تفاعلات الحساسية والرفض المناعي لنقل الدم

اقرأ في هذا المقال


عند إجراء عملية نقل الدم يحدث أحيانًا بعض الاختلالات لجهاز المناعة لدى المريض، وهذه ردود الفعل لدى جهاز المناعة من أهم الأمور التي تؤخذ بعين الاعتبار عند عملية النقل الدم وأهمها تفاعلات الحساسية، ورفض المناعي.

تفاعل الحساسية:

يعد تفاعل الحساسية اختلالًا مناعيًا لان جهاز المناعة يهاجم مواد غير ضارة تدخل الجسم، وتعرف هذه المواد باسم المواد المسببة للحساسية (allergens) ومثال عليها حبوب اللقاح، وأبواغ بعض الفطريات، وبعض أنواع الأغذية.

وعند التعرض لمواد المسببة للحساسية يحدث تفاعل الحساسية بحيث يتعرف عليها جهاز المناعة على أنها مواد ضارة  قد دخلت إلى الجسم، فإن جهاز المناعة يفرز أجسام مضادة ضد هذه المواد كنوع من الاستجابة المناعية، وتختلف شدة تفاعل الحساسية من شخص إلى آخر حسب ظهور أعراض الاستجابة المناعية ومن هذه الأعراض:

  • التهاب واحمرار بالجلد.
  • التهاب الجيوب الأنفية أو المسالك الهوائية.
  • احمرار وحكة في  العينين وانتفاخهما.
  • سيلان وحكة في الأنف وانسدادها.
  • سعال وضيق تنفس.

تعالج بعض حالات الحساسية بأدوية تسمى مضادات الهستامين وحقن إيبنيفرين في حالات الشديدة، حيث أن هذه الأدوية تخفف من شدة الأعراض ناتجة عن الاستجابة المناعية.

تفاعلات الحساسية ونقل الدم:

في الكثير من الأحيان يتعرض مرضى نقل الدم إلى مخاطر رد الفعل التحسسي ضد الدم المنقول رغم التوافق الكامل بين فصيلة الدم المريض والدم المنقول، حيث يتعرف جهاز المناعة على هذا الدم أنه مادة غريبة وضارة دخلت إلى الجسم  يقوم جهاز المناعة بإفراز أجسام مضادة ضد هذا الدم، ويظهر هذا التفاعل على المريض في أعراض أهمها الحكة والسيلان الأنف واحمرار الجلد والعينين وغثيان وهبوط الضغط، ويتم التعامل مع مثل هذه الحالات الإيقاف المباشر لنقل الدم، وإعطاء المريض مضادات الهستامين لتقليل الأعراض لديه.

الرفض المناعي ونقل الدم:

إن جهاز المناعة لدية القدرة على التعرف وتميز مولدات الضد الذاتية من مولدات الضد غير ذاتية، وبذلك يتخلص جهاز المناعة من الأجسام الغريبة التي قد تدخل الجسم، بحيث أن في حالات التبرع بالأعضاء أو عمليات نقل الدم من المتبرعين تجرى الكثير من الفحوصات لدى المتبرع والمستقبل للتأكد من أنهما متوافقًا مناعيًا لتجنب حالات الرفض المناعي، إذ إن حدوثه يعرض المستقبل إلى الخطر الشديد قد تؤدي بحياته.

1- الرفض المناعي ونظام ABO:

يحدث الرفض المناعي في عملية نقل الدم في حال عدم التوافق بين فصيلة دم المتبرع وفصيلة دم المستقبل مناعياً، وذلك بناء على غياب ووجود مولدات الضد على سطوح خلايا الدم الحمراء والأجسام المضادة في بلازما حسب نظام ABO، إذ إنه لا يجوز اجتماع مولد ضد وجسم المضاد من النوع نفسه في الجسم، مثال على ذلك لا يمكن نقل خلايا الدم الحمراء فصيلة دمها A يوجد على سطحها مولد الضد A إلى فصيلة الدم B التي يوجد في بلازما الدم أجسام مضادة من النوع (Anti- A) في هذه الحالة تكون فصيلة دم المتبرع غير متوافقة مناعياً مع فصيلة دم المستقبل، فإن الأجسام المضادة الموجودة في بلازما دم المستقبل ترتبط بمولدات الضد الموجودة على سطح خلايا الدم الحمراء المنقولة إليه، وبالتالي تسبب تحلل خلايا الدم الحمراء المنقولة، مما تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المستقبل، ارتعاش في جسمه، وفشل كلوي في بعض الأحيان.

يبن الجدول الاتي فصائل الدم مختلفة ومولدات الضد والأجسام المضادة لها، وفصائل الدم المناسبة للتبرع لها حسب نظام ABO:

 فصيلة الدم مولد الضد على سطوح خلايا الدم الحمراء الأجسام المضادة في البلازمافصائل الدم المتبرعين المناسبة
   A    AAnit-B O ، A
   B    B Anti-AO ، B
   AB  A ، B  لا يوجد O ، B ، A ، AB
    O  لا يوجد Anti -A ، Anti-B O

2- الرفض المناعي والعامل الرايزيسي RH:

في الواقع لا يكون الرفض المناعي حسب نظام ABO فقط، إنما من المهم إجراء الفحوصات التوافق للعامل الرايزيسي إذ إنه قد يحدث الرفض المناعي في حال عدم التوافق بين فصائل الدم المتبرع والمستقبل حسب وجود وغياب مولد الضد الرايزيسي على سطح خلايا الدم الحمراء والأجسام المضادة له في بلازما الدم، حيث إن الشخص يكون موجب العامل الرايزيسي إذ تواجد على سطح خلايا الدم الحمراء مولد الضد RH، ويكون الشخص سالب العامل الرايزيسي إذ لا يوجد على سطح خلايا الدم الحمراء أي مولد ضد RH.

يسمح للشخص سالب العامل الرايزيسي التبرع للأشخاص ذو العامل الرايزيسي السالب والموجب شريطة توافق الدم بينهما مناعياً حسب نظام ABO، ويمكن للشخص موجب العامل الرايزيسي التبرع بالدم لشخص موجب العامل الرايزيسي شريطة التوافق مناعياً حسب نظام ABO لكنه لا يستطيع التبرع لشخص سالب العامل الرايزيسي إذ يتسبب دخول خلايا الدم الحمراء المتبرع التي تحمل مولد الضد الرايزيسي إلى تكوين أجسام مضادة في جسم المستقبل.


شارك المقالة: