معاهدة وستفاليا

اقرأ في هذا المقال


كانت هذه المسابقَة هي (الحرب الألمانيّة)، في المدنية والتي قامت بلعب دوراً حاسماً في القوى الخارجيّة، حيث انتهت معاهدة ويستفاليا، بتوقيع اتفاقيتين بين الإمبراطوريّة والقوى العظمى الجديدة، السويد وفرنسا، حيث بقيَت الصراعات مستقرّة داخل الإمبراطوريّة، مع الضمانات الخاصّة بهم، حيث شارك في معاهدة ويستفاليا كلّ من: الإمبراطور الرومانيّ المقدّس فرديناند الثّالث، مملكة إسبانيا، مملكة فرنسا، الإمبراطورِيّة السويديّة، الجمهوريّة الهولنديّة، أيضاً أمراء الإمبراطوريّة الرومانيّة المقدَّسة وملوك المدن الإمبراطوريّة الحرَة .

مَفهوم معاهدة وستفاليا:

هي معاهدة مونستر وأوسنابروك أو معاهدة وستفاليا، هي المعاهدة التي تمَّ توقيعها فِي عام 1648، في مدينة مونستر في ألمانيا، ممّا أدى إِلى انتهاء حرب الثلاثين عاماً، كما أنّها الحرب التي بدأت مع الثورة ضد هابسبورغ في بوهيميا عام 1618، التي كانت بسبب الصّراعات المختلفة، بشأن دستور الإمبراطوريّة الرومانيّة المقدسة، أيضاً نظام الدولة من أوروبا.
يعتبر صلح وستفاليا أول اتّفاق دبلوماسيّ في العصور الحديثّة، فقَد أرسى نظاماً جديداً في أوروبا الوسطى مبنياً على مبدأ سيادة الدّول، حيث أصبحت مقررات هذا الصّلح جزءاً من القَوانين الدستوريّة للإمبراطوريّة الرومانيّة المقدّسة. وغالباً ما تعتبر اتفاقية البرينية الموقعة في سنة 1659، بين كلّ من فرنسا ودولة إسبانيا جزءاً من الاتفاق العام على صلح وستفاليا.

لمحة عامة عن معاهدة وستفاليا:

أثناء القيام بدراسة علميّة أخيرة على معاهدة وستفاليا، لقد أبرزت أن معاهدة مونستر وأوسنابروك، التي تعرف باسم معاهدة وستفاليا، حيث أدَّت إلى انتهاء حرب الثلاثين عاماً، حيث قامت المعاهدة على إنهاء العقبات الرئيسيّة أمام السّلام العام في دولة ألمانيا، بعد طموحات فرنسا والسّويد في تغيير الخطط العسكريّة، حيث أردات السويد بأن تقوم بالتعويض لفرنسا عن الأراضي، فقَامت على تعقيد المسائل التي أدت إلى ارتفاع الطموحات الفرديّة من مختلف الأمراء الألمان، أيضاً المفاوضات المنفصلة بين الإسبان والهولنديين، ففي نهاية المطاف، لقد حضر 176 من المفوضين أيضاً الذين يمثّلون 196 من الحكام لمفاوضات السّلام .
فعلى الرّغم من هذه المشاكل، لقد بدأت المحادثات في عام 1643، في مونستر وأوسنابروك، التي قامت بالاستناد على المدينتيّن المحددتيّن للمفاوضات، بموجب معاهدة فرانكو السويديّة من عام 1641، فرنسا ودولة إسبانيا أيضاً المشاركين الكاثوليكيّين، في مونستر والسّويد أيضاً حلفائهم في أوسنابروك، فعلى الرّغم من أن الإِمبراطور فرديناند الثّالث الذي حكم فترة (1637-1657)، لقد قام بالمفاوضات التي تأخر في البداية، حيث أدت إلى انهيار المنصبة العسكريّة في عام 1645، الذي أدى إلى إجباره على إجراء المناقشات الجّادة في عام 1646، حيث جاءت الحرب بسبب عدم مقدرة فرنسا للقيام بها .

سَيطرة الكَنيسة:

إن الضحيّة الخفيّة للحرب كانت هي الكنيسة الكاثوليكيّة، التي اضطرت إلى التراجع بموجب هَذا الصّلح، لَقد كان على الكنيسة الكاثوليكيّة أن تتخلى عن قَرار إعادة أملاك الكنيسة، أيضاً أن تعود إلى الوضع الذي كانت عليه ممتلكاتها في عام 1624، وأن ترى الأمراء مرة أخرى يقَررون عقيدة رعاياهم ومهما يكن من أمر، فإن هذا قد مكّن الكنيسة من إخراج البروتستانتيّة من بوهيميا التي هي موطن إصلاح، لقد قَضى على الإصلاح المضاد والمثال على ذلِك أنه لَم يكن محل نزاع، أن تقيم بولندا المذهب الكاثوليكيّ في السّويد البروتستانتيّة، بضعف ما كان عليه من قوة من قَبل.
وقَد رفض ممثّل البابا في مونستر على أن يوقّع المعاهدة، في يوم 20 نوفمبر من عام 1948، لقد أعلن البابا إنوسنت العاشر (أنها غير ذات قوّة شرعيّة ملزمة ملعونة بغيضة، حيث ليس لها أيّ أثر أو نتيجة على الماضي أو الحاضر أو المستقبل). وقد تجاهلت أوروبا هذا الاحتجاج، مُنذ تلك اللحظة لم تعد البابويّة قوة سياسيّة عظمى، حيث انحط شأن الدين في أوروبا.

نتائج المعاهدة:

قد حققت معاهدة وستفاليا الأسس التي قَام عليها القانون الدّولي الحديث، أيضاً المبادئ التي حكمت العلاقات الدوليّة، ما يقارب قرن ونصف من الزمن ومن أهم ما أحدثته:

  • هيأت الظروف الدوليّة من أجل الاجتماع لبحث مصالحها المشتركة.
  • لقد أقرّت المساواة بين الدّول المسيحيّة جميعاً كاثوليك وبروستنت وقامت بإسقاط سلطة البابا.
  • لقد أحلّت نظام السفارات المستديمة محل السفارات المؤقتة، حيث ساعد على قيام حركات الدّول.
  • لقد أَخذت المعاهدة بمبدأ أو فكرة التوازن الدّولي كعامل أساسي؛ للحفاظ على السِّلم في دول أوروبا.
  • لقد فتحت الباب لتدوين القَواعد القانونيّة.

المصدر: القانون الدولي بين الاستقرار والعدالة، د.يوسف عطاريالقانون الدولي العام، وليد بيطارالقانون الدولي المعاصر، د.مصظفى ابو الخير


شارك المقالة: