ما هي خصائص الكتابة المشتركة لوسائل الإعلام؟

اقرأ في هذا المقال


خصائص الكتابة المشتركة لوسائل الإعلام:

لا بُدَّ من التأكيد على أنَّه يوجد العديد من السمات والخصائص المتشابهة والمشتركة في الكتابة للوسائل الإعلامية بكافة أشكالها، سواء كانت وسائل سمعية أو مرئية أو مقروءة، حيث تشترك كافة هذه الوسائل في اللغة الصحفية المستخدمة، وذلك على اعتبار أنَّ الفنون الإعلامية تقوم على دمج الصور الصحفية والكتابة الإعلامية في آنٍ احد، كما تكون الصور الصحفية في الوسائل المقروءة ثابتة بينما في وسيلة التلفزيون تكون الصورة متحركة وفي نفس الوقت ناطقة.

وبالتالي تعتبر الأساليب الكتابية التي يتم استعمالها في الكتابة الإعلامية ذات تأثير واسع على الجمهور المتلقي، كما تقوم على اختيار المحررين أو الصحفيين الذين يمتلكون المواهب الصحفية المتنوعة، والتي تمكنهم من التعامل مع البرامج الحوارية بكافة مواضيعها سواء كانت مقدمة على القنوات التلفزيونية أو مذاعة على المحطات الإذاعية المختلفة.

وعليه فلقد أجمع الباحثين والدارسين في المجالات الإعلامية على أنَّ اللغة العربية المستخدمة أكثر قدرة على تلبية حاجات الوسائل الإعلامية المتنوعة، بالإضافة إلى أنَّها تسعى إلى تطوير مجالاتها الداخلية سواء كانت إذاعة أو صحافة أو تلفزيون أو مجلات وغيرها، ولكنهم في نفس الوقت لفقد أكدوا على ضرورة أن تتناسب الموضوعات الإخبارية التي يتم نشرها في المؤسسات الإعلامية مع كافة المتطلبات الفنية؛ وذلك من أجل تطويرها وفقاً للموقف التي تتعرض له.

ومن أهم خصائص الكتابة الإعلامية للوسائل الإعلامية المختلفة هي:

تحقيق مبدأ الموضوعية:

حيث يقصد بها السمة التي تشترك فيها كافة الوسائل الإعلامية، حيث يعتبر مبدأ الموضوعية من الأساسيات التي تدعو لها النظريات الإعلامية المتنوعة، بالإضافة إلى ضرورة تطبيها ضمن التطبيقات الإعلامية، كما تساهم الموضوعية في توفير الفرص التي من خلالها يتم التوصل للحقائق والمعلومات الإعلامية المتربطة بالحدث المعروض.

وعليه يؤكد مبدأ الموضوعية على أنَّ العمليات التحريرية تكون موضوعية وليست ذاتية، كما هو الحال في الكاتب الصحفي، فالعمليات التحريرية ترغب بإيصال الحقائق الموضوعية للجمهور المتلقي بينما الكاتب يقوم بكتابة الخبر دون الاهتمام بالموضوعية الصحفية، كما تسعى الموضوعية إلى أن لا يتعصب الصحفي الكاتب لرأي معين، بل يجب أن يكون محايداً قدر الإمكان، وبالتالي لا بُدَّ من التأكيد على أن لا نبالغ في استعمال الموضوعية، وذلك على اعتبار أن الإسراف في مبدأ الموضوعية يؤدي إلى انحراف المعنى المطلوب إيصاله.

كما تعتبر الموضوعية نقيض لمفهوم الذاتية، بحيث لا تسعى إلى التأثير على الجماهير الإعلامية بشكل مباشر، وإنَّما يحدث التأثير من خلال تلقي الجمهور للقضايا والاهتمام الإعلامية المتنوعة، كما قد تشتمل الموضوعية على الأهواء الحزبية، التصورات، العقائد، الميول الشخصية بالإضافة إلى أنَّها تتطلب فقط مصدر إخباري واحد من أجل صياغة معلومات الخبر في الروايات أو الفنون التحريرية المتنوعة.

تحقيق مبدأ الدراما:

حيث يقصد بها السمة التي تركز على المشاركة الفعلية والتي تتم ما بين الجمهور القارئ وما بين المحرر، حيث يتم من خلالها الوصول للتأثيرات الفعلية والواقعية المتعلقة بالمضامين الإعلامية المتعددة، مع أهمية التركيز على المفردات والتراكيب الدامية وهو ما يساهم في التعامل مع الجماهير النوعية من خلال اتباع المدرسة الكلاسيكية في التعامل معهم والتعبير عنهم وعن مشاعرهم بشكل مباشر.

وبالتالي فإنَّ الوسائل الإعلامية المتنوعة ساهمت في توفير الكلمات والرموز والتي من شأنَّها ركزت على الحروب التي شنّت في كثير من البلدان، لذا ساهم ذلك في ظهور ما يسمى بالصحافة العسكرية والإعلام الحربي، حيث تخصص هذا الإعلام بشكل خاص بالموضوعات الحربية والعسكرية ومن ثمَّ توجيهها لجمهور حربي، أيضاً لديه اهتمام عالية في المحتويات العسكرية.

الكتابة الإعلامية هي إعادة كتابة:

حيث يقصد بها السمة التي تؤكد على أنَّ الكتابة الإعلامية بمثابة وسيلة يتم من خلالها إعادة صياغة المحتويات الصحفية أو الإخبارية من جديد، حيث سعت من خلال العديد من الطرق إلى تأليف الموضوعات التي تحتل أهمية كبيرة بالنسبة للجمهور الإعلامي، كما أنَّها تعتمد بشكل كبير على فطنة القارئ بالإضافة إلى الإمكانيات والقدرات التي تمكنه من الربط الإعلامي والتحليل للموضوعات المعروضة.

مبدأ الأسلوب الإخباري:

حيث يقصد به المبدأ الذي يكثر استعمالها في صياغة الموضوعات الإخبارية، كما أنه لا بُدَّ من التركيز على ضرورة تحديد الأساليب الإخبارية المتناولة والتي تختلف عن الأساليب الإنشائية، بالإضافة إلى الأساليب البلاغية، حيث ترتبط القوة الإخبارية بالأسلوب الإخباري، وذلك دون الاعتماد على حاسة الجمال القرائية أو الكتابية للجمهور المتلقي، كما تحتاج كافة الوسائل الإعلامية إلى ما يسمى بالتعبير المجازي والذي يرتبط بالمجتمعات الحضرية.

المصدر: كتاب صناعة الإعلام العالمي المعاصر/ د. عبد الرزاق الدليميكتاب في الكتابة الصحفية/ نبيل حداد. كتاب الكتابة لوسائل الإعلام/ د. أحمد أبو السعيد.كتاب الإعلام الدولي والعولمة الجديدة/ علي عبد الفتاح.


شارك المقالة: