قصة اختراع النوافير

اقرأ في هذا المقال


على مر الزمان تغير شكل وطريقة استعمال النافورة، حيث أنّها لم تعد المصدر الأساسي للشرب بعد استخدامها لعدة قرون كطريقة للشرب، تُعتبر اليوم شكل فني جميل داخل وخارج المساكن، لكن ما هي قصة اختراعها؟ سنتعرف عليها عزيزي القارئ في هذا المقال.

ما هي قصة اختراع النوافير؟

قصة اختراع النوافير على مر الحضارات القديمة:

قديمًا قبل آلاف السنين، كانت الطريقة الأساسية لتزويد الأشخاص بالمياه، تم ابتكارها للجمع بين الاحتياجات العملية والجمالية للمياه، على مر الحضارات المختلفة كانت مصممة بشكل عام لجلب المياه أو الاحتياجات الأساسية، ولكنها بقيت مكانًا يعكس العمارة الفنية لتصميمها، النافورة الأولى لم تبدو مثل ما كنا نظن أقدم مثال على نافورة وجدت في بلاد ما بين النهرين يعود تاريخها إلى حوالي 3000 قبل الميلاد.

كانت تتألف من سلسلة من الأحواض باستعمال نبع طبيعي، تم إيجاد نظام مائي في كل من الحضارة اليونانية والرومانية، حيث كان يتم تشغيلها ميكانيكيًا، وجدت أدلة على استخدامها خلال القرن الخامس عشر في إيطاليا، كانت عبارة عن حوض حجري منحوت يحتوي على مياه كطريقة احتفال دينية، اعتمدت النوافير المبكرة المستخدمة في الحضارات القديمة على الجاذبية للتحكم في تدفق المياه من النافورة.

كانت تعمل بشكل جيد وغالبًا ما كانت تقع على طول القنوات والجداول والأنهار لتوفير مياه الشرب، بدأ الرومان القدماء في استخدامها في عام 6 قبل الميلاد، وكان معظمها مصنوع من البرونز أو الحجر، كان لدى الرومان نظام متطور من القنوات التي توفر المياه للعديد من النوافير التي كانت منتشرة في كل مدينة، بحلول عام 98 بعد الميلاد، أُطلق على روما لقب “مدينة النوافير” التي تضم 9 قنوات مائية و 39 نافورة ضخمة و 591 حوضًا عامًا.

خلال العصور الوسطى، لم يعد يتم استعمالها إلّا بحالات نادرة، ولم تكن موجودة إلّا في الفن والأدب والأديرة وحدائق القصر، كانت تعتبر رمزًا للنقاء والحياة والحكمة، تم ذكر استخدام فكرة نافورة الحديقة في الشرق الأوسط القديم، توجد رسوم بيانية لجدران المقابر المصرية القديمة مع صور نوافير في باحات المنازل، عادة ما تكون مستطيلة الشكل على شكل بركة سمك، أثر الفرس في تطوير نوافير المياه من خلال إحاطة الحدائق والمسابح التي تتميز بالهندسة المعمارية.

في منتصف وأواخر القرن السادس عشر، تم تطوير طرق بناء الميكانيكا المائية المستعملة لإنتاج النوافير بواسطة فونتانييري، كانت هذه المعرفة مستمدة من كتابات اثنين من علماء الفيزياء والرياضيات، (Ctesibius وHero)  اللذين كانا يعملان في الإسكندرية في القرن الثالث قبل الميلاد كانوا على دراية بالخصائص المتوسعة للماء ونوافير المياه بحيث يتم التحكم فيها من أجل إنتاج محطات مائية مزخرفة، عُرف هذا العمل من خلال مخطوطات باللغتين اللاتينية والعربية.

وبذلك عاد استخدام النوافير بشكل أكثر مما سبق على الرغم من أنّها ظلت معزولة بمناطق كالأديرة وأراضي القصر، أصبح استخدامها أكثر أهمية خلال عصر النهضة، خلال هذا الوقت كانت النوافير تعد بمثابة تكريمًا للحكام والملوك، تم بناء العديد من النوافير الشهيرة في أوروبا، خلال عصر النهضة بما في ذلك تلك الموجودة في فيلا ديستي في تيفولي، كانت نوافير عصر النهضة أكثر من مجرد تكريم ملكي؛ كانت أيضًا أشكالًا من المرح والمسرح.

تم تصميم العديد منها في عصر النهضة لرش زوار المنتزه وللاسترخاء وتشغيل الموسيقى، الفترة بين القرنين السابع عشر والثامن عشر، والتي تسمى عصر الباروك، أسفرت عن إنشاء نافورة “تريفي” الشهيرة ونافورة بيازا نافونا ونافورة تريتون، شهدت النوافير انتعاشًا مرة أخرى حيث تم ترميم القنوات القديمة لروما القديمة وإعادة بنائها، مما يوفر مصادر مائية وفيرة للنوافير، بدعم من الكنيسة الكاثوليكية القوية، ازدهر أسلوب الفن الباروكي وبقيت النوافير ترمز إلى القوة والثروة.

بمرور الوقت خاصةً بحلول القرن العشرين أصبحت تستخدم للأغراض الزخرفية فقط نتيجة لأدوات السباكة الداخلية على نطاق واسع والتي يمكن الوصول إليها، خلال هذا الوقت حلت مضخات المياه الكهربائية والميكانيكية كمحرك رئيسي لاتجاه الماء من النافورة، وكانت تلك الابتكارات قادرة على إعادة تدوير المياه، اليوم يمكن العثور على النوافير في الحدائق والساحات والمساكن الخاصة والمباني التجارية.

مع التقدم التكنولوجي، يمكن مزامنة صناعتها مع الأضواء الملونة، ويمكن تشغيل آلية الرش تلقائيًا عن بُعد بضغطة زر، تم تطويرها، في أوائل القرن العشرين بواسطة (Halsey Taylor and Haws) هاتان الشركتان، اللتان أسسهما هالسي ويلارد تايلور ولوثر هاوز على التوالي، كانا رائدين في تغيير كبير في كيفية توزيع المياه في تصميم النوافير في الأماكن العامة.


شارك المقالة: