عوامل خارجية ساهمت في تشكيل سطح اليابس للأرض

اقرأ في هذا المقال


ما هي العوامل الخارجية التي ساهمت في تشكيل سطح اليابس للأرض؟

بالإضافة إلى العوامل التكتونية التي تحدث في الكرة الأرضية فإن الصخور التي يتشكل منها سطح الأرض تكون خاضعة أيضاً إلى الكثير من العوامل الخارجية المتنوعة، حيث أن كل منها يؤثر في الصخور بشكل خاص، لكن من النادر أن هذا التأثير يكون مستقلًا عن تأثير غيره.
في الغالب نلاحظ أنه يتم حدوث أكثر من عامل من هذه العوامل خلال مكان واحد وفي وقت واحد، كما أن المظهر الجيومورفولوجي في أي مكان من الأماكن هو عبارة عن نتيجة لتضامن مجموعة معقدة من العوامل الباطنية والخارجية على حد سواء، ومن الواضح أن المقصود في العوامل الخارجية هو العوامل التي لا تملك علاقة مع حركات الباطن، بل تكون ذات علاقة مع ظروف المناخ والمياه الجارية، ومع التغيرات الكيميائية والميكانيكية التي تحصل على السطح.
كما يتم تقسيم العمليات التي تعمل بها العوامل الخارجية في تكوين سطح الأرض إلى ثلاثة أقسام أساسية؛ وأول هذه الأقسام هي عمليات التجوية؛ حيث يمكن تعريفها على أنها عبارة عن عمليات تكسر الصخور وتفتتها أو عملية تحللها مع بقائها في نفس المكان الخاص بها.
ومن هذه العوامل أيضاً عمليات النحت والنقل والإرساب، وهي تمثل تتابع في العمليات، حيثُ تبدأ بعملية نحت الصخور Erosin أو عملية تجويتها، ومن ثم تعمل على نقل المواد المفتتة Transportation إلى مناطق أخرى من خلال الرياح أو المياه أو من خلال الجليد أو غيرها من الطرق، وفي النهاية يحدث ترسيب لهذه المواد في المناطق الجديدة Deposition.
وهذه العمليات هي التي قام الجيولوجيين بتسميتها في مجموعها اسم (التعرية Denudation) وتم تسمية جميع العوامل التي تتسبب فيها باسم (عوامل التعرية)، فعلى الرغم من ذلك فإن العملية الأخيرة في هذه العمليات هي عملية الإرسابوالتي ليست عملية تعرية؛ بل تعتبر بأنها على العكس من ذلك.
حيث أنها عملية تغطية وبناء للصخور Aggradation، ونتيجة كل من عملية النحت وعملية النقل فإنهما سيتسببان في تآكل وتخفيض سطح الأرض، كما أن هاتان العمليتان يشملهما مصطلح (التحات Degratation)، كما يوجد الكثير من الانهيارات التي تتعرض لها طبقات الصخور وتكوينات التربة.
كما أن تلك العمليات لا تعد من عمليات التعرية، على الرغم من تواجد بعض التشابه في النتائج التي تنتج عن كل منها، يعود البسبب في ذلك إلى وجود اختلاف في طبيعة كل منهما واختلاف العوامل التي لها علاقة في حدوثهما، ولا بد من ذكر عملية التجوية WEATHERING، حيث تم تعريف التجوية في الأعلى وتم معرفة دورها في تفكك وتكسير ومن ثم تفتيت الصخور.
كما أننا نعلم أن تكسير الصخور وتفتتها هما عمليتان آليتان أو عمليتان طبيعيتان، أما بالنسبة لعملية تحللها أو تحلل معادنها؛ فهي تعتبر عملية كيميائية، واعتماداً على ذلك يوجد هناك نوعين من التجوية نوع منهما آلي أو طبيعي والنوع الآخر كيميائي.
ومع أن هذا التقسيم صحي لكن من النادر أن يحصل أي نوع منهما بشكل مستقل، أي أنه في الغالب يحدثان سوياً، ولكن من المحتمل أن يكون أحدهما سائدًا على النوع الثاني ويكون تأثيره أكبر وأوضح منه، ويعتمد ذلك على مدى إتاحة ووجود الظروف المناسبة لأي منهما في البيئات المختلفة، كما أن عمليات التجوية الآلية تمتلك الكثير من الأشكال المختلفة من أهمها؛ تقشر سطح الصخور وتفكك الصخر ذاته أو تفتته.
أما بالنسبة لعمليات التجوية الكيميائية فأهم جزء منهما هو الذوبان والتأكسد وهو عبارة عن اتحاد المعادن مع الأكسجين لتشكيل أكاسيد، ثم التكربن وهو عملية الذوبان في المياه التي تحمل ثاني أكسيد الكربون، والتموء وهو التحلل من خلال الماء.
ومن المعروف أن عمليات التجوية تختلف بشكل تام عن عمليات التعرية، ومع هذا الاختلاف يوجد علاقة قوية بينهما؛ والسبب في ذلك أن كلا منهما تساعد الأخرى على تأدية دورها، فمن المؤكد أن عوامل التعرية تقدر على نحت الصخور التي أضعفتها أو فتتها عملية التجوية بشكل أكبر بكثير من نحتها الصخور التي لم تتأثر بها.
كما أنه من الواضح من جهة أخرى أن إزالة عوامل التعرية للأجزاء الصخرية التي تكسرت وتفتتت من خلال التجوية، تتسبب في كشف سطوح جديدة من الصخر فتعمل التجوية بإضعافها وتفتيتها هي الأخرى، وهذا يعني أن هناك تضامن بين عمليات التجوية وعمليات التعرية على تكوين سطح الأرض.
هناك الكثير من العوامل التي تسيطر على التجوية، والعوامل التي تتحكم في آلية التجوية كثيرة ومختلفة، وليس من مقدورنا أن نفصل العمل الذي يقوم كل عامل منها في تكوين سطح الأرض عن العمل الذي يقوم به غيره من العوامل، وهذا يتضمن كل عوامل التعرية.
حيث تم تعريف وفهم التعرية على أنها عملية كشف السطح ونقل مواده من منطقة إلى أخرى، وهي مختلفة من الناحية الجوهرية عن عملية التجوية؛ أي أن التجوية لا تشمل تحريك المواد التي تصدر عنها لكن التعرية تتشمل عمليات كثيرة تتلخص في نحت الصخور ومن ثم نقل موادها من مناطقها، هذا يعني أنها تقدم وظيفتين متعارضتين، وأحد الوظيتين هي الكشف والهدم من خلال نحت الصخور ونقل موادها، والوظيفة الأخرى هي البناء من خلال إرساب المواد المنقولة في مناطق جديدة.
ولهذا السبب فإن تسميتها باسم التعرية يملك الكثير من التجاوز، لذلك يوجد الكثير من الكتاب الغربيين يستعملون تعبير Denudation؛ ليتم الإشارة إلى التعرية بمعناها الشامل الذي يتضمن الهدم والبناء سوياً؛ في حين أنهم يستعملون تعبير Erosion؛ للإشارة على النحت والهدم.
تعد عمليات الانهيارات والانزلاقات الأرضية التي تحصل على منحدرات الجبال من العمليات المنشرة في كل الأماكن الجبلية، وهي تحتوي على تأثير مهم خلال تكوين هذه المنحدرات وتكوين السهول والوديان التي تكون مجاورة لها.
كما تعمل هذه العمليات على تأدية أدوار متشابهة للأدوار التي تعمل بها عمليات التعرية المختلفة، ولكن تكون مختلفة عنها في أنها لا تعمل على نقل المواد الصخرية بشكل متدرج، وإنما تقوم بنقل كميات كبيرة جداً منها من المنحدرات المرتفعة إلى المنحدرات المنخفضة أو باتجاه السهول والوديان المجاورة مرة واحدة، وبشكل مباشر في كثير من الأوقات.
كما تحصل هذه العمليات بأشكال متعددة ومختلفة؛ فمنها ما يحصل على هيئة انهيار أو سقوط مفاجئ لجزء من الحافة الجبلية، ومنها ما يحصل على هيئة انزلاق للمواد المفككة التي تتجمع على المنحدرات أو على هيئة زحف بطيء لقطاعات كبيرة جداً من التربة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: