قصة اختراع القفل الذكي

اقرأ في هذا المقال


على مدار التاريخ، تم استخدام أقفال الأبواب كأساس لأنظمة الأمان؛ وذلك لعدم التصدي والتعدي على الممتلكات الخاصة بالأشخاص من قبل بعض اللصوص الذين يقومون بسرقة تلك الممتلكات الخاصة، شهدت أنظمة ابتكار القفل الذكي العديد من التحسينات والتغييرات على مر القرون وشكلت أساس أنظمة الأمان الحديثة اليوم.

تاريخ اختراع القفل الذكي

يمكن إرجاع أصول ابتكار أقفال الأبواب إلى 4000 ق.م حيث تم العثور على أدلة تُبين استعمال الأقفال القديمة من قبل علماء الآثار في مصرواليونان والعراق. كما تم استخدام الأقفال الخشبية، إلّا أنّها لم تكن متينة للغاية ويمكن كسرها بسهولة، وبالتالي قام الرومان بتحسين تصميم الأقفال من خلال استخدام بعض المعدات المعدنية لزيادة الموثوقية والأمان.

بدأ الناس بسرعة في تعلم كيفية التعامل مع هذه الأقفال واستعمالها بالشكل الصحيح، أدّى التقدم في الأنظمة المصرفية، بالإضافة إلى استخدام العملات النقدية في العصور الوسطى، إلى ابتكار أنظمة قفل أبواب أكثر قوة. أدّى ذلك إلى إنشاء أول أقفال معدنية. كان تصميم الأقفال المعدنية أفضل بكثير من الأقفال الخشبية سهلة الكسر، لكن للأسف تم اختراق أمان هذه الأقفال من قبل الأشخاص من خلال عدة طرق وقاموا بالتصدي لطرق أنظمة أمان الأقفال.

كانت الثورة الصناعية فترة من الابتكارات السريعة والتقدم التكنولوجي. جلب هذا الأمر العديد من الابتكارات والتحسينات في صناعة أنظمة أمان الأقفال وتم تصميم أقفال أبواب ذكية يصعب اختراقها، القفل الذكي هو قفل كهروميكانيكي مُصمم للقيام بقفل الباب بشكل رقمي ومبرمج بحيث يتلقى تعليمات ليتم قفله باستخدام بروتوكول لاسلكي ومفتاح تشفير، يتم تثبيت معظم الأقفال الذكية على أقفال ميكانيكية.

تم العمل على إنشاء القفل الذكي عام 1778م عندما أنشأ روبرت بارون قفلًا ذكيًا مُتقن الصنع، على الرغم من أن هذا النوع من القفل كان أكثر أمانًا، إلّا أنّه كان لا يزال من الممكن التصدي واختراق نظام الأمان المصمم للقفل الذكي، لذلك في عام 1784م، أنشأ جوزيف براما قفلًا ذكيًا. كان في ذلك الوقت من أكثر الأقفال الذكية استعمالًا.

تحتاج الأقفال الذكية مثل الأقفال التقليدية إلى جزأين رئيسيين: القفل والمفتاح. ولكنها ليست مثل الأقفال والمفاتيح التقليدية فهي تعمل بشكل إلكتروني ومبرمج، تتضمن بعض الأقفال الذكية اتصال (Wi-Fi) واستعمال خاصية المراقبة، تعمل بعض الأقفال الذكية مع جرس الباب الذكي.

أهم التطورات في تاريخ ابتكار القفل الذكي

في الواقع كان القفل المصمم من قبل براما به بعض العيوب لذلك كان لا بد من ابتكار قفل أكثر أمانًا لذا أجرت الحكومة البريطانية مسابقة لاختراع قفل ذكي مصمم بشكل أفضل من الأقفال التي تم تصميمها قديمًا، فاز المبتكر (Jeremiah Chubb) بتلك المسابقة من خلال إنشاء قفل ذكي وذلك من خلال تعديله على تصميم قفل (Bramah)، في عام 1843م، حصل لينوس ييل على براءة اختراع لقفل تمت تسمّيته قفل (Yale).

قام لينوس ييل جونيور بتحسين التصميم في عام 1861م، حيث اخترع مفتاحًا مسطحًا، ربما يكون هو نفسه الذي نستعمله اليوم، جلبت التطورات في التكنولوجيا الرقمية والكمبيوتر معها العديد من التحسينات في أنظمة قفل الأبواب. بالإضافة إلى ذلك فقد أدت الاحتياجات المتزايدة باستمرار للأمن والخصوصية والسلامة إلى ابتكارات جديدة لأقفال الأبواب تدمج مفهوم أنظمة القفل التقليدية مع التقنيات الرقمية.

تتضمن بعض تقنيات القفل الجديدة الذكية الماسحات الضوئية والتعرف على بصمة الإبهام ورموز (PIN)، أحد الاختلافات الرئيسية بين هذه الأقفال الرقمية والأقفال القديمة هو القدرة على فتحها دون استخدام مفتاح عادي. هذا يقلل من خطر فقدان المستخدمين للمفتاح وعدم تمكنهم من الوصول إلى القفل. على الرغم من أن هذه الأقفال الرقمية الحديثة تقدم العديد من المزايا الأمنية مقارنة بالقفل التقليدي، إلّا أنّها لا تزال عُرضة لتقنيات الغزو الإلكتروني المعروفة باسم القرصنة.

بالتالي، إنّ أنظمة القفل الرقمي تتطور باستمرار وتصبح أكثر فاعلية بعل التطور في التكنولوجيا وجهود المخترعين، قد تستخدم أحدث الأقفال الذكية تقنية (Bluetooth) وتقنية (SSL)، لقد كان أحد أهم الابتكارات في مجال القفل الذكي هو ابتكار الأقفال الصناعية الذكية، تتكون الأقفال الذكية للصناعة بشكل أساسي من ثلاثة مكونات: الأقفال والمفاتيح وأنظمة الإدارة.

لا يزال العلماء والمخترعون حتى يومنا هذا يقومون بإجراء العديد من التجارب المختلفة لابتكار أحدث التقنيات لتعديل وتحسين مبدأ عمل القفل الذكي الرقمي، وعلى الرغم من أهميتها لكنه في الواقع تُعد أنظمة القفل الذكية الرقمية باهظة الثمن، كما أنّه لا يزال الكثير من الناس اليوم يستخدمون الأقفال التقليدية، وذلك من خلال استخدام المفتاح أو الأقفال المعدنية.


شارك المقالة: