أهم أنواع الحركات العمودية في القشرة الأرضية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الحركات العمودية المرتبطة بتشكل الانهدامات؟

إن كثيراً من الانهدامات يمكن النظر إليها على أنها تقبباتٍ كبيرة، لذلك فإن عمليات التباعد المولدة للانهدامات تترافق بتشوهات تأخذ أشكال مختلفة تتشكل بفعل الحركات العمودية، وقد يحدث أحياناً أن فعل الحركات العمودية يكون أكثر وضوحاً وشدة بحيث يصعب تحديد أيهما السائد.
وهذا ما يلاحظ في فرنسا بشكلٍ خاص، حيث تشكلت تضاريس الكتلة المركزية بفعل تقبب كبير من نوع الأنتكليز أصابته حفر انهدامية كما في (limage) و(forez) وفوالق جانبية (كفالق السيفين)، وفي هذه الشروط فإنه من الصعب تحديد أي من هاتين العمليتين هو الأكثر أهمية.
وبالفعل فقد تمت مشاهدة تضاريس يمكن النظر إليها على أنها تشكلت بتأثير ميول الفوالق العمودية التي تصيب القشرة الأرضية، ولكن في حالة الكتلة المركزية فإنه لا يمكن الاقتصار على مثل هذا الميكانيك وإنما يجب القبول بوجود تعاقب من حركاتٍ تقببية وحركات تباعد، وباختصار فإن العملية نفسها إذا تمت في المعطف فإنها قد تولد تقببات وتكسرات وهذا التفسير يمكن تطبيقه في حالة الأعراف المحيطية ولكن مع تعقيدات ناجمة عن ثقل الماجما.
في الانهدامات القارية فإن فرق المستوى الاجمالي الموجب يصل في كثير من الأحيان إلى 1 أو 3 كيلو متر، وإذا وصل إلى 5 كيلو متر فإنها تكون حالة استثنائية، كما في الريونزوري في الانهدامات الأفريقية، أما فرق المستوى السالب فيكون غالباً أكبر ويصل أحياناً إلى 3 أو 5 كيلو متر، ومن الصعب تقدير مدى نهوض جوانب الغراين؛ وذلك لأن التعرية تهاجم التضاريس مع استمرار تشكلها.
هذا يعني أن فرق المستوى لا يمثل إلا جزءاً من الرمية العمودية التي لا يمكن تحديدها تماماً إلا إذا كنا نعرف المنطقة مسبقاً قبل التباعد وكانت هناك طبقات مستوية، وعندما لا تتوفر في المنطقة إلا التوضعات القديمة دون أي عدسات حديثة فإن تقدير قيمة الحركة مستحيل، ويبقى تقدير أهمية وقيمة الحركات العمودية السابقة أكثر سهولة؛ وذلك لأن المنخفض المتشكل يُملأ بالرسوبيات تدريجياً.
إن الحركة الوسطى لهذه الحركات العمودية يمكن غالباً معرفتها؛ وذلك لأن مدة عملها معروفة عادة، فمثلاً في حالة الحفر الانهدامية الفرنسية التي استمرت في عملها خلال الأوليغوسين أي بمدى 10 ملايين سنة فإن السرعة تقدر بـ 0.3 ملي متر لكل سنة، أما بالنسبة للانخسافات فإنها تصل إلى 0.5 ملي متر لكل سنة.
ولكن يجب لفت النظر إلى أن المقصود بهذه السرعة هي السرعة المتوسطة دون التأكيد على الاستمرارية في الحركة، وعلى العكس فقد تكون هذه الحركة قد تمت بشكل متقطع وبسرعات متباينة.
وفي الانهدامات المحيطية فإن التضاريس الموجبة تصل أحياناً كثيرة إلى 2 كيلو متر، آخذة شكل آنتكليزات، حيث يلاحظ فيها انهدام في مركزها يصل حتى 1 كيلو متر، ومن الصعب تقدير السرعة المتوسطة لهذه الحركة؛ بسبب تداخلها مع الاندفاعات البركانية التي تولد تضاريس جديدة بشكل مستمر.

الحركات العمودية الناجمة عن إعادة التوازن الإيزوستاتيكي لسلاسل الجبال:

تُعرف السلاسل الجبلية بأنها جزء من قشرة مقصرة، تتميز بوجود جزر ينجم عنه نهوض إيزوستاتيكي يعطي تضاريس لا يتوقف تشكلها إلا عند حصول التوازن، ولكن التعرية تقود إلى مرحلة من التسوية والهدوء، حيث إن قيمة هذه الحركات العمودية هي كبيرة جداً، قد تصل إلى 20 أو 30 كيلو متر في السلاسل ذات التضييق الكبير.
من المهم معرفة أن فترة إعادة التوازن تستمر على امتداد فترة طويلة نوعاً ما من رتبة عدة عشرات الملايين من السنين، فإذا افترضنا ضمن هذه الشروط أن نهوضاً من 20 كيلو متر قد استمر 20 مليون سنة فإننا نحصل على سرعة متوسطة تعادل 1 ملي متر لكل سنة.
ويبدو في الواقع أن السرعات المتوسطة المقاسة حالياً يجب أن تكون أكبر بشكل واضح، ففي القوقاز تزيد هذه السرعة عن 1 سانتي متر لكل سنة، وفي نيوزلندا تصل السرعة إلى 7 ملي متر لكل سنة، وهذه السرعة هي أكبر في حالة الهيمالايا ولكن من الممكن أن يكون النهوض في هذه الأماكن المذكورة ناجم عن إعادة الضبط التوازني وعن الالتواء.
إن التضاريس التي تتولد نتيجة إعادة الضبط التوازني هي عبارة عن تقببات ذات أبعاد كبيرة، وفي بعض الأحيان تكون منتظمة ولكن في الغالب لا تكون منتظمة إذا ما درست بشكل مفصل، وتكون هذه التضاريس مغلفة بغلاف بسيط، وبموازاة السلاسل تكون هذه التضاريس خفيفة ومتدرجة، أما عمودياً فإنه يمكن أن يلاحظ انحدارات هامة.
عندما ندرس بالتفصيل هذه الحركات الناجمة عن إعادة الضبط التوازني يتبين لنا دوماً أنها تحدث بشكل متقطع، وأن فترات نشاط متعاقب مع فترات استقرار نسبية تتم فيها عمليات تعرية مشكلة سطوح تعرية ترتفع في الفترات التالية التي تكون نشطة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: