ما هي مجزرة سبايكر؟

اقرأ في هذا المقال


وقعت مذبحة معسكر سبايكر سنة 2014، عندما قتلت الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش ما لا يقل عن 1095 إلى 1700 أو أكثر من رجال الميليشيات غير السنية وطلاب الجيش العراقي، في هجوم على معسكر سبايكر في تكريت العراق. في وقت المجزرة، كان هناك ما بين 5000 و10000 طالب غير مسلح في المخيم، حيث اختار مقاتلو داعش الشيعة وغير المسلمين لإعدامهم؛ لذلك يعد ثاني أخطر عمل إرهابي في التاريخ.

لمحة عن مجزرة سبايكر:

قام تنظيم الدولة الإسلامية بتصوير أحداث هذه المجزرة، التي شارك فيها العديد من أبناء السنة وداعش في مدينة صلاح الدين، حيث نجا العديد من الجنود العراقيين في الهروب من المجزرة إلى منطقة العلم التي صمدت في وجهها ذلك الوقت، ولم يقعوا في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، حتى تاريخ 24 حزيران 2014، عندما استقبلتهم قبيلة الجبور في هذه المنطقة، التي يفصلها نهر دجلة عن تكريت، حيث وفرت لهم عجلات ومشابك للهروب من سيطرة التنظيم، وهرب بعضهم بطرق أخرى. لقد روى بعض الطلاب أحداث المجزرة، وبحسب أقوالهم وشهاداتهم تم تسليم الطلاب من قاعدة سبايكر، لأن بعض القادة العسكريين خدعوا الطلاب وجعلوهم يعتقدون أن الوضع آمن.
لقد أثرت المجزرة بصورة واسعة على أسر ضحايا سبايكر، حيث قاموا بالخروج في احتجاجات لمحاسبة الرؤساء الذين قاموا بتسليم ضحايا سبايكر لداعش، وفي أحد المظاهرات استطاعوا دخول البرلمان. بعد ذلك خرجت العديد من المظاهرات من قبل أهالي الضحايا، أدى بعضها إلى إغلاق جسر في بغداد عدة مرات؛ احتجاجاً على تأخر الحكومة، في الكشف عن مصير أبنائهم أو اتخاذ إجراءات سريعة.

اعتقال متهمي مجزرة سبايكر:

قام مسؤول عراقي أثناء مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة بالإعلان عن اعتقال بعض أفراد داعش الموجه لهم تهمة القيام بمجزرة سبايكر، حيث تم نقل أفراد داعش إلى مركز أمني للتحقيق معهم، ومعرفة الأطراف الذين كانوا معهم وقت مقتل الطلاب.

أحداث ما بعد مجزرة سبايكر:

قالت الحكومة العراقية أن 57 عضواً من حزب البعث العربي الاشتراكي شاركوا في المذبحة، على الرغم من أن الصور أظهرت أن كل المسلحين كانوا من داعش، إلا أن الحكومة صرحت دون أدنى شك وكل هؤلاء المجرمين من حزب البعث المحظور. وزير الدفاع سعدون الدليمي، ذكر أن المجزرة لم تكن طائفية بطبيعتها، على الرغم من أن المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية قاسم عطا، صرح بأن هناك ما يقرب من 11000 طالب وجندي، في عداد المفقودين من معسكر سبايكر، لقد ذكر أيضاً أن الآلاف تم إعدامهم في القرب من القصور الرئاسية، ومنطقة البوعجيل وسجن بادوش بسبب العنف الطائفي.
في 2 سبتمبر قام أكثر من 100 فرد من عائلات القتلى والمفقودين من الطلاب والجنود باقتحام البرلمان العراقي، حيث ضربوا ثلاثة من حراس الأمن، بعد يوم بدأت جلسة في البرلمان بحضور ممثلين عن الأهالي، وسعدون الدليمي ومسؤولين عسكريين آخرين لمناقشة المجزرة. وفي 16 سبتمبر اعتقلت الآسايش الكردية أربعة أشخاص، يشتبه في تورطهم في مجزرة جنوب كركوك. لقد قال مصدر أمني لم يذكر اسمه: “تم تنفيذ العملية بالاعتماد على معلومات استخبارية لاعتقالهم”.
في 18 سبتمبر صرحت وزارة حقوق الإنسان العراقية، أنه اعتباراً من 17 سبتمبر بلغ العدد الإجمالي للجنود والمتدربين المفقودين 1095، نافية الرقم الأكثر شعبية المتمثل في مقتل 1700 جندي. لقد أضافت الوزارة أنها اعتمدت في إحصائياتها على انتشار الاستمارات، على أسر المفقودين في بغداد والمحافظة الأخرى، ضمن سعيها لتوثيق الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي تجاه شعبنا. أمرتهم الحكومة العراقية بدفع 10 ملايين دينار عراقي ما يعادل 8600 دولار أمريكي، لأسر الطلاب العسكريين المفقودين.
بعد انتصار القوات العراقية على داعش في تكريت في أوائل أبريل 2015، لقد تم العثور على مقابر جماعية تحتوي على بعض الطلاب القتلى وبدأ استخراج الجثث المتحللة. لقد تم القبض على اثنين من الجناة المزعومين، في المذبحة في فورسا فنلندا في ديسمبر 2015. بعد ذلك تم التعرف على المشتبه بهم من مقاطع الفيديو لداعش، والتي تم فيها إعدام 11 رجلاً، لم تكشف الشرطة عما إذا كان كان الرجال، قد تقدموا بطلبات لجوء في فنلندا. في 13 ديسمبر سنة 2016، تم اتهام التوأمان البالغان من العمر 24 عاماً بالقتل، أيضاً ارتكاب جريمة حرب بزعم قتلهم لطلاب غير مسلحين، فضلاً عن الاعتداء المشدد بأهداف إرهابية.
في سنة 2016 أعدم 36 رجل شنقاً لدورهم في المجزرة، ثم في 6 سبتمبر سنة 2016، عثرت كتائب الإمام على ثلاث مقابر جماعية، تحتوي على رفات أكثر من 30 شخص قتلوا في المذبحة. ثم في أغسطس سنة 2017، تم الحكم على 27 شخص بالإعدام لتورطهم في المجزرة، حيث أطلق سراح 25 رجل آخرين لعدم كفاية الأدلة.

رواية أحد الناجين من مجزرة سبايكر:

الجندي الذي كان من بين جنود سبايكر نجا من الموت 3 مرات، قائلاً أنه موجود في مركز تدريب ذي قار، وتطوع لتأليف قيادة فرقة الاستطلاع الجديدة، إلى جانب 3 آلاف جندي آخر من جميع المحافظات. بعد ذلك مكثوا هناك نحو شهر وفي 7 حزيران انضموا إلى ذي قار، وفي اليوم التالي نقلت الوحدة جميع جنودها إلى قيادة الاستطلاع ضمن قطاع عمليات صلاح الدين وداخلها.
في العاشرة من يوم الحادي عشر من شهر حزيران، توجهت محافظات وحدته المكونة من 3 آلاف جندي إلى قاعدة عسكرية، بأمر من قائدها دون معرفة محافظتي الموصل وصلاح الدين، أصبحت المناطق المحيطة بها تحت سيطرة المسلحين؛ لانه لا يوجد راديو ولا تليفزيون ولا تليفونات جوا، ووصلت إلى الوحدة الوطنية التي لم تزودهم بسلاح، وطمأنتهم بعد بلوغهم خمسة عشر يوماً.
بالإضافة إلى ذلك يجب عليهم بعد ذلك، الانضمام إلى مقرهم السابق بالقرب من جبال حمرين، لكن يجب عليهم النزول بملابس مدنية وترك بطاقات هوياتهم. بعدها ركبوا سيارات اتفق سائقيها مع مسلحي داعش على تسليمهم لهم، فسلموهم إلى الدولة الإسلامية وعصبوا أعينهم وركبوهم، ووضعوهم في قصور رئاسية ووضعوهم في غرفة، كانت ضيقة بسبب كثرة العوائل وبعد حوالي ساعة طردوا العصابة، كما استجوبوا معهم وقتلوا الشيعي من الطائفة فبقوا حوالي 150 أسيراً قتلوا على يد المسلحين قبل الشريعة، يرأسها قاضي شرعي ومدعي عام ومحام، يقف خلفهم سمكة سيف فسألوا عن عشيرته وطائفته. في اليوم الخامس جاء أحد المسلحين، للتعبير عن مباركة زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، نيابة عن الأسرى السنة فقاموا بأخذهم وإنزالهم في وسط المدينة.

إعدام مرتكبي مجزرة سبايكر:

في صباح يوم الأحد 21 آب سنة 2016، تم إعدام ستة وثلاثين من متهمين مجزرة سبايكر، في سجن الناصرية بوجود وزير العدل حيدر الزاملي ويحيى الناصري محافظ ذي قار.

المصدر: الإعلام الإلكتروني وحقوق الإنسان، إبراهيم حمد عليانتراتيل على شاطىء البحر قصة العراق، سعد عبد القادر ماهرسوسيولوجيا العنف والإرهاب، إبراهيم الحيدريخلافة داعش، هيثم مناع


شارك المقالة: