ابن الرومية

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن ابن الرومية:

هو أحمد بن محمد بن مفرج بن أبي الخليل الأموي الإشبيلي الأندلسي، عُرف في زمانه باسم” ابن الرومية”؛ وذلك نسبةً إلى أمه القوطية ولإتقانه اللغة الإيطالية القديمة، كان طبيباً وصيدلانياً ونباتي عشّاب وعقاقيري عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره، توفي في حوالي عام” 637″ للهجرة والموافق” 1239″ للميلاد.

كان ابن الرومية من مواليد مدينة الإشبيلية في الأندلس التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، حيث يُقال أنّه كان من أبناء القرن الثالث عشر للميلاد، ولم يتم ذكر تاريخ ميلاده في أي من الروايات والكتب إلّا أنه قد ذُكر أنّه ولد في حوالي عام” 561″ للهجرة والموافق” 1166″ للميلاد، هذا فقد كان ابن الرومية ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة بعلمها في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمراره في دراساته وأبحاثه.

إلى جانب ذلك فقد كان لابن الرومية العديد من الدراسات والأبحاث والإكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع.

يُعدّ ابن الرومية واحداً من العلماء الذين برعوا في علوم الصيدلة والعقاقير، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في ذلك المجال، كما أنّه اختص بشكلٍ واضح في علم النبات ومعرفة الأدوية المُفردة؛ الأمر الذي جعله المرجع الرئيسي في تلك المجالات للعديد من الأسفار والعلماء والطلبة.

ظهر اهتمام ابن الرومية بعلم النباتات والعقاقير جلياً من خلال عدم إكتفائه وإقناعه بكل ما قدّمه من سبقه من علماء وصيادلة، حيث كان يضع كل ما وصل إليه تحت التطبيق والتجربة للتأكد من صحته وسلامته.

كان ابن الرومية من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة الأندلس بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، حيث جاب في بداية حياته كل مدن الأندلس، ومن ثم اتجه إلى دول المشرق العربي مُبتدئاً بمصر التي كان قد مكث فيها مدة طويلة ومن ثم اتجه إلى بلاد الشام والعراق والحجاز وغيرها الكثير من الدول.

تولّى ابن الرومية العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، ومن أهم الأعمال التي تولاها هي الإشراف على علوم كل من عاصره من طلابٍ وعلماء وأساتذة، إلى جانب أنّه مارس مهنة التدريس لفترةٍ محدودة.

كان ابن الرومية يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، والتي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعل العديد منهم يتلمذون على يده، إلى جانب أنّه كان أستاذاً لابن البيطار.

علوم ابن الرومية الشرعية:

كان لابن الرومية ميولاتٍ واهتماماتٍ مُختلفة في شتى العلوم والمعارف، فإلى جانب اهتمامه بعلم النبات والطب والصيدلة، كانت له اهتمامات في كل ما يتعلّق بعلم الحديث والفقه والسنة النبوية، كما أنّه كان قد اشتهر بنقل مجموعة من الأحاديث النبوية عن العديد من العلماء أمثال ابن حزم.

أشهر مؤلفات ابن الرومية:

تمكّن ابن الرومية كغيره من العلماء من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّمه وازدهاره، إلى جانب أنّ أغلب تلك الكتب كانت تختص بعلم النبات والأدوية، ومن أهم هذه الكتب:

  • كتاب” تفسير الأدوية “: يُعدّ هذا الكتاب بمثابة موسوعةً علمية ساعدت الكثير من الأطباء والصيادلة في علومهم، إلى جانب أنّ أهل عصره كانوا يلجأؤون إليه في العديد من أمور حياتهم.
  • كتاب” أدوية جالينوس “.
  • كتاب” الرحلة النباتية “: يُعدّ هذا الكتاب من أهم وأشهر الكتب التي قدّمها ابن الرومية، إلّا أنّه فُقد بعد وفاته فلم يصل إلى زماننا هذا إلّا بعض من المُقتطفات والتي كان قد ذكرها تلميذه ابن البيطار.
  • كتاب” الرحلة المُستدركة “.
  • قدّم ابن الرومية بعض الرسالات التي تناول فيها الحديث عن كل ما يتعلّق بالأدوية وكيفية تركيبها وتصانيفها، وسبب استخدامها، ومن أهم تلك الرسائل؛رسالة” تركيب الأدوية “.
  • كتاب” التنبيه على أغلاط الغافقي “.


المصدر: كتاب سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي، رقم الصفحة: 58كتاب رحلة ابن جبير لابن جبير،" 875" للهجرة والموافق "1470"للميلادكتاب الفهرست لابن النديم "377" للهجرة.كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة، لأبو عبد الله السلماني"1971"


شارك المقالة: