تقدير الدخل الإجمالي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الدخل الإجمالي:

يشير إجمالي الدخل إلى إجمالي الدخل الذي يتلقاه دافع الضرائب في فترة معينة والذي ليس له طابع رأس المال، وهذا يعني أن إجمالي الدخل يشمل جميع المبالغ التي أنفقت على الحصول عليه (الدخل)، بالإضافة إلى زيادة دين المكلف إلى صافي الربح خلال الفترة بالنسبة للدخل الآخر، ويُعدّ إجمالي الدخل من بين أهم الأسئلة التي تنشأ عند تحديد إجمالي الأرباح المتحققة في الدولة. مسألة تحديد الأرباح في النشاط التجاري بين المركز الرئيسي وفروعه في الخارج ومسألة تقسيم الأرباح وتحديد ما هو خاضع للضريبة في الأعمال التجارية.

تقسيم الدخل الإجمالي الموزع في أقاليم متعددة:

أولاً: استقلال أرباح المركز عن أرباح فروعه الخارجية:

إذا حدثت معاملة تجارية بين المركز الرئيسي للمشروع وأحد الفروع في دولة أخرى أو أي منشأة أخرى تابعة للمشروع في الخارج، فيجب تقدير أرباح كل مركز رئيسي وفرع أو أي مؤسسة مرتبطة به كما لو كانت كانت مشروعًا مستقلاً عن الأعمال الأخرى التي تمارس في ظل ظروف السوق المعتادة، مع مراعاة الظروف التي تمت فيها الصفقة تسمى القاعدة قاعدة استقلالية المنفعة هذه القاعدة لها النتيجتان التاليتان:

1- إذا حدث تبادل تجاري بين المركز الرئيسي وأحد الفروع أو المصانع التابعة له في الخارج بأسعار أقل من أسعار السوق العادية، فيجوز لمصلحة الضرائب تعديل هذا السعر عند حدوث معاملات في السوق، إذا كانت هذه المعاملات بين أشخاص مستقلون.

2- يعتبر إرسال البضائع فقط من المكتب الرئيسي إلى الفرع أو التأسيس في الخارج أو العكس عملية تجارية مربحة من النقطة الضريبية للطرف الذي أرسل البضاعة، كما أنه يعتبر عملية شراء للطرف من يتم إرسال البضائع حتى لو لم يتم بيع البضائع للآخرين (لطرف ثالث)؛ لأن المكتب الرئيسي يعتبر وحدة مستقلة عن فروعه الأجنبية في الإيرادات التي يولدها كل منهم من أجل الربح.

تطبيقات قاعدة الاستقلال يجادل البعض لا يستند الحكم إلى استقلالية الشخصية الاعتبارية للمكتب الرئيسي للفرع؛ لأن الفروع ليس لها شخصية اعتبارية تختلف عن المكتب الرئيسي، لكنها تابعة له ويكون تبادل السلع بين مركز المشروع وفروعه ليست عملية تجارية مربحة.

وفيما يتعلق بالأساس القانوني لاستقلال أرباح مركز فروعه واعتبار عمليات التبادل بينها عمليات تجارية تدر ربحًا، فهي تقوم على ضرورة تقييم الأرباح بطريقة تمنع التهرب الضريبي نتيجة لذلك من إنشاء علاقة بين المركز والفروع الخارجية تنشأ مثل هذه الضرورة في عمليات التبادل التجاري بين المركز والفروع الخارجية؛ لأنه من المستحيل حصر البضائع المتبقية في الفروع، رغم أنه لا يمكن القول بوجود مثل هذه الضرورة حول التبادلات بين المركز والفروع المحلية يمكن حصر البضائع المتبقية في المشروع على التفتيش والجرد والمعاينة.

ثانياً: قاعدة استقلال الأرباح:

ينص قانون ضريبة الدخل على أنه إذا أجرى شخص غير مقيم نشاطًا تجاريًا مع مقيم وتمت إحالته إلى مصلحة الضرائب بسبب العلاقة الخاصة بين المقيمين وغير المقيمين والسيطرة المهمة فيما بينهم، بحيث لا يحقق المقيم ربحًا أو تكون الأرباح أقل ما يمكن تحقيقه؛ لذلك تقدر الضريبة على الأرباح الفعلية لغير المقيم، حتى لو كان وكيلًا وهو غير قادر على القيام بأعمال غير مقيم.

فهذا النص عام وينطبق على كل موقف يستخدم فيه غير المقيم التهرب الضريبي من خلال استغلال العلاقة الخاصة أو السيطرة مع الطرف الآخر في العملية التجارية، ومن الواضح أن هذا ينطبق أيضًا على العلاقة بين المكتب الرئيسي والفروع أو المؤسسات في الخارج، فقد يحدث أن يتفق المكتب الرئيسي (الشركة الأم) والفرع (الشركة التابعة) على شروط في علاقاتهما المالية أو التجارية تنتهك الشروط التي يمكن وضعها بين مشروعين مستقلين لتحويل الأرباح إلى الخارج، وهناك العديد من أشكال تحويل الأرباح في الخارج منها:

  • بيع منتجات المشروع المقيم لآخر بأسعار تقل عن السعر العالمي أو أسعار البيع للعملاء الآخرين أو أسعار البيع القياسية.
  • منح المشروع المقيم قروضاً بدون فوائد للمشروع غير المقيم.
  • التكاليف التي تتجاوز المعتاد التي يتكبدها المشروع المقيم للمشروع الآخر.
  • بشكل عام أي معاملة تضمن تحويل الأرباح إلى مشروع غير مقيم.

كيف يتم تقسيم الدخل الإجمالي الموزع في أقاليم متعددة؟

تبنى المجلس التشريعي معيار النشاط الإقليمي المقدم كأساس لتحديد مكان التجارة، حيث أن لجنتي الاستئناف ولجنة الاستئناف تعتقدان أن التجارة كانت تمارس في المنطقة الذي يتبع له القانون، إذا تم ممارسة جزء كبير من النشاط المدر للدخل.

وبناءً على ما سبق فإن المبدأ هو أنه لا توجد مشكلة فيما يتعلق بتوزيع إجمالي الدخل مقسومًا على أكثر من منطقة في القانون الذي يتبع له القانون، ولكن قد تنشأ هذه المشكلة في حال تضمنت العملية التجارية المتعلقة بأكثر من دولة أكثر من نوع واحد من النشاط التجاري، مثل بيع الشركات المصنعة في بلد غير البلد الذي يوجد فيه الكائن.

كما لو أن شركة أجنبية أنتجت بضائع خارج الدولة ثم باعتها بموجب عقد مبرم في الدولة أو من خلال فرعها هناك، وفي هذه الحالة يجب أن نميّز بين إيرادات الصناعة التي تعتبر في الخارج والعائدات من المبيعات التي تعتبر قابلة للتحقيق في الدولة  وتحديد كل حصة من إجمالي الأرباح.

وتناول المشرع للضرائب هذه المسألة عندما قرر، إذا تبين للسلطة المالية أن مبلغ الأرباح هو الأرباح والأرباح الحقيقية العائدة لشخص غير مقيم وخاضع للضريبة باسم مقيم لا يمكن التحقق منها بسهولة بأي شكل من الأشكال، وبالتالي فإن السلطة المالية تقدر الضريبة على المقيم غير المقيم وتجعلها خاضعة له بنسبة عادلة ومعقولة، حسب ما ورد في نص هذه المادة، مجموع الأرباح التي حصل عليها غير المقيم نتيجة إنتاج سلع في الخارج وبيعها في الدولة على أساس مقارنة النسبة المئوية للربح المتحصل عليه نتيجة بيع سلع مماثلة في الدولة، وبواسطة قياسا على ما ورد فيه.

وبالإضافة إلى ذلك يمكن تحديد النسبة المئوية للربح المستلم بشأن إنتاج البضائع في الدولة وبيعها في الخارج مقارنة بمعدل الأرباح المماثلة التي يمكن أن تحصل عليها الصناعات المماثلة إذا تم بيعها في مكان الإنتاج في الدولة، وهذا لا يمنع من تحديد الدخل المتراكم على أساس حسابات مستقلة إن وجدت، يسري ما سبق في الحالات التي يصعب أو يصعب فيها تحديد الأرباح الحقيقية في الدولة.

المصدر: د. رفعت المحجوب- المالية العامة- القاهرة- منشورات مكتبة النهضة العربية- مطبعة جامعة القاهرة والكتاب الجامعي- 1981- ص254.عبد الباسط علي جاسم الجحيشي- الاعفاءات من ضريبة الدخل- رسالة ماجستير مقدمة الى مجلس كلية القانون- جامعة الموصل- 2001- ص23.د. محمد مرسي فهمي- الضريبة على الارباح الصناعية والتجارية- مصدر سابق- ص22.- د. زكريا محمد بيومي- ضريبة الدخل في التشريع السوداني- مصدر سابق- ص256-257. توفيق الهرش- اقليمية الضريبة على الدخل التجاري- مرجع سابق- ص122.


شارك المقالة: