ما هو التنغيم الصوتي في علم فن الإلقاء

اقرأ في هذا المقال


‏هناك علاقة وطيدة ووثيقة بين علم فن الإلقاء الإذاعي وعلم الاصوات بشكلٍ عام، ‏وهذا لأنَّه بدون صوت الإلقاء الجيد لا يتم إحداث تأثيرات على الجماهير المتلقين، وكذلك التلاعب بالدرجات الصوتية والتلوين الصوتي والتنغيم أيضاً، ‏لهذا السبب فإنه من الواجب على الفرد المُلقي أن يتدرب بشكل متعمق على كافة المهارات الصوتية الخاصة بعلم فن لقاء الإعلام الإذاعي، ‏ففي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن عملية التنغيم الصوتي في علم فن الإلقاء الإعلام الإذاعي.

ما المقصود بالتنغيم الصوتي في علم فن الإلقاء

‏يعتبر التنظيم الصوتي من أهم المهارات التي يجب على الفرد الملقى أن يتدرب عليها وهي من المهارات القضائية التي تعمل على توصيل الرسالة الإعلامية إلى الجماهير المتلقى في الأساليب والطرق الفعالة المختلفة.

‏الصوت الإنساني هو ذلك العالم الكامل وهو عالم متخصص ‏له الكثير من المحاسن التي الذي يعمل على تقديم المساعدات الكبيرة في عالم الفن الإلقائي الإعلامي والإذاعة.

‏ويمتلك الصوت البشري تلك الدرجات والأوتار والمستويات والمميزات الخاصة به، فنجد في كثير من الأحيان أنَّ هنالك أفراد يمتلكون أصوات جميلة جداً، وكذلك نبرات مميزة وهنالك أيضاً أشخاص ‏لا يمتلكون الدرجات والنبرات ذاتها.

‏والجدير بالذكر أنَّ التنغيم الصوتي من أهم الفروع الخاصة بالصوت في علم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي القديمة، حيث يتوافر هذا الجانب منذ قديم الزمان وله أهمية بالغة وهذا فيما يتعلق باللغة العربية أيضاً.

ففي هذا الصدد قال القرطبي رحمه الله تعالى:” كونه –صلى الله عليه وسلم– تحمرُّ عيناه، ويعلو صوته، ويشتدُّ غضبه في حال خطبته، كان هذا منه في أحوال. وهذا مشعر بأنَّ الواعظ حقه أن يكون منه في وعظه بحسب الفصل الذي يتكلم فيه ما يطابقه؛ حتّى لا يأتي بالشيء وضده ظاهر عليه. وأمَّا اشتداد غضبه فيحتمل أن يكون عند نهيه عن أمر خولف فيه، أو يريد أن صفته صفة الغضبان”.

ويظهر أنَّ لعلم التنغيم الخاص بعلم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي البعض من الوظائف ونذكرها في هذا المقال على النحو الآتي:

  • ‏أولا الوظيفة ذات الطابع النحوي.

‏حيث أنَّه يقوم بالكثير من الأمور التي تساعد على إتمام هذه العملية واكتمال الجمل أو حتى عدم اكتمالها، وهو أيضاً ذلك العلم الذي يعمل على تصنيف الجمل إلى الأنماط المختلفة الخاصة بها بأشكالها متنوعة الأنماط التقليدية الأنماط الاستفهامية والأنماط التعجبية المختلفة.

  • ‏الوظيفة الثانية هي الوظيفة ذات الطابع الدلالي أو السياقي.

‏حيث أنَّ اختلاف النغمات الصوتية يتم اختيارها تبعاً لِما يقوم الموقف الإعلامي والاتصالي بتطلبه من الفرد المُلقي لكي يوصل رسائله بالطرق الفعّالة إلى الطرف الآخر من العملية الاتصالية.

‏وكذلك اختيار النغمات الصوتية يتم تبعاً لاختلاف المواقف ذات الطابع الاجتماعي وهذا عن كافة الوجهات النظر ذات الطابع الشخصي كوجهات النظر السليمة وجهات النظر السيئة الغضب والتعجب الدهشة أو الحب والرضا وغيرها.

  • ‏التنغيم الصوتي أيضاً يقوم بأداء وظيفة وضع كافة المعاني بصيغة العام الذي يتعلق بكافة الظروف وكذلك المناسبات التي يقوم المُلقي بإلقاء الرسالة في أثنائها.
  • ‏ويقوم التنغيم الصوتي في الإلقاء الإعلامي والإذاعي بشكل واضح وسليم في العمل على تحديد وتعيين المعاني والتوجيهات الخاصة به وهذا تبعه إلى كيفية النطق الكلمات وتنظيمها أيضاً.
  • ‏حيث أنَّ التنغيم الصوتي أيضاً عملية التغيير من الناحية الدلالية، ‏حيث يعمل على إضافة الكثير من المعاني على التراكيب الجمل التي يتم إخراجها بشكل نطقي.

وللتنغيم الصوتي في علم فن الإلقاء الإعلامي والإذاعي الأنواع المختلفة ونذكرها على النحو الآتي:

أولاً: التنغيم الصوتي الهابط. 

والتي يتم الانتقال بها من الصوت العالي باتجاه الصوت ذو الدرجة المنخفضة بالتدريج.

ثانياً التنغيم الصوتي الصاعد.

وهي التي يتم الانتقال بها من الصوت المنخفض باتجاه الصوت ذو الدرجة العالية بالتدريج.

وتوجد الكثير من العلاقات التي ترتبط ما بين علم التنغيم الصوتي والأنواع الأخرى من العلوم وبشكل خاص علم الإلقاء الإعلامي والإذاعي الذي يتم فيه التلاعب بالصوت البشري بالهبوط وبالصعود لكي يحدث في نفس المستقبل التأثير على كافة ما يمتلكه من مشاعر وآراء وأحاسيس وغيرها.

إذاً يتضح مما سبق ذكره آنفاً ‏أن علم التنغيم الصوتي من العلوم الأساسية التي لها تلك العلاقات الوثيقة بعلم فن الإلقاء، وأنَّ هذا العلم يقوم بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لإتمام هذه العملية على أكمل وجه.


شارك المقالة: