هل تعد الأحجار الكريمة نوع من أنواع المعادن؟

اقرأ في هذا المقال


هل يمكن اعتبار الأحجار الكريمة معادن؟

إن الأحجار الكريمة تعد نوع من المعادن التي نقوم بالاحتفاظ بها بسبب جمالها وقوتها، حيث أن الإنسان يستخدم عدد كبير من المعادن في صورة مجوهرات، ومن هذه المجوهرات هو الألماس والزمرد أو الأوبال والياقوت بالإضافة إلى المجوهرات المقلدة صناعياً، عندما يعمل عمال المحاجر بالحفر من أجل البحث عن الأحجار الكريمة فالذي يعثرون عليه من أحجار كريمة تكون ذات شكل غير منتظم وذات سطح خشن.
ومن أجل أن تصبح الأحجار الكريمة مقبولة الشكل، يجب أن يتم تهذيبها من خلال قطع الأجزاء الزائدة وتلميعها؛ لتتضح في مظهر جميل، وهي عملية تحتاج إلى الكثير من الدراسة والمهارة والخبرة، إن معظم الأحجار الكريمة هي معادن، على الرغم من أن بعضها الآخر عبارة عن مواد لها أصول عضوية، فعلى سبيل المثال اللؤلؤ يتكون في داخل الصدفات للمحار الحي.
والكهرمان يعد عبارة عن مادة راتنجية متحجرة، تفرزها أشجار الصنوبر القديمة، كما أن المرجان يتشكل من الهياكل العظمية للحيوانات البحرية الصغيرة، أما بالنسبة للجيت وهو عبارة عن نوع من الفحم الذي يكون ذو سواد شديد ويتم عمل منه مجوهرات صناعية فهو عبارة عن حفرية من الخشب لها علاقة بالفحم.
إن الأحجار الكريمة تتميز بأنها جميلة ونادرة وتكون متينة وثمينة، لكنها تملك استثناءات في صفاتها، فهناك البعض من المعادن النادرة الجميلة تكون لينة جداً، وتستعمل في صناعة المجوهرات، وأيضاً تعد المجوهرات الصناعية جميلة وقوية لكنها لا تعتبر نادرة ولا ثمينة.
الأحجار الكريمة التي تكون ذات أصل معدني تتواجد في أربع بيئات جيولوجية مختلفة، فهناك جزء من الأحجار الكريمة مثل الزبرجد وبعض الألماس من الممكن أن يتواجدان في الصخور النارية، التي تشكلت من تبريد المواد الساخنة المنصهرة، ويتم تسمية الصخور النارية ذات التحبب الخشن باسم بجماتيت.
والتي يصدر عنها معظم الأحجار الثمينة في العالم مثل السبوديومين (وهو حجر من مجموعة البيروكسين ذو اللون الأبيض المائل إلى الأصفر أو القرمزي أو أخضر زمردي يدعى أيضاً باسم تريفان)، والتوباز (وهو معدن ذو لون أصفر قشي أو أصفر نبيذي أو يكون ذو لون أبيض أو رمادي أو مخضر أو مزرق أو محمر، يتكون من سيليكات وفلوريد الألمنيوم القاعدية يتم استعماله كحجر كريم) وأخيراً التورملين.
يوجد البعض من أنواع الياقوت والصفير في الصخور المتحولة، التي تشكلت تحت ظروف من الضغط والحرارة القويتين، يعد اليشيم أيضاً نوع من الصخور المتحولة وهو عبارة عن حجر كريم صلب متماسك، ذو لون أخضر قاتم أو أبيض مخضر يتكون من الجاديت أو من النفريت.
ومن الممكن أن تحتوي الرواسب مثل الرمل والحصى على أحجار كريمة مثل السبينيل (هو معدن ذو لون أحمر بدرجات مختلفة تتدرج من الأزرق أو الأخضر أو الأصفر أو البني وصولاً للون الأسود)، وحجر القمر (هو عبارة عن فلسبار قوي أو كريبتوبيرثيت نصف شفاف ذو لمعان أزرق إلى أبيض حليبي أو لؤلؤي يستعمل كحجر كريم، ويدعى أيضاً باسم الهيكاتوليت)، والألماس والياقوت.
تشكلت الصخور الرسوبية بتأثير العمليات الجيولوجية بشكل رئيسي من الرمل والحصى المترسب من خلال الماء والرياح والثلج، كما أن الأوبال والفيروز قد تشكلت من الصخور الرسوبية؛ بسبب تسرب المياه الغنية بالمعادن غبر الصخور، يتم استخراج الألماس بشكل رئيسي من أستراليا ووسط وجنوب أفريقيا وروسيا، وتكون أفضل أنواع للياقوت قادمة من بورما والصفير من بورما وتايلاند وكشمير.
تنتج البرازيل معظم إنتاج العالم من الزمرد ويوجد أفضل أنواع الزمرد في كولومبيا، ويتم استخراج التوباز بشكل رئيسي في البرازيل ويأتي الأوبال الناعم من استراليا، كما أن الفيروز يوجد في جنوب غرب الولايات المتحدة وإيران، ويتم حصول اللآلئ بشكل رئيسي من الخليج العربي الذي يقع بين الهند وسيريلانكا.
من الصعب أن يتم تمييز الحجر الكريم من خلال النظر فقط، فمن اللازم الاعتماد على قياس الصفات البصرية التي يمكن التعرف عليها من غير الإضرار بالحجر بأي شكل، يستعمل الجيولوجيين الذين يعملون في مجال الأحجار الكريمة آلة تسمى مقياس الانعكاس من أجل قياس الصفات المميزة للحجر، فيما يعرف بمعامل الانعكاس الذي يعين قابلية الحجر لانكسار الضوء.
كما يوجد أىلة أخرى تدعى المجهر القطبي، الذي يستخدم في تعيين الانعكاس الزوجي والمفرد للحجر الكريم، فالياقوت وأحجار الزمرد والجمشت والياقوت الصناعي جميعها، ذات انعكاس مزدوج، يتم استعمال مجهر ذو عيني ومجال ضوئي مظلم من أجل فحص التركيب الداخلي للأحجار الكريمة، وبالتالي تعين الأحجار الكريمة بأنها طبيعية أو صناعية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: