نظرية دورة حياة السلعة دولياً في التجارة الدولية

اقرأ في هذا المقال


يوجد عدة أشكال تقوم من خلالها الشركات العالمية بتحديد الاستراتجيات لدخول السوق العالمي، مثل أن تقوم الشركة بإنتاج السلع لتلبي الحاجات المحلية وتعمل على التخطيط بالتوازي، لتنقل منتجاتها للسوق الإقليمي والدولي.

نظرية دورة حياة السلع دوليًا:

قد تقوم بعض الشركات بتخصيص كل الإنتاج الذي تقوم به للسوق الدولي، وتسعى البعض منها لتخصص خطوط إنتاج للسلع المحلية ومنها لهدف التصدير، مهما كانت الطريقة التي تقوم الشركة باتباعها للوصول للأسواق الدولية فإن السلعة سوف تمر بمجموعة مراحل تبدأ من تقديم المنتج وعرضه للمرة الأولى في السوق الدولية، وتمر بمرحلتين النمو والنضج انتهاءً بحالتي التراجع والانحدار، وقد تصبح بعض الدول لاحقًا مستوردة لذات السلع التي قامت بتصديرها في السابق للكثير من الدول.
وفيما يلي دورة حياة السلع في السوق الدولي:

  1. مرحلة التقديم: تقوم الشركات الدولية دائمًا بتقديم منتجاتها التي تثبت فاعليتها في السوق المحلي، بعد القيام بالدراسات والبحوث التسويقية المكثفة والمركزة في الأسواق الهدفية؛ لمعرفة طبيعىة العهمل ونمط السلوك الاستهلاكي والأذواق لكل المجتمع والقدرة الشرائية وظرف المنافسة المنتشرة وغيرها.
    بعد أن يتوضح للشركة قدرة التصرف بمنتجاتها في السوق المستهدف للمرة الأولى، تقوم بتحديد نسبة التغطية السوقية والبدء بالتوزيع للمنتجات، عن طريق الشبكة الخاصة أو أن تعتمد على الوكلاء في السوق الخارجي، وبعد أن يتعرف الجمهور المستهلك على السلعة ويتحققوا من الجودة والصلاحية للاستخدام وملائمة السعر، فإن الطلب يبدأ بالتحرك عليها لجهة الارتفاع.
    وفي هذه المرحلة من المهم الاهتمام بمسألة التغذية الراجعة؛ لمعرفة رأي المستهلكين حول السلعة التي تمَّ تصديرها وما هي الخصائص والصفات التي يرغبون في توفرها فيها، وما هي الخدمات التي يمكن أن تقدمها الشركة لهؤلاء المستهلكين.
    وقد تعتمد بعض الشركات في مرحلة تقديم السلعة إلى تصدير كميات محدودة نسبيًا بشكل تجريبي؛ لمعرفة درجة تقبل المستهلك في السوق الخارجي لهذه السلعة وتستطلع رأيهم الأولي حولهم، وفي العادة تقوم الشركة المصدرة ببذل مجهودات كبيرة وتخصيص اعتمادات عالية لأهداف الإعلان والترويج، بالإضافة إلى القبول بربح محدود في البداية لكي تثبت أقدامها في السوق.
  2. مرحلة النمو: مع زيادة أرقام المبيعات في السوق الدولي قد يظهر منافسون الذين يحاولون دخول نفس السوق بسلع بديلة أو شبيهة، لذلك يجب على الشركة الدولة في هذه المرحلة أن تُكثّف جهودها لرفع الطلب الذي يحتاج لتوسيع الطاقات الإنتاجية القائمة، أو إحداث وحدات إنتاجية إضافية في السوق الهدفية؛ للابتعاد عن رفع تكاليف النقل والتأمين والرسوم الجمركية وغير ذلك.
    كما أن الشركة في هذه المرحلة تستشعر الحاجة لتخصص اعتمادات إضافية لأغراض البحث والتطوير؛ لتقدّم تقنيات حديثة ومنتجات تم تحسينها تفوق قدراتها التنافسية السلع البديلة المعروضة من قبل المنافسين، كما وتسعى الشركة في هذه المرحلة إلى اكتشاف أسواق جديدة لتصرف منتجاتها فيها، لكن ذلك يتوافق مع ظهور سلع محلية في السوق الهدفية قد تُحد من النمو اللاحق لتحديث المبيعات للشركة المصدّرة في هذه السوق.
  3. مرحلة النضج: في هذه المرحلة يبدأ الطلب الدولي على منتجات الشركة المصدرة بالتشبع في بعض الأسواق الهدفية وربما يصل إلى بعض الأسواق الأخرى وخاصة في الدول النامية، لكن الشركة التي قامت بالتصدير الأولى تبدأ في هذه المرحلة بفقد مزايا الإنتاج لها والتسويق النسبية، حيث يبدأ بالتفكير فعلاً في نقل بعض خطوطها الإنتاجية أو كامل مصانعها إلى بعض الدول النامية، التي ترحب باستخدام تقنيات جديدة ومهارات إدارية إضافية ورساميل أجنبية تساعد في تلبية الاحتياجات من السلع الاستهلاكية أو الإنتاجية فيها، وتعمل على تشغيل العمالة المحلية حيث تكاليفها منخفضة نسبيًا بالقياس مع كلفة العمالة في البلد الرئيس.
  4. مرحلة التراجع والانحدار: بعد أن يتم ملء السوق المستهدف بالمنتجات المصدرة أو المحلية؛ بسبب ظهور المنافسين الدوليين والمحليين الجدد يبدأ الطلب على السلعة بالتراجع، إذا لم تستطيع الشركة المصنعة والمصدرة بإدخال التطورات الملحوظة على طبيعة واستخدامات السلعة، وتطوير أساليب ترويجها وتوزيعها وتقديم بعض الخدمات الإضافية لمرحلة ما بعد البيع للمستهلكين؛ ممّا يؤدي في نهاية المطاف إلى إطالة فترة النضج وتقليل نسبة التراجع للمبيعات في السوق الخارجي، وقد تصبح الشركات المحلية المنافسة في هذه المرحلة لديها القدرة على إنتاج نفس السلع للشركة المصدرة، وبنوعية وأسعار تنافسية تمكنها من تصدير نفس المنتج إلى بلد المصدر الأول.

المصدر: الإدارة الدولية للشركات ،الدكتور محمد سرور الحريري، 2016 إدارة الأعمال الدولية، أ.د زكريا الدويري، د.أحمد علي صالح، 2020إدارة الأعمال الدولية والعالمية، فريد النجار، الدار الجامعية للطباعة والنشرإدارة الأعمال الدولية ، علي عباس، 2009إدارة الأعمال الدولية،د. علي إبراهيم الخضر، 2007


شارك المقالة: