ما هي أسباب وأعراض سوء التغذية الشائعة؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو سوء التغذية؟

سوء التغذية يحدث نتيجة نقص في الغذاء، أو تناول الأشخاص الكثير من خيارات الطعام السيئة غير الصحيّة التي تكون خالية من المواد الغذائية المهمة والتي تساعد الجسم على القيام بأهم واجباته وتحافظ على توازنه ووظائفه، ولكن في هذا المقال سنركّز على نقص التغذية عندما يفتقر الشخص إلى العناصر الغذائية؛ لأنّهُ لا يستهلك ما يكفي من الطعام.


سوء التغذية قد يؤدي إلى نقص الفيتامينات والمعادن والمواد الأساسية الأخرى، والقليل من البروتين ويمكن أن يؤدي إلى مرض كواشيوركور(kwashiorkor)، وتشمل أعراضه البطن المنتفخ، ونقص فيتامين (ج) أيضاً يمكن أن يؤدي إلى مرض يسمّى الاسقربوط(scurvy).

وفقًا لمنظمة الصّحة العالمية (WHO)، يعاني 462 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من سوء التغذية، ويؤثّر توقّف النموّ الذي يكون بسبب سوء التغذية على 159 مليون طفل على مستوى العالم.

يمكن أن يؤدي سوء التغذية أثناء الطفولة ليس فقط إلى مشاكل صحيّة طويلة الأمد ولكن أيضًا إلى تحدّيات تعليمية وفرص عمل محدودة في المستقبل، فالأطفال المصابون بسوء التغذية غالباً ما يكونون أصغر حجماً عندما يكبرون.

كما يمكن أنّ سوء التغذية يؤدّي إلى إبطاء الشفاء من الجروح والأمراض، ويمكن أن يزيد فرصة الإصابة بالأمراض مثل الحصبة والالتهاب الرئوي والملاريا والإسهال، و يمكن أن يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

من المهم والمؤلم معرفة أن 45% من نسبة وفيات الأطفال دون سنِّ الخامسة كان بسبب سوء التغذية، تبعاً لاحصائيات منظمة الصحّة العالمية، لذلك فإنَّ سوء التغذية هو أخطر تهديد للصحّة، بالنسبة للأطفال خاصةً.

وقد يتعرض كبار السن لخطر التغذية بشكل كبير إذا كانوا معزولين ولديهم مشاكل في الحركة.

ما هي أعراض نقص التغذية

تشمل علامات وأعراض نقص التغذية ما يلي:

  • الكآبة.
  • التعب.
  • الشعور دائماً بالبرد.
  • مشاكل في الخصوبة.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • الحاجة إلى وقت أطول لشفاء الجروح.
  • قلة الشهية أو الاهتمام بالطعام أو الشراب.
  • فقدان الدهون، فقدان الكتلة العضلية، وأنسجة الجسم.
  • ارتفاع خطر حدوث مضاعفات بعد الجراحة.
  • ارتفاع خطر الإصابة بالمرض وأخذ وقت أطول للشفاء.

في الحالات الأكثر شدَّة تكون الأعراض:

  • يصبح التنفس أكثر صعوبة.
  • يصبح الشعر جافًا ومتناثرًا، ويتساقط بسهولة.
  • قد يصبح الجلد رقيقًا وجافًا وغير مرن، شاحبًا وباردًا.
  • تظهر الخدين جوفاء والعينين غارقة، حيث تختفي الدهون من الوجه.

في النهاية، قد يكون هناك فشل في التنفس وفشل القلب، وقد يصبح الشخص غير مستجيب لشيء، ويمكن أن يكون الجوع الكلي قاتلاً في غضون 8 إلى 12 أسبوعًا.

قد يظهر الأطفال نقصًا في النموِّ، وقد يكونون متعبين وسريعين الغضب، وقد يكون التطوّر السلوكي والفكري بطيئًا أيضاً، ممّا يؤدّي إلى صعوبات في التَّعلّم.

حتى مع العلاج يمكن أن يكون هناك آثار طويلة الأمد على الوظائف العقلية، وقد تحدث مشاكل في الجهاز الهضمي. في بعض الحالات، ومن الممكن أن تستمر هذه مدى الحياة.

إنّ البالغين الذين يعانون من سوء حادّ في التغذية الذي بدأ معهم خلال مرحلة البلوغ عادة ما يتعافون بشكل كامل مع العلاج.

أسباب شائعة لسوء التغذية وكيفية تجنبها

يمكن أن ينتج سوء التغذية عن الظروف البيئية والطبية المختلفة منها:

1-انخفاض تناول الطعام

قد يحدث هذا بسبب أعراض مرض معين، على سبيل المثال عسر البلع، عندما يكون من الصعب البلع، وأطقم الأسنان السيئة قد تسهم في انخفاض تناول الطعام.

2- مشاكل الصحة العقلية

يمكن أن تؤدّي حالات مثل الاكتئاب والخرف والانفصام وفقدان الشهيّة العصبي والشره المرضي إلى سوء التغذية.

3-المشاكل الاجتماعية والتنقل

بعض الناس لا يمكنهم مغادرة المنزل لشراء الطعام، ويجدون صعوبة جسدية في الحركة وإعداد وجبات الطعام، أولئك الذين يعيشون وحدهم أكثر عرضة للخطر، وبعض الناس لا يملكون ما يكفي من المال للإنفاق على الطعام، والبعض الآخر ليس لديهم مهارات طهي أو لديهم مهارات طهي محدودة.

4-اضطرابات الجهاز الهضمي والمعدة

إذا كان الجسم لا يمتصَّ العناصر الغذائية بكفاءة، فإنَّ اتّباع نظام غذائي صحّي قد لا يمنع سوء التغذية، وإنّ الأشخاص المصابين بمرض كرون أو التهاب القولون التقرحي قد يحتاجوا إلى إزالة جزء من الأمعاء الدقيقة؛ لتمكينهم من امتصاص العناصر الغذائية.

5-قلة الرضاعة الطبيعية

عدم الرضاعة الطبيعية، خاصّة في العالم النامي قد تؤدي إلى سوء التغذية عند الرضع والأطفال.

6-إدمان الكحول

يمكن أن يؤدي إدمان الكحول إلى التهاب في المعدة أو تلف في البنكرياس، هذا ويمكن أن يجعل من الصَّعب هضم الطعام، وامتصاص بعض الفيتامينات، وإنتاج الهرمونات التي تنظّم عمليات التمثيل الغذائي.

ويحتوي الكحول على سعرات حرارية، لذلك ممكن أن لا يشعر الشخص بالجوع، فلا يأكلون ما يكفي من الطعام المُناسب لتزويد أجسامهم بالعناصر الغذائية الأساسية.

عوامل خطر الاصابة بسوء التغذية

في بعض أنحاء العالم، يمكن لسوء التغذية على نطاق واسع وطويل الأجل أن ينجم عن نقص الغذاء، في الدول الأكثر ثراءً، الأشخاص الأكثر عرضة لسوء التغذية هم:

  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل المزمنة، مثل الشره المرضي أو فقدان الشهيّة العصبي.
  • كبار السّنِّ، وخاصة أولئك الذين يدخلون المستشفى أو في رعاية مؤسَّسية طويلة الأمد.
  • الأشخاص الذين يتعافون من مرض خطير أو حالة خطيرة.
  • أولئك الذين لديهم صعوبة في امتصاص المواد الغذائية.
  • الأفراد ذوو الدخول المنخفضة.
  • الأفراد المنعزلونَ اجتماعياً.

كيف يتم تشخيص مرض سوء التغذية

التشخيص والعلاج الفوري يمكن أن يمنع تطوّر ومضاعفات سوء التغذية، وهناك عدَّة طرق لتحديد البالغين المصابين بسوء التغذية أو المعرضين لخطر سوء التغذية، فعلى سبيل المثال، أداة فحص سوء التغذية العالميMUST (malnutrition universal screening tool)، يجب أن يكون مُصمّمًا لتحديد البالغين، وخاصّة كبار السن، الذين يعانون من سوء التغذية أو ارتفاع خطر سوء التغذية.

إنها خطة من 5 خطوات يمكن أن تساعد مقدمي الرعاية الصحية في تشخيص هذه الحالات وعلاجها، فيما يلي الخطوات:

الخطوة 1: قياس الطول والوزن، وحساب مؤشّر كتلة الجسم (BMI)، وتقديم درجته.
الخطوة 2: لاحظ النسبة المئوية لفقدان الوزن غير المُخطَّط وتقييم درجته، على سبيل المثال فإنَّ الخسارة غير المُخطط لها من 5 إلى 10 في المائة من الوزن تعطي درجة واحدة، لكن الخسارة بنسبة 10 في المائة ستحقق درجتين.
الخطوة 3: تحديد حالة الصّحّة العقلية أو الجسدية والنتيجة، على سبيل المثال، إذا كان الشخص يعاني من مرض حادّ ولم يتناول أيَّ طعام لأكثر من 5 أيام، فستكون النتيجة 3درجات.
الخطوة 4: إضافة الدرجات من الخطوات 1 و 2 و 3 للحصول على درجة المخاطر الإجماليّة.
الخطوة 5: استخدم الإرشادات المحليّة لتطوير خطة الرعاية.

إذا كان الشخص معرضًا لخطر سوء التغذية بشكل منخفض، فستكون درجته الإجمالية هي 0، تشير الدرجة 1 إلى وجود خطر متوسط و 2 أو أكثر، وتشير إلى وجود خطورة عالية.
يجب أن تستخدم فقط لتحديد سوء التغذية أو خطر سوء التغذية لدى البالغين، ولكن لن تحدّد اختلالات التغذية أو العجز.

كيف يتم علاج سوء التغذية

بعد فحص MUST، قد يحدث ما يلي:
1- منخفضة المخاطر: تشمل التوصيات الفحص المُستمرّ في المستشفى والمنزل.

2- خطر متوسط: قد يخضع الشخص للمُراقبة، وسيتمّ توثيق مدخوله الغذائي لمدّة 3 أيام، وسيحصلون على فحص مُستمر.

3- درجة عالية من الخطورة: سيحتاج الشخص إلى علاج من أخصائي التغذية وربَّما من أخصائيين آخرين، وسيخضعون لرعاية مُستمرَّة.
لجميع فئات المخاطر، ينبغي تقديم المساعدة والمشورة بشأن خيارات الغذاء والعادات الغذائية.

يعتمد نوع العلاج على شدَّة سوء التغذية ووجود أي ظروف أو مضاعفات كامنة، وسيقوم مقدّم الرعاية الصحيّة بإعداد خطة الرعاية المُستهدفة، مع أهداف محدّدة للعلاج، وسيكون هناك عادة برنامج تغذية مع نظام غذائي مُخطط له خصيصاً، وربّما بعض المُكمّلات الغذائيّة الإضافيّة.

قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الحادّ أو مشاكل الامتصاص إلى دعم غذائي اصطناعي، إما عن طريق أنبوب أو عن طريق الوريد، وسيتم مراقبة المريض عن كثب للتقدم، وسيتم مراجعة علاجه بانتظام لضمان تلبية احتياجاتهم الغذائية.

نصائح لتحسين التغذية والوقاية من سوء التغذية

سيناقش أخصائي التغذية خيارات المريض الصحيّة وأنماطه الغذائية؛ لتشجيعهم على تناول نظام غذائي صحّي ومغذّي مع الكمية المناسبة من السعرات الحرارية، أولئك الذين يعانون من سوء التغذية قد يحتاجون إلى سعرات حرارية إضافية عندما نبدأ معهم بالعلاج.


1- تنويع النظام الغذائي

حاول تضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة في وجباتك اليومية، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية. هذا يضمن تلبية جميع احتياجات الجسم من العناصر الغذائية الأساسية.

2- شرب كميات كافية من الماء

يلعب الماء دورًا هامًا في عمليات الهضم وامتصاص العناصر الغذائية. تأكد من شرب كميات كافية من الماء يوميًا للحفاظ على توازن جيد في الجسم.

3- تجنب الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة

قلل من تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر المضاف والدهون المشبعة، واستبدلها بخيارات صحية مثل الفواكه والمكسرات والزيوت الصحية.

4- تناول وجبات صغيرة ومتكررة

قسّم وجباتك إلى وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلاً من تناول وجبات كبيرة. هذا يساعد في تحسين عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.

5- ممارسة الرياضة بانتظام

النشاط البدني المنتظم يساهم في تعزيز صحة القلب وتحسين الهضم. كما يساعد في تحسين الشهية وتقوية العضلات.

6- التحكم في حجم الوجبات

يفضل تجنب تناول وجبات ضخمة في وجبة واحدة. يمكن تحقيق هذا عبر استخدام أطباق صغيرة الحجم والتركيز على تناول كميات مناس

7- مراقبة النتائج

يمكن أن تساعد المراقبة المنتظمة في ضمان تناول السعرات الحرارية والمواد الغذائية المناسبة والكافية، قد يتم تعديل هذا حسب تغيُّر متطلبات المريض، وسيبدأ المرضى الذين يتلقّون الدعم الغذائي الصناعي في تناول الطعام بشكل طبيعي في أسرع وقت ممكن.

8- الوقاية: لمنع سوء التغذية، يحتاج الناس إلى استهلاك مجموعة من العناصر الغذائية من مجموعات متنوعة من أنواع الطعام، لذلك يجب أن يكون هناك كميّة متوازنة من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والفيتامينات والمعادن، وكذلك الكثير من السوائل، وخصوصاً الماء.

ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي، مرض كرون، أمراض الاضطرابات الهضمية، إدمان الكحول، وغيرها من القضايا الصحيّة سوف يتلقون علاج خاص مناسب لحالتهم.


شارك المقالة: