ما هو الإلقاء في العصر الحديث

اقرأ في هذا المقال


‏مرَّ علم وفن الإلقاء الإعلامي والإذاعي بالكثير من المراحل عبر الفترات الزمنية السابقة، حيث ظهر هذا العلم منذ عصر الجاهلية قبل الإسلام ومن ثم تطور وازدهر إلى أن أصبح علماً قائماً بحد ذاته، له وأركانه ومكوناته الأساسية، فهو علم يعمل على نقل المعلومات والبيانات إلى الجمهور المستقبل للرسائل الإعلامية بطريقة فعّالة ومؤثرة فيهم، حيث ويعمل هذا العلم على تغيير الأفكار أو الاتجاهات التي يتبناها الجمهور المتلقى المستهدف من الرسالة المنقولة إليهم، ‏ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن مفهوم الإلقاء في العصر الحديث على حد سواء.

‏ما هو المقصود بعلم الإلقاء في العصر الحديث

‏توجه العلماء والدارسين والباحثين في علم الإلقاء إلى وضع ‏تعريفات مختلفة تبين ما المقصود بعلم فن الإلقاء، ‏ ‏حيث قال البعض منهم أنَّ علم  فن الإلقاء في العصر الحديث ما هو‏ ‏إلّا موهبة وفن فهو موهبة فطرية من جانب وعلم يتم اكتسابه عن طريق التمرينات والتدريبات المختلفة من جانب آخر، وأنَّ الإنسان البشري الذي يتميز بالإلقاء الجيد هو ذلك الفرد الذي يعمل على الجمع ما بين العلم والفن والموهبة كلها.

‏والبعض الآخر ‏يقول أنَّ علم الإلقاء هو عبارة عن ذلك العلم الذي يعمل على إيصال المعاني والبيانات أو الموضوعات إلى الجماهير المتلقاه بطرق وأساليب  متعددة، ‏ومن بين تلك الأساليب على النحو الآتي:

  • ‏يتم إيصال المعاني إلى الجماهير المتلقين، وهذا من خلال العمل على توظيف الفنون الخاصة باللغة العربية والبلاغة أيضاً.
  • ‏إيصال المعلومات والبيانات إلى الجمهور المتلقى للرسالة الإعلامية ‏بواسطة المرسل وهذا من خلال العمل على ‏رفع الصوت وخفضه بما يتطلبه الموقف الإعلامي بشكل عام.
  • ‏كما ويتم توصيل المعاني بطريقة مؤثرة، وهذا من خلال العمل على توظيف ما يعرف بتلوين الصوت الإلقائي وكذلك التحكم في السرعة أو البطء الخاص به.
  • ‏يتم إيصال المعلومات إلى المستقبل وهذا من خلال التلاعب بدرجة الصوت الخاصة بالملقي الإعلامي بشكل عام، والتحكم به من حيث الشدَّة أو الحدَّة أو الخشونة، بما يتطلبه الموقف الإعلامي.

‏والذي يتقن عملية الإلقاء الإعلامي يصل في النهاية إلى هدفه الذي كان يسمو إليه في العملية الإعلامية، ويتنوع هذا الهدف من حيث:  تغيير الأفكار، ونقلها، وبهذا يتحقق التأثير المناسب والمطلوب على المستقبلين.

‏حيث يتم تحقيق الأهداف الرئيسية من عملية الإلقاء الإعلامي والإذاعي وهذا من خلال التحدث مع الجماهير المتلقي الرسائل الإعلامية بحيث يتفاعل معهم بالشكل المطلوب وهذا يؤدي إلى مشاركة الجماهير المتلقي من حيث شعورهم وتقديرهم ويحس معهم بحساسية ويعبر عنه في عملية الالقاء.

‏وقال البعض من العلماء والدارسين لعلم الإلقاء أنَّ لفن الإلقاء الفوائد الكثيرة والمتعددة ومنها نذكرها في هذا المقال على النحو الآتي:

  • ‏ ‏من فوائد الإلقاء الإعلامي هي ‏العمل على تحفيز الأعمال الكثيرة والمتنوعة.
  • ‏من فوائد عن الفن الإلقاء الإذاعي تعميق معاني الحماس الجماهير المتلقاه إلى جانب العمل على إقناعهم بها.
  • ‏كما وتعد عملية الإلقاء الإعلامي عبارة عن فرصة تحقيق الاتصال مع الجماهير وبالتالي بناء العلاقات معهم وزيادة فرص النجاح في النهاية.

‏ ‏ولهذا السبب فإن العلماء والدارسين لعلم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي قد تعمدوا إلى وضع البعض من العناصر التي تطلبها عملية الإلقاء الناجحة، ‏وتنوعت هذه العناصر واختلفت، ويعتبر الإلقاء الناجح هو قيام الملقى بالعمل على نقل المعلومات أو المشاعر أو الأحاسيس إلى الجمهور المتلقى وهذا من خلال عملية الكلام بحيث يستخدم في هذه العملية ما يمكن استخدامه من أجزاء الجسد الخاصة به أو النبرات الصوتية التي يمتلكها.

‏ومما سبق ذكره آنفا يتضح لنا أن عملية الإلقاء الناجحة ليست مجرد عملية قول الكلمات المعينة، وهذا من خلال الصوت المنطوق والمسموع ولكنه أكبر من هذا كله وأدق، حيث أن ‏الإعلام الإذاعي يتطلب إلى الكثير من العناصر المهمة لكي يصل إلى طريق النجاح في النهاية.

‏ومن بين تلك العناصر المهمة هي توفر المشاعر أو الأحاسيس والمعلومات أو الموضوعات لدى المرسل للرسالة الإعلامية والتي يعمل على نقلها إلى الجمهور المتلقى.

‏كما ويجب توافر عنصر الكلام واستخدام البعض من أجزاء الجسد كالإيماءات الجسدية والحركات في عملية الإلقاء أو استخدام نبرات الصوت والتلاعب بها من حيث الشدة أو البطء أو القوة أو الضعف بما يقتضيه الموقف الإعلامي أو الموضوع الذي يريد نقله إلى الجمهور المتلقي.

‏إذً يتضح مما سبق ذكره آنفا المعلم فن الإلقاء الإعلامي و الإذاعي هو عبارة عن علم قائم بحد ذاته له الكثير من الجوانب والعناصر والمكونات التي يتطلبها لكي يصبح علماً وفناً ناجحاً في نهاية الأمر.


شارك المقالة: