مستقبل طاقة الكتلة الحيوية

اقرأ في هذا المقال


بشكل عام تلعب هذه الطاقة من الكتلة الحيوية دوراً كبيراً ومتزايداً في نظام الطاقة العالمي، حيث يمكن أن تقدم هذه الطاقة من الكتلة الحيوية حقاً مساهمات كبيرة جداً في الحد من انبعاثات الكربون – خاصة من القطاعات التي يصعب التخلص منها مثل: الطيران والنقل الثقيل والتصنيع، ومع ذلك فإن التقدم التكنولوجي السريع في التقنيات المتنافسة تجعل هذه الطاقة الحيوية المكثفة على الأرض هي الأكثر منطقية كعنصر انتقالي لمزيج الطاقة العالمي.

ما هي طاقة الكتلة الحيوية؟

هي عبارة عن الكهرباء المحايدة للكربون والتي يتم توليدها عادةً من بعض النفايات العضوية المتجددة، التي كان من الممكن التخلص منها في مكبات القمامة أو حرقها في الهواء الطلق، حيث يتم تحويل الكتلة الحيوية مثل رقائق الخشب إلى طاقة من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، وأحد أكثرها شيوعاً هو التحويل الحراري، حيث يتم ضغط الكتلة الحيوية إلى قوالب ومن ثم حرقها لإنتاج البخار، والذي بدوره يعمل على تشغيل التوربينات لإنتاج الكهرباء.

نمو طاقة الكتلة الحيوية:

إن الطاقة الحيوية ستكون محدودة بسبب العديد من القيود والصراعات والمنافسة، فمع تطور الطاقة الحيوية بشكل سريع لتصبح مورداً مهماً للطاقة فإنها تواجه صراعاً متزايداً بشكل مستمر، وفي النهاية قد تصل إلى حدود صعبة، كما قد تواجه الطاقة الحيوية ايضاً قيوداً على استخدام الأراضي بسبب النزاعات حول إنتاج الغذاء والموائل الطبيعية والغابات.

ولحل هذه المشكلات فإنه يجب علينا استخدام طاقة الكتلة الحيوية بأقصى قدر من الكفاءة، وبينما تحاول المرافق في كثير من الأحيان بتحويل محطات الفحم القديمة غير الفعالة إلى كتلة حيوية، فإن هذا النهج قد يهدر الكثير من الكتلة الحيوية الثمينة ويخلق مشاكل لوجستية شائكة، حيث ينتج مصنع الكتلة الحيوية المثالي كلاً من الحرارة والطاقة، ومع ذلك فإنه يحتوي على أجهزة تنقية الغاز لالتقاط الجسيمات، ويُستمد من إمدادات المواد الأولية المستدامة والمحلية.

طاقة الكتلة الحيوية في العالم:

الهدف من مشاريع تطوير الكتلة الحيوية هو تحديد ما إذا كان من الممكن استخدام الكتلة الحيوية في قطاع إنتاج الطاقة عن طريق استبدال جزء من الوقود التقليدي بالكتلة الحيوية لأداء الاحتراق المشترك، حيث تم العثور على إنتاج الكهرباء من الكتلة الحيوية لتكون طريقة واعدة في المستقبل القريب.

وقد يقدر الإنتاج العالمي من الكتلة الحيوية بنحو حوالي 146 مليار طن متري سنوياً ومعظمها من النباتات البرية، حيث تمثل الكتلة الحيوية حوالي 35٪ من استهلاك الطاقة الأولية في البلدان النامية، مما قد يرفع الإجمالي العالمي إلى 14٪ من استهلاك الطاقة الأولية.

وفي المستقبل قد تتمتع الكتلة الحيوية بإمكانية توفير إمدادات طاقة فعالة من حيث التكلفة والاستدامة، بينما تساعد في نفس الوقت البلدان في تحقيق أهداف خفض غازات الاحتباس الحراري، وبحلول عام 2050 تشير التقديرات إلى أن 90٪ من سكان العالم سيعيشون في البلدان النامية.

مستقبل طاقة الكتلة الحيوية:

بشكل عام فإن الطاقة الحيوية هي أكبر مصدر للطاقة المتجددة في العالم ورابع أهم مصدر للطاقة، حيث أنها توفر ما مجموعه 24.2٪ من الطاقة العالمية، ويتم استخدام أكثر من حوالي 90٪ من الطاقة الحيوية في التدفئة مثل التسخين المباشر، بما في ذلك استخدام الكتلة الحيوية التقليدية والتدفئة المشتقة في محطات الطاقة والحرارة المشتركة.

وتشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى نمو محدود في الحرارة المتجددة من طاقة الكتلة الحيوية بحوالي (9٪ في 2015 إلى 15٪ في 2040)، وكذلك الوقود الحيوي في النقل (من 3٪ في 2015 إلى 8٪ في 2040) مع الحفاظ على 2٪ من حصة توليد الكهرباء في السوق العالمي.

كما تشير العديد من التوقعات إلى أن استهلاك طاقة الكتلة الحيوية سيستمر في الارتفاع خلال العقود القليلة القادمة، ولكن بمعدل أقل من مصادر الطاقة المتجددة بشكل عام أو إجمالي الطاقة الأولية، ومع ذلك ستظل الكتلة الحيوية التقليدية هي الوقود المحلي الوحيد لنسبة كبيرة من سكان العالم، حيث يعتمد أكثر من ثلثهم على الكتلة الحيوية الصلبة للطهي، لذلك يمكن القول إن تحسين المواقد التقليدية للأخشاب والفحم يجب أن يكون أهم هدف تقني في مجال الطاقة الحيوية اليوم.

وأخيرا يمكننا القول إن إمكانات طاقة الكتلة الحيوية موجودة ليراها الجميع، حيث إنه مصدر وقود محايد كربونياً ويوفر تكاليف أقل للوقود الأحفوري مع كونه شديد التنوع أيضاً، ومع ذلك هناك العديد من القضايا التي تمنعه ​​من التبني على نطاق واسع، وعلى وجه الخصوص يوجد هناك المزيد الذي يتعين القيام به لحل مشكلة الكفاءة، كوقود بالإضافة إلى قضايا مثل المساحة والتكلفة التي يجب النظر فيها.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: