فيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة الغذائية القوية التي حظيت باهتمام كبير في الأدبيات المتعلقة بدورها المحتمل في صحة القلب. وعلى الرغم من أن نقص فيتامين سي الكلاسيكي، المميز بالإسقربوط، نادر الحدوث في معظم أنحاء العالم، فقد أظهرت بعض الأبحاث مخاطر متغيرة لأمراض القلب اعتمادًا على تركيز فيتامين سي في البلازما، حتى ضمن النطاق الطبيعي.
تأثير فيتامين سي على القلب لمرضى السكر:
قد تضر النساء الأكبر سنًا المصابات بداء السكري اللائي يتناولن جرعات عالية من فيتامين سي من أجل قلوبهن أكثر من نفعهن. ووجدت الدراسة، التي تابعت ما يقرب من 2000 امرأة بعد سن اليأس مصابات بداء السكري لمدة 15 عامًا، أن أولئك الذين تناولوا جرعات كبيرة من مكملات فيتامين سي (300 ملليجرام أو أكثر) كانوا أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية بمقدار الضعف تقريبًا مقارنة مع النساء اللواتي لم يتناولن مكملات سي.
ووجد الباحثون دليلاً إحصائيًا على أن جرعات مكملات أقل (تصل إلى 99 ملغ يوميًا) حدت من خطر الموت القلبي الوعائي، ولم يكن تناول كميات كبيرة من فيتامين سي من الطعام مرتبطًا بخطر أكبر للوفاة من أسباب القلب والأوعية الدموية.
ووفقًا للباحثين، تشير نتائجهم إلى أن تناول المكملات الغذائية لتصحيح مستويات فيتامين سي المنخفضة في الدم التي يشيع ظهورها في مرض السكري ليس بالضرورة الخيار الصحيح. وعلى الرغم من أن البحث ركز على النساء الأكبر سنًا، إلا أن النتائج قد تنطبق على الرجال أيضًا.
وصرح الدكتور ديفيد آر جاكوبس جونيور، من جامعة مينيسوتا في مينيابوليس ، أن النتائج، إذا تم تأكيدها من خلال أبحاث أخرى، تشير إلى أن مرضى السكر يجب أن يكونوا أكثر حذراً من غيرهم بشأن تناول المكملات. والمدخول الغذائي الحالي الموصى به لفيتامين سي هو 90 ملغ يوميًا للرجال و 75 ملغ يوميًا للنساء.
ما هي الكمية الغير المناسبة من فيتامين سي لمرضى السكري؟
فيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة؛ ممّا يعني أنه يساعد على تحييد المواد التي قد تدمر الخلايا والمعروفة باسم الجذور الحرة للأكسجين، والتي تعتبر نتيجة ثانوية لعملية التمثيل الغذائي. وبينما من الواضح أن الفيتامين ضروري لصحة جيدة، فقد توصلت الدراسات إلى نتائج متضاربة حول ما إذا كانت المكملات تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وبالإضافة إلى ذلك، لاحظ جاكوبس وزملاؤه في التقرير أنه على الرغم من أن مرضى السكري غالبًا ما يظهرون مستويات غير طبيعية من فيتامين سي في دمائهم، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان استخدام المكملات لرفع تلك المستويات له فوائد صحية.
وبالنسبة لدراستهم، سجل الباحثون الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بين 1923 امرأة بعد سن اليأس مصابات بداء السكري في بداية الدراسة. وفي البداية، أكملت النساء استطلاعات حول العوامل التي تؤثر على مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النظام الغذائي ومستويات التمارين الرياضية وارتفاع ضغط الدم وعادات التدخين.
وعلى مدار الخمسة عشر عامًا التالية ، كانت النساء اللائي أبلغن عن تناول 300 مجم أو أكثر من فيتامين سي كل يوم أكثر عرضة للوفاة من مرض الشريان التاجي أو السكتة الدماغية بمقدار الضعفين أكثر من النساء اللائي لم يتناولن أقراص فيتامين سي.
ووفقًا لجاكوبس، تقدم الأبحاث المعملية السابقة بعض التفسيرات المحتملة للنتائج. وعلى سبيل المثال، تبين أن فيتامين سي، في أنبوب الاختبار، يضر ببروتينات الخلايا بنفس الطريقة التي يضر بها ارتفاع السكر في الدم خلايا جسم مرضى السكر.
وأوضح أنه عندما تتفاعل مضادات الأكسدة مع الجذور الحرة، فإنها تصبح مؤكسدة ويجب إزالتها من خلال مضادات الأكسدة الأخرى. وتكهن جاكوبس، ومن الممكن أن تحدث عملية التخلص من السموم هذه بشكل أبطأ لدى مرضى السكر (النساء والرجال على حد سواء) وأنه في ظل ظروف معينة، فإن جزيئات فيتامين سي المتغيرة قادرة على إلحاق الضرر بخلايا الجسم.
وقال جاكوبس إنه وزملاؤه يفضلون الحصول على فيتامين سي، إلى جانب المجموعة الكاملة من العناصر الغذائية، من الطعام بدلاً من المكملات. وفي حين أن مضادات الأكسدة الموجودة في الطعام قد تكون متوازنة من الناحية الكيميائية الحيوية، كما كتب الباحثون، فإن أي حبة فيتامين تفتقر إلى هذا التوازن.
وتكهنوا بأن تناول جرعات عالية من أحد مضادات الأكسدة قد يخل بتوازن الجسم بين مضادات الأكسدة والمواد المؤكسدة. وخلص الباحثون إلى أن تناول كميات كبيرة من فيتامين سي من المكملات الغذائية يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء المصابات بداء السكري النساء الأكبر سنًا.
