قصة اختراع المشط

اقرأ في هذا المقال


مع أدوات تمليس الشعر ومجففات الشعر ومكواة التجعيد التي في متناول أيدينا، ليس من السهل التغاضي عن إحدى الأدوات الأساسية في العناية بالشعر وهي فرشاة الشعر، يستخدم معظمنا واحدة كل يوم سواءً كان ذلك لفك تشابك الشعر بسرعة أو لتصفيف الشعر، المشط موجود منذ آلاف السنين، استخدم المشط في البداية كأداة حلاقة بدائية وقد تطور إلى أشكال عديدة لجميع أنواع الشعر، يختلف نوع المشط الذي تحتاجه حسب سمك شعرك وملمسه بالإضافة إلى الغرض من المشط، يختلف المشط المستخدم لتمشيط الشعر عن المشط المستخدم لتصفيفه.

ما هي قصة اختراع المشط؟

يبدأ تاريخ فرشاة الشعر بالمشط عندما اكتشفها علماء الآثار في مواقع حفر من العصر الحجري القديم حول العالم، وتعود الأمشاط إلى أصول الأدوات التي صنعها الإنسان، تم نحتها من العظام والخشب والأصداف وقد تم استخدامها في البداية لتزيين الشعر لإبقائه خاليًا من الآفات مثل القمل، يمكن إرجاع أول استخدام للمشط إلى ما قبل 5000 عام، في الواقع تم العثور على نسخ بدائية من المشط عبر التاريخ في وقت مبكر من 5500 قبل الميلاد.

قام قدماء المصريين بنحت الأمشاط بين بقايا الثقافات الناشئة في الصين القديمة، كان يتم ارتداء الأمشاط كإكسسوارات للشعر حتى تعكس المكانة الاجتماعية للفرد، بمرور الوقت تطورت الأمشاط إلى أدوات أكثر فاعلية للحفاظ على الشعر والعناية به، يوجد اليوم المئات من أمشاط مختلفة حسب طول شعرك وملمسه ونوعه، أدّى اختراع البلاستيك في الثلاثينيات من القرن الماضي أخيرًا إلى استخدام المواد الطبيعية ولستخدم في تصنيع الأمشاط، وتم الحفاظ على هذا الاتجاه في تصنيع الأمشاط حتى العصر الحديث.

وفقًا للباحثين، كانت الأمشاط الأولى مصنوعة من الخشب والعاج وعظام السمك، تم استخدام هذه العناصر البدائية في البداية لإزالة الحشرات والقمل والأوساخ من الرأس، مع ظهور الأدوات المعدنية تم استخدام مواد أكثر صلابة مثل القرن والفظ والمرمر والعقيق والأبنوس لتصنيع إكسسوارات الشعر، يُعتقد أنّ جميع الأشخاص الأوائل تقريبًا اخترعوا الأمشاط بشكل مستقل، بدت الأمشاط المبكرة متشابهة بشكل لافت للنظر، فبُنيت بخمسة أو عشرة أسنان، يقترح علماء الأنثروبولوجيا أنّها صُممت لتشبه يد الإنسان.

كان قدماء المصريين هم أول من أنتج أمشاطًا على الوجهين، بخطوط سميكة ودقيقة للأسنان، تستخدم للتصفيف والتنظيف على التوالي، أصبح تصميمهم لاحقًا نموذجًا قياسيًا في كل من الثقافات الأوروبية والآسيوية لعدة قرون، ففي مصر القديمة وصولًا إلى بوربون فرنسا، تم استخدام تسريحات الشعر المتقنة التي تشمل أغطية الرأس المزخرفة والشعر المستعار لإظهار الثروة والمكانة الاجتماعية عبر التاريخ. نظرًا لاستخدامها الأساسي كأداة تصفيف (بدلاً من أداة الحلاقة)، كانت فراشي الشعر مخصصة حصريًا لمن لديهم المال لشرائها.

انشار وزيادة شعبية صناعة الأمشاط:

تم صنع الأمشاط لأول مرة في الولايات المتحدة في أواخر القرن الثامن عشر بواسطة مزارعي نيو إنجلاند، كانت أمشاط صدف السلحفاة شائعة جدًا في الصين خلال القرن التاسع عشر، تم استخدام أمشاط السليلويد أيضًا في أواخر القرن التاسع عشر، ولكن سرعان ما تم حظرها من السوق، ولكن مع الحاجة إلى العناية بالشعر عادت فرشاة الشعر إلى السوق مع تنسيقات جديدة في صناعتها، كانت كل فرشاة فريدة من نوعها ومصنوعة يدويًا بعناية، وهي مهمة تضمنت نحت أو تزوير مقبض من الخشب أو المعدن بالإضافة إلى خياطة يدوية لكل شعيرة فردية.

لهذا السبب، كانت الفرش تُشترى وتُهدى عادةً في المناسبات الخاصة فقط، مثل حفلات الزفاف ومع ذلك مع ازدياد شعبية الفرشاة، كان على صانعي الفرشاة إنشاء عملية أكثر شيوعًا للتصنيع لمواكبة الطلب عليها، وهناك سبب آخر لأنّ الفرش كانت مهمة للغاية مع وجود شعيرات طبيعية وأصبحت الأمشاط المصنوعة من القرن أكثر أهمية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفقًا لسوزان هولواي سكوت مؤلفة الروايات التاريخية التي لديها أكثر من 50 كتابًا مطبوعة وكذلك مدونات عن التاريخ، تقول سكوت “بدلاً من استخدام الشامبو بالرغوة، قامت النساء بتنظيف شعرهن بنظام تنظيف يومي باستخدام فرشاة الشعر”.

أولاً، قاموا بتدليك شعرهم برائحة البوماتوم المعطرة التي تحتوي على دهون لتلطيفه، ثم رشهم بمسحوق غني بالبروتين من العظام المطحونة التي تمتص الزيت الزائد مثل الشامبو الجاف الحديث، ثم جاء الجزء الأهم من العملية وهو التمشيط بالفرشاة لإزالة البودرة والأوساخ الزائدة، وبذلك حصلوا على شعر لامع ومكيف يتماشى مع الأنماط المتقنة لموضة تصفيف وتزيين الشعرفي أيامهم، استغرق الأمر أكثر من 100 عام وثورة صناعية قبل اختراع آلة الفرشاة الأوتوماتيكية في عام 1885م، والتي سمحت بإنتاج فُرَش الشعر بسرعة أكثر قابلية للتسويق.

في نفس العام، ابتكر ماسون بيرسون أيضًا “الفرشاة الأصلية المبطنة بالمطاط”، وهو تصميم تم إتقانه في عشرينيات القرن الماضي ولا يزال شائعًا في معظم فرش الشعر الحديثة، بعد ذلك دخلت (Lyda Newman) كانت ليدا دي نيومان مخترعة أمريكية من أصل إفريقي حاصلة على براءة اختراع وناشطة مشاركة في حق التصويت للمرأة، إنّها معروفة باختراع فرشاة شعر متينة، في عام 1898م قامت بتعديل فرشاة الشعر وحصلت على براءة اختراعها لتشمل شعيرات صناعية متينة بالإضافة إلى غرفة تهوية تتيح سهولة التنظيف، بالإضافة إلى مكان تخزين في حال حدوث أي اصطدامات ما بين فروة الرأس أو الشعر.

بالنسبة لأولئك الذين يستخدمون مجففات الشعر، من المحتمل أن تكون الأشكال المختلفة لفرشاة (Lyda Newman) ذات التهوية من أساسيات الحمام، ومع ذلك فإنّ إنشاء فرشاة التصفيف المستديرة يرجع إلى المصمم الفرنسي، باتريك أليس الذي قرر في عام 1965م “التحرر من تصفيف الشعر باستخدام البكرات الساخنة” لصالح إنشاء مظهر “منتفخ” باستخدام فرشاة مستديرة خاصة به.

اليوم، هناك مجموعة كبيرة من فُرش الشعر تقريبًا مخصصة حسب نوع الشعر السميك والناعم الملمس، لا تزال بعض الفرش، مثل فرشاة كينت تُصنع يدويًا من الخشب والشعيرات المختارة بعناية، في حين أنّ البعض الآخر مصنوع حصريًا من البلاستيك والمطاط، بعض الفرش مخصصة للتصفيف بينما يظل البعض الآخر أدوات بسيطة لفك التشابك وللعناية بالشعر وأناقته.

أنواع أمشاط الشعر المختلفة:

مشط ذو أسنان واسعة والمشط ذو أسنان رفيعة:

المشط ذو الأسنان الواسعة هو أحد الأمشاط الأكثر قبولًا التي يمتلكها كل فرد، نظرًا لقدرتها على فك تشابك الشعر بسهولة، يُفضل استخدام الأمشاط واسعة الأسنان لحظة استيقاظك في الصباح، يتيح لك مشط الأسنان تصفيف الضفائر والأطراف، يسمح لك الطرف الحاد في الخلف بتقسيم شعرك مما يمنحك حرية التصفيف، أمّا المشط ذو الأسنان الرفيعة فهو يقوم بإدارة الشعر الأشعث بشكل جيد بعد فك تشابك شعرك بمجموعة متنوعة الأسنان، استخدم الأسنان الدقيقة لهذا المشط لإعادة كل شعرك معًا في مكانه، قد تضطر إلى الاقتراب بحذر إذا كنت تستخدم الأسنان الدقيقة لأنّها يمكن أن تتسبب في كسر أحد أسنانها عندما تحاول نزعها.

مشط ذيل الدبوس ومشط الجيب:

يحتوي المشط ذو الذيل على ملحق أدق يمكن استخدامه لفواصل الشعر المعقدة، باستخدام مشط الذيل يمكنك الحصول على تسريحات الشعر ذات الخطوط الأشقر أو حتى إرفاق بكرات، إنّها مفيدة للغاية لتجميع الشعر عندما تريد إرفاق بكرات ولفها، يستخدم المشط ذو الذيل (8.5 بوصات) لفراق الشعر وتقسيمه، أمشاط ذيل الدبوس ممتازة عند العمل بالشعر المبلل، أمشاط الجيب موجودة منذ فترة طويلة جدًا، لكن شعبيتها ظهرت وتلاشت على مر العصور، يحتوي مشط الجيب بشكل أساسي على أسنان أدّق من جانب وأسنان أعرض قليلاً في الجانب الآخر، يستخدم المشط بشكل عام من قبل الرجال، وله أغراض عديدة.

مشط الإغاظة والمشط المصمم لجميع الأغراض:

إذا كان شعرك رقيقًا وكان اختيارك لتصفيفة شعرك محدودًا نوعًا ما، فاستخدم مشط الإغاظة عدد الشعيرات فيه محدود نوعًا ما، ولهذا السبب يستخدم هذا فقط لإثارة الشعر مثل التقاط بضع شعيرات وتثبيتها بشكل مستقيم، وما إلى ذلك حيث قد تضطر إلى تشغيل المشط، على الأقل 6 إلى 7 مرات، المشط مصمم خصيصًا للمساعدة في عملية تمشيط الشعر.

معظم أمشاط الإغاظة لها مقبض صلب للاستخدام والعديد من الأسنان فوق المقبض للتمشيط، يوجد أسفل المقبض أسنانًا طويلة يمكن استخدامها للمساعدة في فصل الشعر إلى أقسام أصغر للعمل بها، أمّا المشط المصمم لجميع الأغراض فهذا يشبه إلى حد كبير مشط الجيب ولكنه أطول قليلاً، إنّه مشط قوي قد يأتي أو لا يأتي مع مجموعات منفصلة من الأسنان العريضة والناعمة، يتم تسوية الشعيرات على طولها.

المشط الكهربائي الساخن:

مشط تمليس الشعر الكهربائي الساخن هو أداة تصفيف تستخدم لجعل الشعر الخشن أكثر نعومة وخالٍ من التجعد، كانت الطرز السابقة تحتوي على أسنان معدنية وتم تصميمها لتسخين على الموقد، يتم تسخين أمشاط التمليس الحديثة بالكهرباء وتحتوي على عناصر تسخين من السيراميك وإعدادات متعددة لدرجة الحرارة، تحتوي لوحات التسخين على إطار بلاستيكي لحمايتك من حرق نفسك، المشط الكهربائي الساخن أفضل أنواع أمشاط الشعر من حيث جعله أكثرنعومة، ستتمكن من إنهاء شعرك في نصف الوقت الذي تستغرقه لتصفيف شعرك باستخدام أنواع أمشاط الشعر الأخرى.


شارك المقالة: