أبو العباس المصري

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن أبو العباس المصري:

هو شهاب الدين أحمد بن عماد الدين بن علي، يُكنى بأبو العباس، عُرف في زمانه باسم ابن الهائم المصري المقدسي، كان عالماً رياضياً وفيلسوفاً وفلكيّاً عربياً مُسلماً، حقق العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إلى جانب دورها في زيادة مكانته وقيمته العلمية والثقافية.

ولد ابن الهائم في مصر التي كان قد قضى فيها مُعظم حياته، وعلى هذا الأساس سُميّ بالمصري، كما أنّ أولى دراساته وأبحاثه كان قد مارسها في مسقط رأسه، هذا وقد ذكرت بعض الروايات أنّه كان من مواليد القرن الرابع عشر للميلاد أي في حوالي عام” 753″ للهجرة والموافق “1352” للميلاد، إلا أنّ هناك اختلافاتٍ حول تحديد سنة ميلاده بالشكل الصحيح فقد ذكرت رواياتٍ أخرى أنّه كان قد ولد في حوالي عام”756″ للهجرة.

إلى جانب ذلك فقد عُرف عن ابن الهائم المصري أنّه كان ينتمي لواحدة من الأسر المعروفة والتي اشتهرت بعلمها ودراساته، كما أنّها كانت تحث على ضرورة التزام الفرد بأعماله واعتماده على ذاته؛ الأمر الذي جعل منه شخصيةً عملية قبل أن تكون علمية، حيث اكتسب علمه ومعرفته عن أشهر وأعلم أفراد تلك العائلة.

حقق ابن الهائم المصري العديد من الإسهامات والإنجازات في مجال الرياضيات وعلومه، كما أنّه قدّم عدداً من الابتكارات التي كان لها دوراً كبيراً في زيادة علمه وثقافته، إضافةً إلى أنّه ركّز في تقديم أبحاثه ودراساته على ضرورة إخضاع أي نتيجة كان قد توصل إليها إلى مبدأ التجربة والتطبيق؛ وذلك نظراً لكون هذه المجال يحتاج إلى الدقة المُتناهية لضمان استمراره وعُلوّه.

لم تقتصر اهتمامات وميولات ابن الهائم المصري على علوم الرياضيات والهندسة فقط، بل كانت له العديد من الاهتمامات في شتى العلوم الأخرى كعلوم الفلك والرصد والتنجيم؛ الأمر الذي جعله يُحقق شهرةً كبيرة في زمانه وحتى بعد وفاته، إضافةً إلى ذلك فقد تمكّن من دراسة علم الحساب والعدد والمُقارنة، حتى أنّه حقق نجاحاتٍ كبيرة وواضحة ساعدته في الحصول على العديد من المُكافئات والتقديرات والجوائز.

عُرف عن ابن الهائم أنّه كان يُقدم العديد من المُحاضرات والندوات في شتى الدول والمدن التي يزورها والتي كان يحضرها العديد من كبار الشيوخ والأساتذة والعلماء، حيث كان يتناول في تلك المُحاضرات الحديث عن أهم المبادئ والقواعد التي يجب على أي عالم أو أستاذ أو طالب علم أن يلتزم بها، إلى جانب حديثه عن أهم العلوم والمعارف التي حصل عليها؛ الأمر الذي جعله يأخذ عن من يحضروه العديد من علومهم وفكرهم، كما أنّه كان قد تلّمذ على يد أشهرهم.


عُرف عن ابن الهائم المصري أنّه كان كثير السفر والتنقّل والترحال، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ حتى أنّ شهرته زادت بشكلٍ كبير وواضح في العديد من الدول الغربية، كما أنّه تمكّن من تقديم جميع أبحاثه ودراساته في كل مكان كان يزوره؛ الأمر الذي جعله يحظى باهتمام العديد ممن عاصره من علماء وحكماء وفلاسفة.

هذا وقد يعود السبب الرئيسي وراء كثرة سفر ابن الهائم المصري وتنقلاته هو أنّه لم يكتفي بالعلوم والمعرفة التي كان قد أخذها عن من عاصره من علماء وأساتذة، فقرر الانتقال إلى عدد من الدول المجاورة والتي بدأ يتعلّم فيها كل الأمور والمفاهيم التي تتعلّق بعلوم الرياضيات ومجالاته، حيث اتجه في البداية إلى مدينة القاهرة التي عمل فيها فترة كبيرة، كما أنّه التقى بالعديد من أصحاب العلم؛ الأمر الذي جعله يحصل على كماً علمياً واسعاً مكّنه من تقديم العديد من الابتكارات.

تولّى ابن الهائم المصري العديد من المهام والمناصب التي جعلت منه شخصيةً أكثر شهرة وتطور، كما أنّ مكانته وقيمته زادت في نفوس العديد من الممالك والحكّام والسلاطين، حيث بذل العديد من الجهود والتضحيات ليتمكّن من تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام، ومن أهم تلك المهام التي كان قد تولاها المصري هي مهنة التدريس في مدينة القدس التي كان قد انتقل إليها بعد مُغادرته من القاهرة، حيث بقي في هذه المهنة إلى أن جاء أحد شيوخ تلك المدينة ووضع تلك الوظيفة في عين الإعتبار حتى تمكّن في النهاية من أخذها من المصري.

أشهر مؤلفات ابن الهائم المصري:

تمكّن ابن الهائم المصري كغيره من العلماء من تقديم عدداً من الكتب والمؤلفات والتي يُقال أنّ بعض منها لا يزال موجوداً حتى هذه الأيام، ومن أهم تلك الكتب:

  • ” رسالة اللمع في الحساب “.
  • ” كتاب الحاوي في الحساب “.
  • ” كتاب المعونة في الحساب الهوائي “.
  • ” مرشد الطالب إلى أسمى المطالب في الحساب “.
  • كتاب المقنع “.

المصدر: ابن الهائم المصريالعالم الرياضيّاتي ابن الهائم المصري.كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل للمؤلف أبو اليمن القاضي مجير الدين الحنبلي.


شارك المقالة: