قصة اختراع التلفاز

اقرأ في هذا المقال


يُعد اكتشاف التلفاز (التلفزيون) ثورة كبيرة ومهمة في مجال الإلكترونيات في القرن الماضي، إنّ اختراع التلفزيون لم يكن فجأة لكن ظهوره كان نتيجة واقعية لمجموعة من الابتكارات من قِبل العديد من المخترعين، والتلفزيون كان عبارة عن تركيب قوي من الدوائر، حيث كانت تعمل أجهزة التلفزيون من خلال تحويل الإشارات الكهربائية، ثمّ يتم التقاط الإشارات الكهربائية بواسطة الموجات والتواصل بأصوات واضحة وصور متحركة، تحتل أجهزة التلفزيون موقعاً كبيراً جداً في المنزل فلا يوجد منزلاً في وقتنا الحالي قد لا يكون فيه تلفازاً واحداً على الأقل.

قصة اختراع التلفاز:

تمّ تطوير تقنية التلفزيون (التلفاز) في الواقع لأول مرة في القرن التاسع عشر، قبل أن يتم تصور الراديو التجاري، عندما اخترع فرديناند براون ما يسمّى بأشعة الكاثود في سنة 1897، كانت المرة الأولى التي تمّ فيها استخدام أشعة الكاثود لإنتاج الصور في عام 1907 للإعلانات حيثُ كان الأنبوب خطوة أساسية في اختراع التلفزيون، تبعه تطوير كل من نظام “Philo Farnsworth” و”Vladimir Zworykin” ليقوم بتحليل الصورة وكمنظار للأيقونات، بحلول نهاية العشرينيات من القرن الماضي، كان لدى الولايات المتحدة ما مجموعه خمسة عشر محطة تجريبية للتلفزيون الميكانيكي.
في عام 1929، ظهرهربرت هوفر، وزير التجارة في ذلك الوقت، على التلفزيون الميكانيكي لشركة AT&T، حيث قامت RCA، الشركة الرائدة في تطوير البث، بتجارب البث في أوائل الثلاثينيات، بدأ اختراع التلفزيون عام 1927، عندما قام شاب يُدعى (فارنسورث) البالغ من العمر 21 عاماً في عرض التلفزيون لأول مرة في سان فرانسيسكو، وفي ذلك الوقت قام بدراسة نظام يقوم بإلتقاط الصور المتحركة من أجل تسجيلها في موجات الراديو، ثمّ تحول مرة أخرى إلى الصورة على الشاشة، وقبل ستة عشر عاماً من نجاح فارنسورث، أجرى الشاب الروسي بوريس (بوريس) سلسلة من التجارب لنسخ الصور.

تمّ الكشف عن قنوات التردد العالي (UHF) في عام 1952، بعد التجميد عام 1948 لترخيص المحطة، سمحت السنوات الأربع للمهندسين بالعمل على التعقيدات الإلكترونية والسياسية لهذه القنوات الإضافية، كان عام 1962 هو العام الأول الذي طلب فيه الكونغرس من الموالفات لكل من محطات التردد فوق العالي (UHF) والمحطات ذات التردد العالي جدًا (VHF)، ممّا سمح لمحطات UHF بالمنافسة بشكل أكثر فعالية، تمّ تعزيز موقعهم في السبعينيات مع زيادة الاهتمام بتلفزيون الكابل.

في السنوات الأولى للتلفزيون، كانت الخسائر شائعة في الصناعة بسبب التكاليف المرتفعة والعدد المنخفض نسبياً من الأجهزة المملوكة في الولايات المتحدة، نمت الأرباح مع توسع السوق، على الرغم من ذلك، وبلغ حجم سوق الشبكة ذروته في عام 1986 في ذلك الوقت، بدأت المنافسة من تلفزيون الكابل والتلفزيون بنظام الدفع مقابل المشاهدة وأجهزة الفيديو في تقليص حصتها في السوق بشكل كبير، حظيت شبكات البث الثلاث الكبرى بحصة 91٪ من جمهور أوقات الذروة خلال 1978/9، انخفض هذا إلى 75٪ في1986/7 ، ثمّ إلى 61٪ في 1993/4.

تمّ تطوير تلفزيون الكابل في وقت مبكر جدًا وبدأ استخدامه في الخمسينيات من القرن الماضي كوسيلة لتوسيع نطاق شبكة التلفزيون في المناطق التي واجهت مشاكل في استقبال إشارات البث، التي كانت مدفوعة برغبة الشركات في بيع أجهزة التلفزيون في منطقتها، في الستينيات، بدأت محطات الكابلات في استيراد بث بديل إلى أسواق جديدة، ممّا أدّى إلى تجزئة وصول الشبكة، طالبت الشبكات بلوائح لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) للصناعة وأدّى هذا التنظيم إلى تباطؤ النمو حتى السبعينيات، عندما شهد تلفزيون الكابل نمواً هائلاً.

قام شابين (أحدهما من المملكة المتحدة والآخر من الولايات المتحدة)، حيث أظهروا تلفزيوناً ميكانيكياً يمسح الصور من خلال ثقوب مرتبة في دوامة على قرص دوار، يستخدم اختراع فارنسورث أشعة إلكترونية للقيام بمسح الصور، وهذا هو الوضع الأساسي للتلفزيون الحديث.

أشكال التلفاز:

لقد مرّ اختراع التليفزيون بمراحل عديدة وتاريخ طويل، والتلفزيون الحديث هو نتاج العديد من التجارب والاختبارات ولعلّ الشكل الأول للتلفزيون ظهر في ثمانينيات القرن التاسع عشر، أمّا أشكال التلفاز وأنواعها فهي على النحو التالي:

  • التلفزيون الميكانيكي: هو نظام تلفزيوني يعتمد على جهاز مسح ميكانيكي مثل قرص دوار به ثقوب أو أسطوانة مرآة دوارة لمسح المشهد وتوليد إشارة الفيديو، الجهاز ميكانيكي مماثل في جهاز الاستقبال لعرض الصورة، يتناقض هذا مع تقنية التلفزيون الإلكتروني ذات الأنبوب المفرغ، باستخدام طرق مسح شعاع الإلكترون، على سبيل المثال في تلفزيونات المستخدمة في أنبوب أشعة الكاثود (CRT)، تُستخدم شاشات الكريستال السائل الحديثة ذات الحالة الصلبة (LCD) لإنشاء وعرض الصور التلفزيونية.
  • التلفزيون الالكتروني: هناك سبب وراء توقفنا عن استخدام أجهزة التلفزيون الميكانيكية، إنّ أجهزة التلفزيون الإلكترونية كانت متفوقة بشكل كبيرعلى الميكانيكية، تعتمد أجهزة التلفزيون الإلكترونية على تقنية تسمّى أنبوب أشعة الكاثود (CRT) بالإضافة إلى اثنين أو أكثر من الأنودات، كانت الأنودات هي المحطات الموجبة وكان الكاثود هو الطرف السالب، أمّا الجزء “الكاثود” من أنبوب أشعة الكاثود فهو عبارة عن خيوط ساخنة محاطة بأنبوب زجاجي (“T” من CRT)، حيث يطلق الكاثود شعاعاً من الإلكترونيات في الفضاء الفارغ للأنبوب (الذي كان في الواقع فراغاً).
  • التلفزيون الملون: تعود جذور التلفزيون الملون إلى عام 1904، عندما حصل مخترع ألماني على براءة اختراع للتلفزيون الملون ومع ذلك، لم يكن لدى هذا المخترع في الواقع جهاز تلفزيون ملون يعمل، لقد كانت مجرد فكرة مسجلة ببراءة اختراع، ظهر نظام تلفزيون ملون مفاهيمي في عام 1925 من المخترع فلاديمير زوريكين، ومع ذلك لم يتم تحويل هذا النظام إلى واقع، فكل المحاولات لتحويله إلى واقع لم تنجح، استمر وضع التلفزيون الملون ومحاولة تصنيعة آنذاك لمدة 20 عاماً تقريباً، في عام 1946، تمّ تجديد فكرة التلفزيون الملون بشكل جدي.
  • تلفزيون الكابل: هو نظام لتوصيل البرامج التلفزيونية للمستهلكين عبر إشارات التردد اللاسلكي (RF) المنقولة عبر الكابلات المحورية، أو في الأنظمة الأحدث، نبضات الضوء عبر كبلات الألياف الضوئية.
  • تلفاز البلازما: لوحة عرض البلازما (PDP) هي نوع من شاشات العرض المسطحة التي تستخدم خلايا صغيرة تحتوي على البلازما غاز مؤين يستجيب للمجالات الكهربائية، كانت أجهزة تلفزيون البلازما أول شاشات مسطحة يتم طرحها للجمهور.

إيجابيات وسلبيات التلفاز:


يُعد التلفاز من أهم التطورات في حياتنا، ولكنه سلاح ذو حدين، ففوائده كثيرة، ولكن الاستخدام الخاطئ قد يؤدي إلى الحظر والحرص في استخدامه خاصة الأطفال، والتلفزيون أكثر ضرراً من فوائده، لذلك علينا توخي الحذر وإرشاد أطفالنا لمشاهدة ما هو مفيد وعرض البرامج ذات الفائدة والقيمة العالية والمناسبة لسنهم، فهنالك مزايا وعيوب عديدة للتلفاز، ويعتمد ذلك على كيفية استخدامه وعرضه، والآن سنذكر أهم إيجابيات وسلبيات التلفاز وهي كالآتي:

إيجابيات التلفاز:

  • يُعتبر التلفاز وسيلة للترفيه والتسلية والفائدة فيمكن مشاهدته من خلال المسلسلات والأفلام والاستماع إلى الموسيقى، يمكنك مشاهدة التلفزيون من خلال مشاهدة القنوات المفيدة التي يمكنها بث موضوعات قيمّة ومشاهدة البرامج الاجتماعية والدينية والثقافية والتعليمية.
  • يُعتبر التليفزيون وسيلة لتسويق المنتجات من خلال الدعاية التجارية، لذلك فهو مفيد للأشخاص الذين يرغبون في ترويج سلعه، لذلك تحرص الشركة دائماً على اختيار القنوات والبرامج الأكثر مشاهدة للترويج لسلعها.
  • يمنح التلفاز الفرد العديد من الذكريات المشتركة مع العائلة، وخاصةً عند اجتماع العائلة لمتابعة برنامج أو فيلم ما.
    قد يكون للتلفاز دور في تعزيز صحة الفرد، فمثلاً يمكن للمرء أن يُمارس التمارين الرياضية أثناء مشاهدته لبرنامجه المفضل دون أن يشعر بالملل أو التعب.
  • يُتيح التلفاز التعرف على ثقافات جديدة، كما تشرح بعض البرامج التلفزيونية الكثير عن العالم من حولنا، وتساعد المرء على التفكير بطرق مختلفة وجديدة.

سلبيات التلفاز:

  • إنّ الاستخدام غير السليم للتلفزيون، مثل إبقاء الأطفال أمام التلفزيون لفترة طويلة، سوف يتسبب في إصابتهم بالتوحد، والعزلة، والانطوائية، ويدخلون عالم التلفزيون بالصور المتحركة، والتحدث بلكنة التلفزيون، إنّ الجلوس أمام التلفزيون لفترة طويلة قد يؤذي العيون.
  • إنّ الاستخدام غير الصحيح للتلفاز يقوم تضييع الوقت، ومشاهدة البرامج الفظّة والمواقع البشعة واستخدام التحريض السلبي عبر وسائل الإعلام الفاسدة، وأحياناً قد لا يستطيع الأفراد التمييز فيما إذا كانت المعلومات التي يتم نقلها إليهم عبر التلفزيون صحيحة أم خاطئة، خاصة الأطفال فيجب مراقبة الأطفال والجلوس معهم أثناء مشاهدة التلفاز.
  • إذا اعتاد الفرد على مشاهدة التلفاز لفترة طويلة وكان مدمناً عليه، فإنّ التلفاز يعتبر خطراً كبيراً، وعندها يتجاهل كل الأعمال ويجلس أمام التلفاز، ويشاهد الأطفال أحياناً أفلاماً ومشاهدات مروعة تجعلهم يشعرون بالخوف وقد يدخلون في حالة نفسية ويحاولون تقليد تلك المشاهد الخطرة، فيصبح الطفل مهووساً وقد يؤذي نفسة ومن حوله.
  • تستهدف الأجندة الخفيّة للعديد من المواد الإعلامية المعروضة على التلفاز المتلقي لتحقيق مصالحها، كما في الإعلانات التي تتعلق بالأطعمة الجذابة المضرّة بالصحة.
  • تعرض بعض البرامج التلفزيونية الأمور السطحية فقط، دون التوغّل في الحقائق، الأمر الذي يجعل تفكير الفرد سطحياً إلى درجة ما، وعادةً ما تكون البرامج المعروضة قصيرة وتتخللها الإعلانات بشكلٍ كبير بدلاً من التّوغل في الحوارات الغنيّة المفيدة، كما أنّ بعض البرامج تعرض محتويات غير هادفة وعديمة الفائدة.




شارك المقالة: