عدم ثبات الأرض وتغييرها لمواقعها

اقرأ في هذا المقال


كيف أثبت علماء الجيولوجيا عدم ثبات الأرض؟

في القرن العشرن أثبت علماء الجيولوجيا بأن الأرض تتحرك وتغير مواقعها أثناء تاريخها الجيولوجي، وأثبتوا أن بحار اليوم ليست نفسها بحار الأحقاب السحيقة من التاريخ الجيولوجي، فعلى سبيل المثال كان البحر المتوسط يغمر كل القارة الأفريقية تقريباً وكان تسمى باسم بحر التيثس (tethys) في العصور الجيولوجية المبكرة، ثم بدأ هذا البحر بالتراجع تدريجياًً عبر تاريخ الأرض الجيولوجي.
كما أن القارات كانت تغير مواقعها من موقع إلى آخر مما تسبب في انغلاق بحاراً وانفتاح بحاراً أخرى وتسبب هذا التغير في ظهور بحار جديدة واختفاء بحار أخرى، وفي الواقع إن البحار سواء كانت القديمة أو البحار الجديدة تستمد العديد من الرواسب من المجاري المائية التي تصب فيها تلك الرواسب، ومن المهم معرفة أن ابن سينا قد أشار مسبقاً إلى عملية انتقال البحار من موقع إلى آخر خلال التاريخ الجيولوجي للأرض.
حيث عبر ابن سينا بشكل واضح عن تشكيل البحار وانتقالها عن طريق التقدم والانحسار خلال تاريخ الأرض الجيولوجي ووضح أن الأنهار والمجاري المائية الأخرى التي تصب فيها تعد أحد المصادر المهمة لمياه البحار والسبب في ملوحته، كما أن القزويني قد كتب عن نفس الموضوع في كتابه (آثار البلاد وأخبار العباد)، وأكد على أن البحار كانت في الأصل تتكون من المياه العذبة ووضح أن آلية ترسيب المواد المنقولة من اليابسة من خلال المجاري المائية بأنواعها المختلفة هي السبب في ملوحة مياه البحار.

الحقائق التي أدركها علماء العرب والمسلمين حول تغيير موقع الأرض:

أدرك علماء العرب والمسلمين مجموعة من الحقائق منها: أن الأرض كانت خلال فترة من عمرها مغمورة بشكل كامل بالمياه العذبة وعبر العمر الجيولوجي تحولت من العذوبة إلى الملوحة بسبب ترسيب الصخور والمعادن المنقولة بواسطة المجاري المائية أو الرياح في تلك المحيطات التي بدأت تتراجع وتنحسر بشكل تدريجي لتظهر اليابسة، كما أن ما تحمله الصخور والمعادن من مكونات حدث لها تفاعل في ظروف مناسبة لتشكيل تلك الأملاح.
أدركوا أن مياه البحار والمحيطات غير متماثلة من ناحية الملوحة أي أنها تختلف من موقع إلى آخر بسبب اختلاف الرواسب التي تصب فيها، وهذه الرواسب تكون مختلفة بسبب اختلاف طبيعة الصخور التي تقطعها المجاري المائية، كما أن البحار والمحيطات لم تبقى ثابتة في مواقعها منذ نشأة الأرض أي أنها غيرت مواقعها وتعددت أحجامها من حيث الانحسار والتقدم عبر الأحقاب الجيولوجية بسبب الرجات الأرضية وعمليات رفع الجبال وهذا الأمر قد استغرق عشرات الملايين من السنين.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: