المعلومات عبر المحطات التلفزيونية.

الإعلام العربي والتصورات الخاطئة عن تمثيلها في وسائل الإعلام العربية

على سبيل المثال، في 28 سبتمبر 2009، استضافت أوبرا وينفري سفيرة النوايا الحسنة لليونيسف، الفنانة اللبنانية الشهيرة نانسي عجرم في برنامجها التلفزيوني على محطة سي بي اس في ذلك العرض، أشارت وينفري إلى لبنان على أنه محافظ للغاية، وقدمت فيلمًا وثائقيًا يظهر نساء لبنانيات محجبات على غرار الأفغانيات، من المؤكد أن الفيلم الوثائقي أوبرا صور النساء اللبنانيات، وهن أكثر النساء حداثة في المنطقة.

في الواقع، تمثل أزياء نانسي عجرم وأزياءها شريحة كبيرة من الإناث اللبنانيات، تشير الإحصائيات إلى أن 75٪ من النساء اللبنانيات غير محجبات ولديهن حرية الملبس، تجاوز معدل التحاق النساء بالتعليم العالي معدل التحاق الرجال بنسبة 44 في المائة مقابل 40 في المائة للرجال؛ (الإسكوا، 2004: 19).

الإعلام العربي: نفس التصورات الخاطئة عن المرأة وتمثيلها كأدوات شوهدت في وسائل الإعلام العربية منذ عقود، واجه النقاد التركيز على صور المرأة السائدة في وسائل الإعلام ودعوا إلى صور جديدة للمرأة كأم وزوجة ومشاركات فاعلة في المجتمع، أطلقت الملكة رانيا، ملكة الأردن، التي كانت إحدى هذه الأصوات، الحملة الإعلامية للمرأة العربية لتذكير رؤساء القنوات الفضائية وقادة الإعلام الآخرين بأن لهن دورًا في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن المرأة العربية، وشجعت جهود تغيير التيار، الصور النمطية التي تؤثر عليهم، بطريقة أكثر استراتيجية.

تطوير صور أكثر إيجابية للمرأة في العالم العربي

استجابت وسائل الإعلام العربية بتطوير صور أكثر إيجابية للمرأة تعكس الحياة اليومية من خلال تصوير المرأة في العالم العربي، النسبة الأكثر أهمية، والأعلى إلى حد بعيد، هي نسبة النساء بدون أي مهنة، أي النساء اللائي هن مجرد إناث، في الواقع، تمثل المرأة باعتبارها مجرد أنثى أكثر من 80 في المائة من أدوار المرأة في وسائل الإعلام العربية، وكان لهذا التصوير التأثير الأكبر على الجمهور، بحث آخر لنفس تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي درس 31 فيلما تم إنتاجها بين عامي 1990 و 2000 وسجل ما يلي: تمثيل مبالغ فيه للعنف الذي تمارسه وضد النساء.

تبين أن الأدوار السياسية التي ظهرت في العينة سطحية إلى حد كبير وغير مقنعة وليس لها علاقة تذكر بالأدوار الفعلية للمرأة في الحياة؛ يكادون يمثلون المرأة السياسية كديكتاتور مطلق، خلال التسعينيات، أهملت الأفلام المشاكل التي تواجه الفلاحين والنساء العاملات، وركزت فقط على المرأة الحضرية الحديثة دون أن تعكس الأبعاد المختلفة لشخصيتها كبشر، غابت الأدوار الاجتماعية والسياسية والثقافية للمرأة بشكل واضح عن الأفلام، مما يشير إلى أن السينما العربية لا تبدي أي اهتمام بتطور مكانة المرأة في المجتمعات العربية .

التغطية الصحفية السائدة للمرأة في البرامج الحوارية

أما بالنسبة للبرامج الحوارية والأخبار فعلى الرغم من وجود زيادة مطردة في عدد المهنيات على مدار العشرين عامًا الماضية في العالم العربي، إلا أن معظم التغطية الصحفية السائدة لا تزال تعتمد على الرجال كخبراء، في مجالات الأعمال والسياسة والاقتصاد والرياضة، من المرجح أن تظهر النساء العربيات في الأخبار كضحايا في القصص المتعلقة بالحوادث أو الكوارث الطبيعية أو العنف المنزلي أكثر من ظهورهن في القصص المتعلقة بقدراتهن المهنية أو خبرتهن.

يمكن رؤية النساء العربيات في الأخبار والبرامج الحوارية السياسية على أنهن مذيعات أو مذيعات ولكن نادرًا ما يظهرن كقادة سياسيين أو خبراء، ومع ذلك، يبدو أن هذه التغطية النسائية غير الكافية ظاهرة عالمية، بناءً على المعلومات التي تم جمعها من رصد الأخبار في 70 دولة في مناطق مختلفة من العالم، صدر تقرير دولي بعنوان من الذي يصنع الأخبار، يشير إلى أنه في المقالات المتعلقة بالسياسة والحكومة، تشكل النساء 14٪ فقط من الموضوعات الإخبارية؛ وفي الأخبار الاقتصادية والتجارية 20٪ فقط، حتى في القصص التي تؤثر على النساء بعمق، مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي.

المصدر: موقع لجنة حماية الصحفيينكتاب المرأة والإعلام-منظمة المرأة العربية،2006كتاب المرأة والإعلام في ضوء المتغيرات الراهنة،مجموعة باحثين،وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية،2016كتاب المرأة والإعلام في عالم متغير‘ ناهد رمزي ‘ الدار المصرية اللبنانية


شارك المقالة: