معاهدة فرساي

اقرأ في هذا المقال


الحرب العالمية الأولى أو ما تُسمَّى بالحربِ العظمى، هذه الحرب التي اشتعلت نارُها الأولى من القارَّة العجوز أوروبا لتمتدّ نحو باقي العالم، حيث استمرَّت الحرب العالميّة الأولى منذ عام 1914 حتّى عام 1918، حيث بدأت عندما غزت الإمبراطوريّة النمساويّة صربيا بعد حادثة سراييفو، حيث أعلنت روسيا آنذاك الحرب على الإمبراطوريّة النمساوية وبدورها لقد أعلنت ألمانيا مساندتها لِلنمسا. ودخلت فرنسا وبريطانيا الحرب في صفّ روسيا ضد ألمانيا والنمسا. وانتهت هذه الحرب بانتصار روسيا وفرنسا وبريطانيا عام 1918، حيث تمَّ عقد مُؤتمر السَّلام في باريس عام 1919 للميلاد. وبعد ستة أشهر من مُؤتمر السّلام، لقد تمّّ توقيع معاهد فرساي التي أنهت الحَرب العالميّة الأولى.

معاهدة فرساي:

يطلق عليها مُعاهدة فرساي أو اتفاقيّة فرساي، هي المُعاهدة التي أسدلت الستار بصورةٍ رسميّة على وقائِع الحرب العالميّة الأولى. ولقد تمّ التوقيع على المُعاهدة بعد مفاوضاتٍ استمرت 6 أشهر عام 1919. أيضاً وقّع الحلفاء المنتصرون في الحرب العالميّة الأولى من جانب والجانب الآخر كان الجانب الألمانيّ المهزوم في الحرب في 28 يونيو من عام 1919. وتمّ تعديل المُعاهدة فيما بعد في 10 يناير من عام 1920 للميلاد، لتتضمّن الاعتراف الألماني بمسؤوليةِ الحرب حيث يترتب على ألمانيا تعويض الأَطراف المُتضرّرة مالياً. حيث سمّيت بمعاهدةِ فرساي؛ تيمناً بالمكان الذي تمّ فيه تَوقيع المعاهدة وهو قصر فرساي الفرنسيّ.
ونتجت الإتفاقية عن تأسيسِ عصبة الأمم، التي يرجع الهَدف إلى تأسيسها للحيلولةِ دون وقوع صراعٍ مسلّح بين الدّول، مثل الذي حدث في الحرب العالميّة الأولى ونزعِ الفتيل من الصراعات الدوليّة. كما أنه أخرجت الاتفاقية خسران ألمانيا بعض مُستعمراتها فضلاً عن الأراضي لصالحِ أطراف أخرى. ومن تلك الأراضي الألمانيّة مقاطعة (شاندونك) الصينيّة، التي آلت إلى اليابان عوضاً عن الصين؛ ممّا تسببت بالقلاقلِ في الصين وأيضاً تسيير المُظاهرات الاحتجاجيّة.

نبذة عن معاهدة فرساي:

مُعاهدة فرساي كانت إحدى أكثر الوثائق التي وقّعها ممثلوا ما يُسمّى بالدّول المتمدنة إجحافاً وظلماً. وقد أدى هذا الظُلم الذي وقع على الشّعب الألماني إلي قيامِ حربٍ عالميّة أخرى، حيث جعل قيام هذهِ الحرب أمراً لا يمكن المفر منه.
وهُنا يجب علينا أولاً أن نعي حقيقة الظّروف التي أحاطت بتوقيعِ الهدنة في 11 تشرين ثاني من عام 1918. فالقيادة الألمانيّة العليا لم تطلب هذه الهدنة؛ لأن قواتها كانت في خَطر وخوف من انهزامها، بل إن القوات الألمانيّة لم تكن قد لاقت أي هزيمة على أراضي المَعارك، لكن القيادة العُليا الألمانيّة لقد طلبت الهدنة؛ حتى تستطيع الوقوف في وجهِ قيام ثورة شيوعيّة في البلاد. ذلك أن روزا لوكسمبورغ وتنظيمها الذي يُسيطر عليه اليهود، حيث كانوا يخططون للقيامِ بنسخةٍ ثانية ممّا قَام به لينين في روسيا قبل عام.

المفاوضات التي دارت في معاهدة فرساي:

فيما يتعلق بالقيودِ العسكريّة على ألمانيا، فقد نصّت الاتفاقيّة أشد الضوابط والقيود على الآلة العسكريّة الألمانيّة حتى لايتمكن الألمان من إشعالِ حرب ثانية كالحرب العالميّة الأولى، فقد نصّت الاتفاقيّة على احتواء الجيش الألماني على 100000 جندي فقط، أيضاً الغاء نظام التجنيد الإلزاميّ الذي كان يعمل به في ألمانيا.
ولا تستطيع ألمانيا من إنشاءِ قوة جويّة والتقيّد بـ 15000 جنديّ للبحريّة، بالإضافةِ إلى حفنة من السفن الحربيّة بدون غواصات حربيّة. ولا يحق للجنودِ البقاء في الجَيش أكثر من 12 عاماً، أيضاً فيما يتعلّق بالضبّاط، فإن أقصى مدّة يستطيع الضباط البَقاء بها في الجيش هي فترة 25 عاماً، حتى يصبح الجيش الألمانيّ خالياً من الكفاءاتِ العسكريّة المُدرّبة.

البنود التي تضمنتها معاهدة فرساي :

من أهم البنود التي تضمنتها الاتفاقيّة:

  • لقد حملت ألمانيا بموجبِ هذه المُعاهدة مسؤوليّة اشتعالِ الحرب العالميّة الأولى، حيث فرض عليها دفع تعويضاتٍ ماليّة كبيرة جداً للدّول المُنتصرة في الحَرب.
  • مُنعت ألمانيا عن بناء أيّة تحصيناتٍ عسكريّة على ضفافِ نهر الراين، حيث اعتُبرت منطقة نهر الراين منطقة مَنزوعة السّلاح.
  • أُجبرَت ألمانيا بموجبِ معاهدة فرساي على تسريحِ الجيش الألمانيّ، أيضاً إعادة تجميعه على ألا يزيد الجيش الألمانيّ عن عشرةِ فرق عسكريّة فقط، أيضاً أن لا يزيد عدد هذه الفرق مجتمعة عن مئة ألف جندي.
  • مُنعت ألمانيا من استيراد أو تصدير أو صناعةِ الأسلحة، كما أنه مُنعتْ من استخدامِ الأسلحة الثقيلة.
  • لقد ألغي قانون التجنيد الإجباريّ الألماني المفروض على الشَّعب الألماني في الحرب العالميّة الأولى.
  • لقد أُجبرت ألمانيا على إعادة الإلزاس واللورين إلى دولة فرنسا.
  • أُجبرت ألمانيا على الاعتراف باستقلالِ النمسا ، حيث تعهّدت بعدمِ إقامة أيّ اتحاد مع النمسا لاحقاً.
  • لقد تمّ تقسيم المُستعمرات الألمانيّة في إفريقيا بين فرنسا والبرتغال وبلجيكا.

المصدر: احجار على رقعة الشطرنج، يوسف أبو الحجاجأطلس الحربين العالميتين: الأرض والحرب والسلام، عصام عبدالفتاحالإتفاقيات و المعاهدات في ضوء القانون الدولي، د.يوسف حسن يوسف


شارك المقالة: