الشواهد الهامة في الجيولوجيا الاستراتغرافية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الشواهد التكتونية الجيولوجية؟

تبين من الدراسات والملاحظات السيزمية الحديثة (modern seismic observation) أن سطح الأرض غير ثابت أو مستقر، وهو دائماً في حركة مستمرة ودائمة، أي أن سطح الأرض يتحرك حركات تذبذبية، وقد تزداد هذه الحركات في مكان ما نتيجة تغييرات طبيعية حدثت لهذا الجزء من سطح الأرض فيحدث بركاناً.
والحركات التذبذبية تزداد عادة تدريجياً حتى تصل إلى حد معين ثم تقل ثانيةً وتهدأ، وقد تمتد هذه الظاهرة على نطاق واسع فتترك معالماً وأشكالاً وتراكيباً مميزة في القشرة الأرضية، وخلال التاريخ الجيولوجي حدثت حركات أرضية قوية من هذا النوع يتخللها فترات من الهدوء النسبي تفصل بين هذه الثورات.
ومما يجد ذكره أن الحركات الأرضية التي تأثرت بها قشرة الأرض لم تحدث في زمن جيولوجي واحد، وقد توصل العلماء واتفقوا على التمييز بينها حسب الأزمنة التي تكونت فيها وقسموها إلى ما يأتي:

  • حركات لويزيانا في الزمن البريكامبري: سميت بحركات قديمة (precambrian lewisiana movements).
  • الحركات الكاليدونية: وهي حركات أرضية عظيمة حدثت في النصف الأول من حقب الحياة القديمة (في أواخر الزمن السيلوري وأوائل الزمن الديفوني)، واتجاهها العام من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وتمثلها المرتفعات الشمالية الغربية في القارة الأوروبية مثل مرتفعات اسكتلندا ومرتفعات شمال غربي ايرلندا.
  • الحركات الهيرسينية: نشطت هذه الحركات في النصف الثاني من حقب الحياة القديمة في أواخر الزمن الكربوني وأوائل الزمن البيرمي، واتجاهها العام يكون من الشرق إلى الغرب ويطلق على الالتواءات التابعة لهذا النوع في الجزر البريطانية وشمال غربي فرنسا اسم الأرموريكية (armorican)، أما في بقية أوروبا فتسمى باسم فارسكية أو هرسيتية (veriscan أو hercynian)، وإلى هذه الالتواءات تنتمي عدة مناطق متفرقة في غرب أوروبا ووسطها مثل منطقة بريتاني في غرب فرنسا ومرتفعات جنوب ايرلندا.
  • الحركات الألبية: وهي أحدث الحركات التكتونية الأرضية العظيمة التي تأثرت بها القشرة الارضية وكان من نتائجها تكوين أعظم سلاسل جبال العالم ارتفاعاً، لأن عوامل التعرية لم تستطع بعد أن تزيل أجزائها العليا، وتتكون منها سهولاً وهضاباً تحاتية مثل الذي فعلته في الالتواءات الكاليدونية والهرسينية، ومن أمثلة هذه الالتواءات جبال الألب وجبال الهيمالايا، ىوقد تكونت جميعها في زمن الميوسين وهو من أزمنة حقب الحياة الحديثة.

ما هي شواهد النشاط الناري؟

إن شواهد النشاط الناري غالباً كانت تحدث مع حدوث الحركات الأرضية السابقة، وذلك من خلال اندفاع وخروج المواد المنصهرة من باطن الأرض (هذ ما يسمى بالنشاط الناري)، ويحدث النشاط الناري عموماً في نظام تتابعي وفيما يلي توضيح هذا النظام:

  • النشاط البركاني: تنفجر البراكين نتيجة اجهادات بعض أجزاء القشرة الأرضية، وما أصابها من حركات أرضية قوية، وقد تتكون الأجسام النارية الصغيرة متداخلة في صخور المكان مثل السدود والقواطع في الفواصل والفوالق وأماكن الضعف التي تتكون نتيجة تأثير الصخور بالحركات الأرضية.
  • النشاط الجوفي: وتتكون خلاله الأجسام النارية الضخمة نسبياً مثل اللاكوليث واللابوليث والباثوليث والفاكوليث أيضاً، (phacolith، batholith، laccolith).
  • البراكين المتجمدة: وتتكون في هذه الفترة بعض الأجسام النارية الصغيرة بعد حدوث الحركات الأرضية أو قبيل هدوئها.
    والعلاقة بين النشاط الناري والحركات الأرضية العظيمة كانت من أهم الملاحظات التي راعت انتباه كثير من العلماء في السنوات الأخيرة، ومن المعروف أن حالة عدم استقرار القشرة الأرضية الناتج من تآكل المرتفعات والجبال وزيادة الرواسب في الأحواض والمنخفضات، والتي بمرور الزمن الطويل تؤدي إلى حدوث عدم اتزان وتتسبب في حدوث البراكين وتداخلات الأجسام النارية التي تشق طريقها من الأماكن الضعيفة في القشرة الأرضية.
    ولقد اتضح لنا من الدراسات العديدة التي أجريت أن النشاط البركاني الذي حدث في فترات زمنية معينة يتميز بتركيب كيميائي خاص، يختلف عن تلك الصخور البركانية التي تكونت في الفترات الأخرى، وبناءاً على ذلك أمكن تقسيم النشاط الناري إلى ثلاث مجموعات رئيسية من الأجسام النارية لكل منها تركيب كيميائي معين.

ما هي مجموعات الأجسام النارية؟

  • الغطاء الأطلنطي أو القاعدي: صخور هذا الغطاء تكون غنية بالعناصر القلوية مثل البوتاسيوم والصوديوم، وتتكون الحمم أساساً من البازلت والتراكيت والريولايت، وكلها من الأنواع القلوية، كما يوجد في هذا الغطاء معادن الأورثوكليز والصودا أورثوكليز وهما يكونان الفلسبار الغالب في صخور هذا الغطاء.
  • الغطاء الكالسي أو الباسيفيكي: ويكثر في صخور هذا الغطاء عنصر الكالسيوم، لذلك سميت باسم الغطاء الكالسي، والحمم أو اللابات هنا تتكون من البازلت أساساً وخاصة الأنديزيت مع قليل من الريوليت، ويكثر وجود معدن الأورثوكليز في صخوره الحامضية والبلاجيوكليز الصوديوم في الصخور الأكثر قاعدية.
  • الغطاء الأسبيليتي: يوجد في أغلب هذه الصخور معدن الألبيت كنوع مميز من الفلسبار ومعدن البيروكسين المعيني (بلوراته تملك الشكل المعيني) في الصخور المعتمة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: