التحليل المنشأي للطيات الصخرية

اقرأ في هذا المقال


ما هو التحليل المنشأي للطيات الصخرية؟

يعرف التحليل المنشأي أنه أحد فرعي التحليل التركيبي، ويشمل التحليل المنشأي على نوعين من التحليل هما التحليل الديناميكي والتحليل النيماتي، فالتحليل الديناميكي يهتم في دراسة الإجهاد أي في معرفة القوى المسؤولة عن تكوين التراكيب.
أما التحليل النيماتي يهتم في دراسة المطاوعة، أي معرفة الآلية التي يتم فيها التشويه، وخلال مجال التحليل الديناميكي يوجد الكثير من أسباب حدوث عملية الطي الصخري، أي القوة المسؤولة عن تكوين الطيات، وفي مجال التحليل النيماتي يتم معرفة وفهم ميكانيكية وآلية حدوث عملية الطي.
إن نظرية الأطباق التكتونية تنص على أن الغلاف الصخري في الأرض يتكون من عدد من الكتل الصخرية الصلبة الكبيرة والتي تسمى بالأطباق، حيث أن كل طبق من الممكن أن يتكون من قشرة محيطية فقط أو من قشرة محيطية وقارية معاً، لا يمكن أن يوجد طبق يتكون من قشرة قارية فقط، وهذه الأطباق تتميز بقابليتها على الحركة وباتجاهات مختلفة.
واعتماداً على اتجاه الحركة النسبية بين كل طبقين متجاورين تم تقسيم الحافات بين الأطباق إلى ثلاثة حافات هي: حافات الأطباق التباعدية، حيث تتحرك خلالها الأطباق بعيداً عن بعضها البعض، وحافات الأطباق التقاربية والتي تتحرك خلالها الأطباق باتجاه بعضها البعض، وأخيراً الحافات المحايدة، حيث تكون فيها الأطباق متحركة بشكل موازي لبعضها البعض.

حافات الأطباق التقاربية:

تتشكل السلاسل الجبلية الكبيرة في العالم عند حافات الأطباق التقاربية بشكل أساسي، سواء عند تقارب طبقين قاريين والذي يسمى بنطاق التصادم، كما أن الجبال تتكون عند حدوث تقارب طبقي قاري مع آخر محيطي والذي يسمى باسم نطاق الغوران، كما أنها لا يمكن أن تتكون عند تقارب طبقين محيطين.
الجبال (الطيات) التي تتشكل عند الحافات التصادمية تمتاز بأنها أكثر تعقيداً وارتفاعاً من تلك التي تتشكل عند الحافات الغورانية، فالجبال التي تشكل عند الحافات التصادمية تتميز بانها تخلو من النشاطات البركانية، لهذا السبب فإن الجبال التي تشكلت عند حافات الأطباق التصادمية تسمى بالجبال الالتوائية، في حين أن الجبال التي تكونت عند الحافات الغورانية تسمى الجبال البركانية.
يتم اطلاق اسم جبال على التراكيب التحدبية والتي تكون ذات ارتفاع طبوغرافي أكبر من 300 متر عن المناطق المجاورة لها والتي تحتوي على قمة ضيقة نسبياً، وشرط وجود القمة الضيقة يعتبر مهم بهدف التفريق بين الجبال والهضاب، ويوجد الكثير من أنواع الجبال التي صنفت اعتماداً على أسباب تكونها، وأول الأنواع هي الجبال الالتوائية ويعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعاً وانتشاراً في العالم.
تتشكل الجبال الالتوائية بسبب تعرض الطبقات الصخرية الأفقية إلى قوى ضغط جانبية، ومن ثم يحدث عملية انثناء للطبقات الصخرية؛ بسبب التقصير الحاصل فيها، فتتكون مجموعة من الطيات تنتج السلسلة الجبلية في النهاية مثلما يظهر في سلسلة جبال حزام الألب، هذا النوع من الجبال يتشكل عند حافات الأطباق التقاربية سواء كانت تصادمية أو غورانية.
والنوع الثاني من الجبال هي جبال الكتل المتفلقة، حيث أن القوى الانضغاطية أو القوى الشدية التي تملك تأثير إقليمي كبير من الممكن أن تكون فواصل أو فوالق ذات امتدادات إقليمية كبيرة، ومع تتابع تأثير هذه القوى سوف يؤدي إلى تزايد الحركة على الفوالق، مما يحدث إزاحات نسبية باتجاه الأعلى أو الأسفل، إذ أن الكتلة الصخرية الذي يحدث لها هبوط بالنسبة للكتل المجاورة لها تكوّن ما يعرف بالمنخسف.
في حين أن الكتلة التي ترتفع تكوّن ما يعرف بالسرج، في حال كانت الحركة النسبية على جانبي الكتل الصخرية المتفلقة كبيرة جداً، فإن جبال الكتل المتفلقة سوف تتشكل، خلال المراحل المبكرة من عمر هذه الجبال، حيث أن أسطح مستويات التفلق تكون حادة وذات ميل شديد، لكن مع مرور الوقت فإنها تتعرض إلى عمليات التعرية فتصبح أقل ارتفاعاً وذات انحدار أقل، ومن الأمثلة عليها جبال تيتون وهي واحد من بضعة سلاسل جبال الكتل المتفلقة التي توجد في غرب الولايات المتحدة الأمريكية.
إن العلاقة بين النشاط البركاني وتكون الجبال بسيطة جداً، فالحمم البركانية أو الحطام البركاني يتجمعان مع بعضهما البعض أو كل على حدة حول فوهة البركان لينتج ارتفاعاً طبوغرافياً في تلك البقعة والذي يُعرف بالجبل البركاني، وفي العادة تتشكل سلسلة من البراكين عند منطقة الغوران وتساهم في تكوين سلسلة جبلية فوق القارات وعلى طول حافات الأطباق التقاربية، من أكثر سلاسل الجبال البركانية شهرة هي سلسلة جبال روكي وسلسلة جبال الأنديز في غرب الأمريكيتان.
وإذا حدث اندفاع لصهير ناري في طبقات الصخور الرسوبية ذات التعرية السهلة فإنها تشكل الجبال المتبقية، ويتصلب الصهير في داخل الطبقات لتكون تراكيب نارية جوفية، ومن الأمثلة على الجبال المتبقية هي جبال كلتسكيل في نيويورك.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: