الاستثمار المباشر لدخول السوق الدولي

اقرأ في هذا المقال


الاستثمار المباشر هو أحد استراتجيات دخول السوق الدولي لشركات الأعمال الدولية، ولهذه الاستراتجية مجموعة من المزايا والعيوب التي يجب أن تراعيها الشركة الدولية.

ما هي استراتجية الاستثمار المباشر؟

في هذا النوع من الاستثمارات تقوم الشركة الدولية الأجنبية، باستثمار قسم من رأس المال في بلد آخر في مشاريع إنتاجية أو مشاريع خدمية تكون مملوكة بالكامل لها، وهي التي تتحمل مسؤولية الأنشطة الإدارية والأنشطة الإنتاجية والتسويقية، وتكون درجة المخاطرة مرتفعة نسبيًا بالمقارنة مع الاستراتجيات الأخرى لدخول السوق الدولي؛ وذلك لعدم معرفتها بالبيئة في الأسواق المستهدفة من الجوانب الاقتصادية والقانونية والاجتماعية.

مزايا تحققها المشاريع المملوكة بالكامل لشركات الأعمال الدولية:

  • في حال امتلاك الشركة الدولية ميزات تنافسية، فإنه يمكنها من استغلال السوق الدولي المستهدف باعتبار أنها تقوم بنقل التقنيات المتقدمة ومهارات موظفيها الإدارية والفنية والمالية والتسويقية للبلد المستضيف؛ حيث هي التي تتحكم بكل هذه الإمكانات وتوجهها بما يحقق مصالحها العليا.
  • إن تواجد الشركة وهياكلها وكوادرها بالكامل في البلد المضيف والسوق المستهدف، يمكنها من السرعة في القيام بالدراسات والبحوث التسويقية حول توضيح الاحتياجات الحقيقية لهذه الأسواق، وتحدد قدرتها الاقتصادية وأنماطها الاستهلاكية ووضع السياسات التسويقية التي تستجيب لهذه المتطلبات، وتساعد في إشباع الاحتياجات عن طريق توظيف اعتمادات إضافية لتحسين الجهود التسويقية؛ حتى تكون أكثر فاعلية.
  • الاستفادة من تخفيض تكاليف النقل والتأمين والشحن، وتدني أجور الأيدي العاملة في البلد المستضيف واستخدام المواد الخام الرخيصة؛ ممّا يدعم القدرة التنافسية لمنتجات الشركة الدولية في سوق البلد المستضيف وغيرها من الأسواق الدولية. ويمكن للشركة الدولية أن تتجاوز مسألة حصص الاستيراد التي تحددها بعض الحكومات، على اعتبار أن إنتاج الشركة يُعد إنتاج محلي ولا يعتبر إنتاج مستورد.
  • تُعزز موقع الشركة الدولية في الدولة المستضيفة، على اعتبار أنها تساعد في نقل وتوطين التقنيات الحديثة وتدريب وتأهيل العمالة المحلية على أساليب الإدارة والإنتاج الحديثة.

العيوب التي تعاني منها الشركة المملوكة كليًا للشركات الدولية في البلد المستضيف:

  • تحتاج المشروعات في الغالب الاستثمار الخارجي المباشر إلى رساميل كبيرة، قد تطول فترة الاسترداد؛ بسبب أن الدراسات وبناء وتشغيل المشروع والإقلاع به تحتاج إلى مدة زمنية طويلة، وربما تكون معدلات العائد الاستثماري قليلة في البادية، وقد تنجح الشركة لتقليل الأسعار في السوق المستضيف لأجل تحقيق قدر أكبر من المنافسة السعرية مقارنةً مع أسعار الشركات الأخرى المشابهة لها في نفس السوق، وفي حال فشل المشروع فإن عملية الانسحاب من سوق البلد المستضيف سيكون مكلف ومؤلم للغاية.
  • الشركة الدولية تقوم بتوظيف استثمارات أجنبية كبيرة، وتقوم باستخدام تقنيات متقدم وتقوم على جذب مهارات فنية وإدارية عالية المستوى، فإن درجة المخاطرة التي تتعرض لها الشركة تصبح كبيرة إذا ما قيست بالطرق الأخرى للأسواقث الدولية، وهذا يتطلب على الشركة الولية أن تقوم وبشكل مسبق بإجراء دراسات ميدانية دقيقة، حول كل المسائل التي ترتبط بالإنتاج والتمويل والتسويق والظروف الاقتصادية والقانونية المنتشرة في الدولة المضيفة، باعتمادها على قاعدة معلومات وبيانات صحيحة تمكنها في النهاية من اتخاذ القرارات الصحيحة المبنية على دراسات سليمة، ومن ثُمَّ تضع خطة اساراتيجية طويلة الأمد تُقسم إلى مراحل يتم تنفيذها في إطار الوضوح والشفافية.

كيف تستطيع شركة الأعمال الدولية من أن تملك مشاريع استشمارية في البلد المستضيف:

  1. قيام الشركة الدولية بتكوين شركة جديدة بالكامل في البلد المضيف، معتمدًا إلى دراستها الخاصة بالجدوى الاقتصادية والجدوى الفنية والتسويقية من جهة، وإلى تصاميمها الفنية والهندسية وخطوطها الإنتاجية المتطورة وإلى مهارات إدارييها وفنييها من جهة أخرى. وإن هذا الشكل من الاستثمار يساعد الشركة على اتباع ذات الأسايب والطرق التي تستخدم في الدولة الأم، مع القيام بإضافة بعض التعديلات أو التغييرات التي تلاءم البيئة المحلية للدولة المستضيفة، خصوصًا لجهة دراسة الأوضاع الاقتصادية فيه، والقيام بتقديم تشكيلة من السلع والخدمات التي تلاءم إماكنيات السوق الجديدة وأذواق المستهلكين فيها.
  2. شراء شركة محلية قائمة يتجهيز وتقنياتها وخطوطها الإنتاجية واستخدام العمالة الموجودة فيها، إذا كانت الانظمة السائدة في الدولة المستضيفة تسمح لهذا النوع من التملك.
    ولهذه الطريقة مجموعة مزايا مثل:
    • قصر فترة نقل الملكية والمباشرة بشكل سريع بالإنتاج وفق الظروف الجديدة.
    • الاستفادة من تلجهز الإداري والفني المحلي العامل في الشركة، ومن خبراته في الأسواق المحلية والبيئة الداخلية وعلاقتها مع الأجهزة الحكومية والعملاء والوكلاء وغير ذلك؛ ممّا يبسط مهمة الإدارة الجديدة.
      وفي بعض الأحيان لا تجد الشركة الدولية شركة محلية تعتمد الأساليب الإدارية والإنتاجية المتقدمة، والتي تعتمد على تقنيات حديثة ومعاصرة ذات قدرات إنتاجية عالية، وهذا بدوره يتطلب من الشركة الدولية إعادة دراسة أساليب تقنيات الإدارة والإنتاج؛ للتكيف مع طبيعة التطور الذي يحصل عالميًا في هذا المجال، وقد يحتاج هذا لتكاليف مرتفعة وزمن إضافي بهدف التشغيل النهائي.

المصدر: إدارة الأعمال الدولية،د. علي إبراهيم الخضر، 2007 إدارة الأعمال الدولية ، علي عباس، 2009إدارة الأعمال الدولية والعالمية، فريد النجار، الدار الجامعية للطباعة والنشرإدارة الأعمال الدولية، أ.د زكريا الدويري، د.أحمد علي صالح، 2020الإدارة الدولية للشركات ،الدكتور محمد سرور الحريري، 2016


شارك المقالة: