عنصر الثقة بالنفس بالنسبة للملقي الإعلامي

اقرأ في هذا المقال


‏من بين النقاط الرئيسية التي ينبغي على الفرد الملقى أو المرسل للرسالة الإعلامية ‏وأن لا يغفل عنها بتاتاً هي عنصر الثقة بالنفس؛ لأنَّ الثقة بالنفس تُحدث التأثير على الجماهير ‏المتلقى للموضوع الإعلامي المرسل بواسطة الملقى، فإذا مثلاً أظهر الفرد الإعلامي بأنَّه غير واثق من نفسه أو أنَّه ثقته بنفسه متزعزعة فإن هذا يؤدي إلى إعراض الجمهور عن تلقي الرسالة الإعلامية أو إعراضهم بشكلٍ عام عن البرنامج الإعلامي وعدم متابعته، ‏ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن أهمية الثقة بالنفس في أثناء عملية الإلقاء الإعلامي والإذاعي.

ما أهمية عنصر الثقة بالنفس بالنسبة للملقي الإعلامي

‏يعتبر عنصر الثقة بالنفس من العناصر المهمة التي تتجمع مع غيرها من العناصر لكي تُكوِّن الفرد الإعلامي الناجح، وقبيل بدأ الملقين الإعلاميين بالكلام من المفترض عليهم أن يتقبلوا احتمال إحساسهم بالتوتر، ومن ثم ينبغي أن ينظروا إلى الجمهور وهذا بواسطة الكاميرا الافتراضية، في حال عدم وجودهم بشكل فعلي في ذات الوقت والموقع الجغرافي أيضاً.

‏وهنالك الطريقة العلمية التي تساعد الإعلامي الملقى على أن يخفف إحساسه بالتوتر ويزيد من إحساسه في ثقته بنفسه فما هي تلك الطريقة؟

‏ ‏وتلك الطريقة العلمية تتمثل بأن يتأكد الإعلامي الملقى بأنَّ معظم التوتر الذي يشعر ويحس به غير مرئي بالنسبة للجمهور المتلقى فهو قد يلاحظ ذلك الجزء البسيط من التوتر الذي يشعر به الإعلامي والملقي، ‏ولكي يتجنب التوتر أيضاً من المفترض عليه أن يتدرب على خطوات العرض كما يؤديها بحيث يرسم صورة لذاته وهو ينجح في تقديم العرض، حيث أنَّ هذا الأمر يدفعه إلى النجاح بشكل فعلي.

‏وتشير الدراسات الإعلامية بأن ‏تخيل الفرد الإعلامي بأنَّه ناجح تؤدي إلى النجاح الفعلي، بحيث أن لا ينسى الإعلامي أن يُحضِّر ذاته وهو يتدرب، ومن المتوقع أن يجدُّ ‏ويصبُ وهذا من الأمور الإيجابية، ولكن من الطبيعي أيضاً أن يهفو المذيع، ‏وبالتالي يجب أن يضع المذيع في ذهنه أنَّ الجمهور المتلقى لا يطلب منه ذلك العرض الفني المتكامل، ولن يحكم عليه كما يحكم على الفنان أو الرسّام؛ ولهذا السبب فإنَّه ليس من المفروض أن ‏ابدأ أن يستاء إذا وقع في خطأ بل يعمل على تصحيح الخطأ الذي قد وقع فيه، دون توتر والتأكد من هذا الخطأ وبالتالي ما ينبغي عليه أن يوصل العرض بكل هدوء.

‏وتشير الدراسات الإعلامية المتخصصة بعلم فن الإلقاء أنَّ مواصلة التدرُّب على الإذاعة والإلقاء من الأمور المهمة جداً، التي تعمل في النهاية على تطوير مهارات الفرد الإعلامي الملقى، من حيث العرض التقديم، ومن الممكن أن يتمكن الباحث من إجراء هذه التدريبات في مجال العمل، بحيث يقوم بالعمل على عقد اجتماع لمدة تتراوح ما بين خمسة إلى سبعة دقائق بشكل يومي، ويقوم أحد المشاركين في أثنائه بالتحدث عن أيّة موضوع يعمل على إثارة اهتمامه، ويكون مستخدماً في ذات الوقت مهارات العرض الفعالة التي يتم التدرب عليها بشكل مسبق.

‏وبعد هذا العرض القصير بتم حصول الإعلامي المُذيع على التغذية الراجعة من قِبل زملائه؛ لكي يتعرف على مدى نجاحه في عملية التواصل وطرح الأفكار، وبهذه الطريقة يقوم الجميع بالتدرج في محيط المألوف ومساند حتى يتم العمل على صقل وتأسيس المهارات اللازمة عند مواجهة المستهدفين من الجمهور المتلقي، وهنالك البعض من التدريبات التي يتم اتباعها لزيادة الثقة بالنفس وهي على النحو الآتي:

  • ‏أن يعمد الإعلامي إلى التحضير بشكلٍ شامل وكامل عن الموضوع والبحث عنه من كافة الجوانب والأجزاء الخاصة به.
  • ‏من المفترض على الإعلامي والمذيع أن يتذكر بأنَّه متمكن من موضوع الحديث بأنَّه سوف ينجح في تقديمه وعرضه.
  • أن يعمد الإعلامي ‏إلى تلخيص الموضوع وتحضيره بشكل واضح وشامل.
  • ‏أن يقوم المذيع ببعض من التدريبات المتخصصة في الاسترخاء الخفيفة والتي لا تتطلب ذلك الجهد والعناء.
  • ‏ولكي يحدث التأثير على الجمهور المتلقى بحيث يعمل على تأثير كتغيير اتجاهاتهم وأفكارهم لا بُدَّ له من أن ينظر إلى الجمهور بشكل دائم وأن يبتسم لهم.
  • ‏أن يستخدم المذيع فترات الصمت دون وجود الشعور بالخوف، ‏كما وينبغي عليه أن يواصل عملية التنفس بشكل بطيء وعميق خلال الكلام والحديث، وقبل كلامه من المفترض عليه أن يراجع الملاحظات بشكلٍ دقيق و متمكن.

إذاً يتضح مما سبق أنَّ عنصر الثقة بالنفس إمّا أن ‏يؤدي إلى نجاح العملية الإعلامية أو إلى فشلها بشكل عام ‏تبعاً إلى الطريقة والأسلوب ‏الذي يستخدم به الفرد الإعلامي ثقته بنفسه.


شارك المقالة: