الصفات المعتمدة في تمييز الرواسب البحرية والقارية

اقرأ في هذا المقال


ما هي مناطق المنحدر القاري ومناطق قاع المحيط؟

إن منطقة قاع البحر تشمل قاع البحر ما بين عمق 200 متر إلى عمق 2000 متر، إن هذه المنطقة تحتوي على ترسبات من الرمل الناعم الممزوج بمعدن الـ galuconite (أحد المعادن الشائعة في الصخور الرسوبية الغنية بالحديد) وكذلك الطين الكلسي والرواسب السيليسية، كما أن ألوان هذه الرسوبيات تكون زرقاء غامقة وسوداء بسبب قلة الأكسجين وعدم حركة الكتل المائية في هذه البيئة.
أما المحتويات المستحاثية هي خليط من الحيوانات الطافية والقعرية (التي تتواجد عادة في البيئة النرتية بكثرة)، كما قد توجد بعض البقايا النباتية مثل الطحالب التي كانت تعيش طافية في الجزء الأعلى الذي تصله الشمس من هذه المنطقة أو النطاق.
أما منطقة قاع المحيط تقع بين عمق 2000 متر إلى 6000 متر، حيث إن الرسوبيات التي تصل إلى هذه المنطقة تكون قليلة بسبب أن الأجسام المائية التي تعلوها تكون هادئة بشكل عام إلا في حالات معينة يكون فيها تيارات فاعلة بسبب الهزات الأرضية (الزلازل) أو بسبب الانفجارات البركانية التي تكون أيضاً هي مصدراً لبعض الرسوبيات، كما أن الأجزاء الصلبة ذات الأصل الحيواني والمنقولة جواً أو الأجزاء الصلبة ذات الأصل البركاني أو الغبار الكوني جميعها قد تساهم في تكون الرسوبيات.
إن الكائنات الحية القعرية النباتية أو الحيوانية تقريباً تكون معدومة إلا بعض الديدان والكائنات الحية المتكيفة للمعيشة في هذه البيئات لكن الماء السطحي البلاجي هو المصدر الرئيسي للمستحاثات التي تموت ثم تغطس وتتراكم فوق سطح هذه البيئة مكونة بذلك أوحالاً سيليسية أو كلسية المتكونة بالأساس من هياكل الراديولاريا وهياكل الفورامنيفرا الطافية (المنخربات).
الكثير من الدراسات الجيولوجية البحرية أظهرت أن التيارات البحرية قد تكون سبب في نقل كميات كبيرة من رسوبيات حافة القارات أو المياه الضحلة ونقلها إلى قيعان المحيطات، مكونة ما يسمى بالتراكيب الرسوبية مثل الطبقات المتدرجة.

ما هي الصفات المعتمدة في تمييز الرواسب البحرية والقارية؟

  • المستحاثات (المتحجرات): يعتبر هذا العامل أساس التمييز كلا النوعين من الرواسب (رواسب القارت والرواسب البحرية)، فعلا سبيل المثال إن المرجان الذي يعيش في البحار إذا وجد في المقاطع الطبقية الجيولوجية فيمكن إثبات بيئات الترسيب من خلاله، لكن لو نظرنا للشوكيات فهي عبار عن حيوانات بحرية لا تعيش في المياه العذبة وهي تدل على البيئة البحرية.
    في حال أن الحيوانات خيشومة القدم مثلاً تنتشر في كافة البيئات البحرية والنهرية والقارية، ولا يمكن الاستدلال على بيئات الترسيب من خلال مستحاثاتها إلا بعد أن تجري لها دراسات مفصلة تشريحية، وتتم عليها دراسات أخرى مقارنة مع الحديث عنها ثم يستدل بها على البيئة.
  • اللون: يمكن الاستفادة من الألوان للرواسب والصخور الرسوبية لتدل على بيئة الترسيب، فعلى سبيل المثال إن اللون الأسود أو الأخضر في الرسوبيات يدل على بيئة الاختزال وقلة الأكسجين في هذه البيئة، أو يدل على وجود ثاني أكسيد الكربون أو كبريتات الهيدروجين، وهذا يعكس البيئات البحرية العميقة أو الظروف التي تكون سامة لوجود كبريتات الهيدروجين أو المستنقعات التي يكون فيها الغطاء النباتي كثيفاً، والتفسخ للرسوبيات فيها يكون سريعاً.
    أما اللون الأحمر يعتبر لون قياسي للبيئة القارية، حيث وجود الأكسجين في هذه البيئة بشكل طليق وكثير يتسبب في أكسدة المواد ومنحها اللون الأحمر، كما أن رواسب بيئة قاع المحيطات تكون حمراء اللون نتيجة تأكسدها بواسطة الكتل المائية الباردة الساقطة من سطح المحيط إلى قاعه، وتكون هذه الكتل حاملة للأكسجين بكثر مما تؤدي إلى أكسدة هذه الرواسب.
  • الكرات الطينية: وجود الكرات الطينية في الطبقات الرسوبية يدل على أن هذه الطبقات ترسبت في البيئات النهرية، حيث أن هذه الكرات الطينية تُسبب قطع النهر للسهل الفيضي، مما أدى إلى حمل قطعاً من الطين وخلال حمل هذه القطع ونقلها تتحول إلى كرات وتكون ممزوجة مع الرمل أثناء وجودها في الدلتا.
  • التشققات الطينية: تعتبر هذه التراكيب دليلاً جيداً على الظروف القارية التي ترسبت فيها الرواسب الطينية أو الرواسب الغرينية.
  • التطبق المتقاطع: إن بعض هذه التطبقات المتقاطعة تعتبر دليلاً جيداً يدل على البيئة، فعلى سبيل المثال التطبق المتقاطع الوتدي يدل على بيئة الترسيب الهوائية أو يدل على الصحاري، أما التطبقات المتقاطعة القناتية الطويلة فتدل على البيئة النهرية القناتية ويمكن الاستدلال بواسطتها على امتداد محور القناة النهرية.
  • التجانس الحبيبي وحجم الجزيئات الرسوبية: هذه الصفة تعتبر مهمة في تمييز الرواسب البحرية عن الرواسب النهرية والجليدية وغيرها، حيث تكون الرواسب البحرية متجانسة حجمياً بشكل جيد، أما الرواسب النهرية والثلجية تكون غير متجانسة أو رديئة التجانس الحبيبي.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: