التطبق الرسوبي والتغير التدريجي في الصخور الرسوبية

اقرأ في هذا المقال


ما هو التطبق الرسوبي؟

عندما تتراكم الرواسب على قاع البحر يحدث لها بعض التغيرات بدرجات مختلفة، أهم هذه التغيرات الانضغاط التي يحدثه ضغوط الصخور التي تترسب فوقها، وكلما زادت درجة الانضغاط كلما زادت كثافة الصخور؛ وذلك لأن الفجوات بين حبات الصخور تقل كثيراً نتيجة زيادة الضغوط.
وهذه العملية لها أهمية كبيرة في الصخور الفتاتية مثل الطين والسلت، وهذا يحدث بدرجة أقل في الصخور الرملية فمثلاً الطين عند قاع البحر ربما يحتوي على أكثر من 50% من الفراغات وإذا غطى هذه الطبقة 500 قدم أخرى من الطين فإن درجة المسامية تقل إلى 40%، وإذا غطى بعد ذلك 2000 قدم من الرواسب فقد تصل المسامية إلى حوالي 20% فقط.
والصخور التي تتكون من الرمال لا تتأثر كثيراً بزيادة الوزن عليها وإن كانت الكثافة تتزداد قليلاً نتيجة هذا الضغط، والتغير الثاني الذي يؤثر على الصخور الفتاتية هو الالتحام أو ترسيب بعض المعادن بين حبيبات الصخور كمواد لاحمة، والمواد اللاحمة تشمل ترسيب مواد كيميائية مثل السيليكات وكربونات الكالسيوم أو أكاسيد الحديد، وهذه المواد اللاحمة تربط الحبيبات ببعضها وبالتالي تقل الفراغات والمسامية فالرمال مثلاً تصبح صخراً رملياً والجلاميد يصبح كونجلوميرات.

التغير التدريجي في الصخور الرسوبية:

تختلف الرواسب من مكان إلى آخر حسب الظروف البيئية التي تلعب دوراً هاماً في تكوينها، فتكوين الرواسب الفتاتية يعتمد على سرعة عامل النقل وطبيعته؛ لأنه كما نعلم فإن الصخور الرسوبية تتكون نتيجة عوامل النحت والنقل والإرساب، فكلما قلت سرعة عوامل النقل (الرياح أو الأنهار) نقص حجم الحبيبات التي تحملها، فحبيبات الرمال مثلاً قد تتدرج في حجمها إلى الحجم الأكبر كالحصى والجلاميد في اتجاه الشاطئ.
ولما كانت التيارات التي تعمل على نقل الرواسب وتنظيمها ليست متساوية في فعاليتها بين الوقت والآخر، فإننا نجد اختلافاً بين الحبيبات الدقيقة والكبيرة في معظم الرواسب بدرجات مختلفة، وكنتيجة لذلك فقد يحتوي الحجر الرملي على بعض حبيبات الطفل ويسمى بالحجر الرملي الطفلي.
ولا يوجد التغير التدريجي في الصخور الفتاتية فقط ولكن يوجد كذلك في الصخور كيميائية التكوين والصخور عضوية التكوين، فقد تتكون صخور الحجر الجيري بجانب تكوين صخور الطفل والحجر الرملي، ويحدث التغير التدريجي في الصخور الكيميائية العضوية من اختلاط مواد غير قابلة للذوبان مثل الرمال والطين بمواد أخرى مثل كربونات الكالسيوم.
كما أن زيادة عمق البحر فوق الرواسب الفتاتية يؤدي إلى تكوين رواسب دقيقة الحبيبات، وقد يحدث أن تختلط الأحجام المختلفة للحبيبات في الصخور، ومن أنواع الصخور الرسوبية (الصخور الفتاتية، الصخور ذات الأصل الكميائي).

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: